دعوهم يعملون

دعوهم يعملون

قبل 4 سنوات

بينما اتابع بعض الأخبار المتداولة والخطربشات في كثير من مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتحدث عن هفوات وأخطأ قيادة المجالس الانتقالية وبالأخص في مديرية الشعيب والتي يعتبرونها أخطأ من (العيار) الثقيل أو من تلك التي لا تغتفر، وجدت معظمها (تنم) عن حقد وغل وكره وتفوح منها رائحة الانتقام، بل وتنتظر مطابخها وأحزابها وأصحابها (الفرص) السانحة لينقضوا عليها وعلى شرفائها ليعيثوا فسادا ويعيدوها لمربع الفوضى والتسيب والاهمال, وأدركت حينها أننا شعبٌ (غبي) ولا يستحي لأننا نروّج لمثل هذه الأخبار والأباطيل الكاذبة..

 

علينا العودة قليلا للخلف لنتذكر كيف كنَا وكيف كان النظام السابق يعبث ويسرح ويمرح في ارضنا، فينكل شرفائنا ويسفك دماؤهم ويزهق أرواحهم، ويستبيح حرماتهم، وينتهك حقوقهم، ويكبل حرياتهم، ويمارس كل الأساليب التعسفية والقمعية وغير الأخلاقية ولم يحرك أحد ساكن، ولم ينطق لهم شفة، ولم يتجرأ أحد على الوقوف في وجهه، لا نهم يدركون أن من يقف فمصيره الهلاك والقتل..

 

نعم.. ان تكون كسولا لا تعمل فهذه مصيبة، اما ان تعطل الناس عن اعمالهم والقيام بواجبهم فهذه كارثة.. واستبيحوا لإخوانكم ألف عذر إذا شاهدتموهم يغلطون، واعملوا على اصلاح الخلل بينكم البين.

 

نعم لنعترف ان هناك عدد من الموظفين لا يهمهم الا الراتب الشهري اما انجاز العمل فهو فقط في وقت الفراغ اي بعد قراءة الصحيفة وما فيها من اعلانات وفاة وافراح وعروض وتفقد من على الدردشة في النت وشرب القهوة والشاي واستقبال الضيوف.

 

فعلا نحن شعبٌ (لا يستحي)، نُقبّل أيادي جلادينا وأيادي الفاسدين والأيادي التي تلطخت بالفساد ونصفق لهم ونتغنى ببطولاتهم وأيامهم رغم سوادها وفسادها، ونحارب الشرفاء الثائرين الذين (أنجبتهم) ساحات الحرب وميادين الشرف والبطولة، ونقف في طريق ما يقومون به من إصلاح وتغيير لواقعنا المزري، ونضيّق الخناق عليهم رغم (شحة) إمكانياتهم وقلة (حيلتهم)، كان حريا بنا أن نقف إلى جانبهم ونشد على أيادي كل الشرفاء ونساندهم بدلا من أن نحرض ضدهم عن طريق اسدال الستار عن اخطائهم والتقليل من أهمية ما يقومون به من جهد..

 

تذكروا قليلا كيف أطلق (عفاش) كلابة وزبانيته وأصبحوا كالجراد المنتشر، وكيف أهلكوا الحرث والنسل وأحرقوا واكلوا الأخضر واليابس، وقاموا بإقصاء كل الكفاءات وتهميش القيادات، وقاموا باغتيال كل الشرفاء والمناهضين لهم، وكيف زرع (بخساسته) اللصوصية والبلطجية والفساد وأساليب النصب والاحتيال في نفوس الكثيرين من أبناءنا حتى أضحت هذه الأساليب تجري في دماؤهم وتصعد مع أنفاسهم، ومع ذلك كان البعض يقدس أصحابها ويرفع (القبعات) احتراما وإجلالاً لهم..

 

في الختام.. أن أردتم أن يصطلح حال البلد ومديرية الشعيب على وجه الخصوص ويستقيم عودها، دعوا الرجال تعمل بصمت، وإلا ورب الكون لن تقوم لنا قائمة، وإن كانت هناك أخطأ فلكل جواد كبوة، وكل عمل يصاحبه قصور وشيء من الأخطاء، ولكن لا تجلعوا منها حُجة واهية أو شماعة نعلق عليها كل شيء..

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر