أشاد سياسيون جنوبيون بالرؤية السياسية الجديدة للمجلس الانتقالي لحل الازمة في اليمن ، واعتبروها رؤية متقدمة يجب ان تنال حقها من البلورة والنقاش الهادئ والموضوعي من قبل الجميع للوصول لرؤية موحدة وموقف جنوبي موحد.
وأكد المحامي محسن عبيد إن الرؤية السياسية التي اعدها المجلس الانتقالي لحل الأزمة اليمنية هي خطوة هامة لنقل الصراع في اليمن من صراع قوى نفوذ، الي صراع مشاريع الدولة المركزية والاتحادية ذات الاقاليم، واشار عبيد الى ان مشروع الدولتين الجديد الذي طرحه الانتقالي مؤخرا، هو المشروع الذي سيعيد ترتيب الصفوف في المعركة السياسية القادمة بين الشمال والجنوب..
ورفض عبيد طرح بعض المثقفين وموقفهم من الرؤية وقال : "الغريب في الامر ان من يسمون انفسهم مثقفين جنوبين ونصبوا انفسهم ورثة الشهداء، سرعان ما رأوا كلمة حكومة مركزية، وحكومتان محليتان بالشمال والجنوب، حتي اخرجوا لسانهم البغيضة المملوءة بالشك والحقد معاً، ضد الانتقالي دون ان يفهموا او لايريدوا ان يفهموا ان الرؤية هي خطه اجراءات انتقالية مقترحة لمعالجة القضايا المتشابكة بين الدولتين، تتولاها الحكومة المركزية المؤقتة المنشأه لهذا الغرض، وتنتهي بمدة معينة ترتبط بمعالجتها لمهامها، وتحقيقها للاعتراف بالسيادة".
واضاف : "علي ضوء ذلك مع ضمانات دولية تساير هذه الاجراءات خطوة بخطوه وصولاً لتحمل الحكومتين المحليتين السلطة الكاملة لهما، كلا في نطاق اقليمها، التي ستصبح دولتها بالشمال والجنوب".
وأردف : " للمتسرعين فقط الرؤية عدت محاور والحكومة المركزية والحكومتين المحليتين لاتمثلان سوى جزء من محور واحد بهذه الرؤية التي تمثل نضج عالي لقياده الانتقالي في التعامل السياسي مع الاوضاع ومعالجتها، ليس فقط فيما يتعلق بالجنوب بل بدولتي الشمال والجنوب معاً.
موقف الانتقالي الجديد !
من جانبه علق القيادي الجنوبي صالح شائف على ما ورد في مقابلة عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي د.ناصر الخبجي مع وكالة سبوتنيك الروسية عن رؤية الانتقالي للحل في اليمن ، وقال "شائف" : "ان ما تناوله طرح جديد وجريء..لكن الخبجي جانب الصواب في ما يتعلق بأن إنهيار الإتحاد السوفيتي قد دفع بالإتجاه نحو الوحدة فهو أمر غير دقيق وغير صحيح".
وقال شائف في تعليق سريع له على موقف الإنتقالي الجديد : "ما تناوله الدكتور ناصر الخبجي في مقابلته المنشورة اليوم يمثل طرحا جديدا تماما وجريء في نفس الوقت وأتسم بقدر كبير من الواقعية السياسية إن لم يكن تكتيكيا ومتفق عليه في قيادة المجلس ومع ذلك يرتبط الأمر بمجمله بتوازن القوى المعنية بما ورد وقبولها من عدمه لذلك وبمآلات الأحداث على الأرض وبالموقف الإقليمي والدولي ؛ وبقدرة الجنوبيين على تمتين جبهتهم الداخلية وتوحيد صفوفهم عبر إستكمال الحوارات والوصول لنتيجة عملية ملموسة تضع حدا للوضع القائم مع ما قد يتطلبه ذلك من إعادة صياغة للتحالفات جنوبيا ومع الأطراف الأخرى وإلى إتقان فن الممارسة السياسية الناضجة والحذرة في نفس الوقت وبما قد تفرضة الظروف القائمة من توزيع وتبادل للأدوار وما إلى هنالك من الفعل السياسي المتعدد الإتجاهات" ..
واضاف شائف: " واما الإشارة بأن إنهيار الإتحاد السوفيتي قد دفع بالإتجاه نحو الوحدة فهو أمر غير دقيق وغير صحيح لأن إتفاقية الوحدة كانت في ٣٠ نوفمبر ٨٩م و الإتحاد السوفيتي تم الإعلان عن حله رسميا من قبل جورباتشوف في أخر يوم من عام ٩١م لتبدأ بعد ذلك عملية التفكيك وطرح مثل هذا يدعم ويعزز من يدعون بأن الجنوب هرب إلى الوحدة وهو أمر غير صحيح بالمطلق".
واختتم حديثه بالقول : " نأمل أن ينال هذا الطرح السياسي الجديد حقه من البلورة والنقاش الهادئ والموضوعي من قبل الجميع للوصول لرؤية موحدة وموقف جنوبي موحد".
