أمنا ..مصر

أمنا ..مصر

قبل 5 سنوات

 
ويسألوننا لماذا نحب مصر ، لماذا نفرح لفرحها ونحزن لحزنها ونعتز بنصرها ومجدها وعلو نجمها ؟ وهل مثل هكذا سؤال ينبغي ان يقال .
ورغم بداهة السؤال ، وربما غرابته ، إلاّ اننا نجيب ، بلغة الواثق وكما ينبغي ان يكون الجواب ، بأننا نحبها لأنها مصر ، وفخامة اسم مصر يكفي ليحكي للسائلين قصة وفاء لبلدٍ كانت لنا الملاذ وسكن الجسد وسكينة الروح.

بالنسبة لليمني مصر ليست مجرد بلد شقيق ، بل هي وطن لا غنى عنه ، ولا بديل له ، هي إنتماء .
في لحظة الألم وحين شبت نيران الحرب، وضاقت أرض اليمن بأهلها، كانت مصر الكنانة تفتح ذراعيها ، لتحتضن كل قادم إليها، وصارت لكل من وطأت قدماه ترابها الطاهر هي الوطن الآخر الذي لا يشعر فيه بالغربة ولا الحزن .

وفي مثل هكذا حال يبرز لدينا سؤال ،ماذا يمكن لنا ان تفعل وإلى أين ستكون وجهتنا لو لم تكن مصر العروبة والشهامة ، حاضرة في هذا الموقف الأخوي العروبي والقومي ، مساندة لشعب اليمن في محنته وحاضنة له تخفف من وطأة حزنه وهمه .

بالنسبة لليمن واليمنيين كانت مصر وعبر التاريخ سنداً وقوة ، خضبت دماء أبطالها سهول وجبال اليمن دفاعاً عن اليمنيين وثورتهم وتطلعاتهم وهي اليوم تمثل لهم وطناً آخر لا يقل ولا ينقص دوره عن الوطن الألم ،

بسخاء وكرم منحت مصر بقيادتها الرشيدة وشعبها المضياف ، الأمن لكل خائف والدفء والسلام لكل موجوع من لظى الحرب وسعيرها والعلاج لكل مريض، والتعليم لكل باحث عنه.

في موقفها الشهم مع اليمن وأهله قدمت مصر وقيادتها وشعبها ، النموذج اللائق كوطن عظيم له تاريخه الضاربة حضارته وأصالته في عمق التاريخ ، مؤكدة استحقاق مصر شرف تسميتها بأم الدنيا ، وعمق العرب ومصدر قوتهم وعزتهم وأمنهم.
سنوات أمضيناها هنا في مصر مثلت تجربة ملهمة علمتنا الكثير ، وعشنا فيها مواقف وأحداث ، ابتهجنا لنجاحاتها السياسية وانجازاتها العلمية وانتصاراتها الرياضية وبكينا لأحزانها في فقد العديد من رموزها وابطالها ومواطنيها في أحداث مختلفة ، كان آخرها ضحايا القطار المشؤوم رحمهم الله وأسكنهم الجنة ، والهم ذويهم الصبر والسلوان.
حفظ الله مصر آمنة مستقرة ، وجنبها كل شر ، وعهد منا ان نكون معها كما كانت معنا ، وسنفتديها بأرواحنا المفعمة بحبها والاعتزاز بها وعطائها.

إعلامية يمنية*

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر