ان الحرب على الضالع التي يشنها الحوثيون وأنصارهم بمشاركة الشرعية بالسكوت والتفرج، وربما بالدعم من الباطن، لا تستهدف الضالع كمحافظة أو مديريات شمالية أو جنوبية، بل تستهدف رمزية هذه المنطقة بمواقف أبنائها البطولية في مواجهة العدوان منذ بداياته، وتسجيل أنصع صفحات المقاومة للعتاة والغزاة والمعتدين القدماء والجدد.
وفي تفاصيل معارك وانتصارات القوات الجنوبية شمال الضالع اليوم، شهدت مختلف الجبهات في قعطبة شمالا معارك ضارية نهار اليوم بالتزامن مع حشود وتعزيزات كبيرة للقوات الجنوبية وصلت إلى خطوط ومواقع التماس، وهو ما ينبئ بمعارك عنيفة ضد جحافل الحوثي.
وقالت مصادر ميدانية : " أن القتال ازداد ضراوة نهار الأحد في الجبهة الغربية المتاخمة لقلعة يراخ وحجر والعبارة وأطراف حمر الهتيله ..كما شهدت الجبهة الشرقية مواجهات أقل ضراوة بين الفينة وأخرى جهة تلة زريع، وتلة مرتفع السنترال ".
وأضافت المصادر ان القوات الجنوبية بمشاركة مقاومة مريس استعادت إحدى تلال الزيلة وتقدمت إليها بعد طرد مقاتلين الحوثي منها ".
واكدت مصادر ميدانية ان قتال عنيف يدور حاليا للسيطرة على التلال والتباب خلف مدينة قعطبة، وإن الحوثيين يحاولون التقدم نحو تلة الجميمة.
وقالت مصادر محلية : القوات الجنوبية قامت بفتح الخط العام، اليوم الأحد، ومرت كافة المركبات التي كانت عالقة، وبات الخط خالياً من العربات ".
وتقدمت قوات المقاومة على جبهة حجر المرياح بقيادة أبو عنتر الجحافي، باتجاه الحشاء وحمر. وتم تدمر عربة بي إم بي للحوثيين وقتل من عليها.
وفي السياق لقي قيادي في ميليشيات الحوثي مصرعه اليوم الأحد، في غارات جوية لمقاتلات التحالف العربي شمال الضالع.
واستهدفت الغارات تجمعات لميليشيا الحوثي في مديرية قعطبة، ومنطقة يعيس في جبهة مريس، شمالي المحافظة.
وأسفرت الغارات، عن مصرع نائب قائد المنطقة الرابعة التابعة لمليشيا ت الحوثي المدعو " رداد يحيى العمري" مع عشرات آخرين من عناصر الميليشيا، إضافةً إلى تدمير آليات قتالية، وشاحنة على متنها أسلحة وذخيرة.
وفي جريمة إنسانية بشعة اقدمت مليشيات الحوثي على ارتكاب جريمة قتل بحق الضحية الطاعنة بالسن "زهراء حميد" في قرية الرابط التابعة لمديرية الازارق بمحافظة الضالع ، وهي في طريقها لجلب مياه الشرب ، حيث قام احد قناصه الحوثي باطلاق الرصاص على الضحية ليرديها قتيله على الفور دون رحمه او سابق انذار .
وتعمل مليشيات الحوثي على تقييد حركة سكان البلده ذهابا وايبأ من والى قراهم ، في توجه غير انساني، وكردة فعل من واقع انكساراتها وخساراتها الفادحة في جميع جبهات شمال الضالع.
وأوضحت قيادات بالمقاومة الجنوبية "أن الازارق عصية ولن تستطع القوات الغازية تحقيق أي تقدم مشيرين إلى أن المليشيات الحوثية فتحت جبهتين الأولى "باهر – تورصة "، والجبهة الأخرى المفتوحة وهي الأوسع جبهة "شوكان – حلحال" التي يرابط فيها رجال القبائل منذ أول يوم فكرت المليشيات بالهجوم على حدود المديرية، وأن ذلك هدفه الأساسي تخفيف الضغط على عناصر في الضالع التي تواجه خسائر فادحة.
وشهد نهار اليوم الاحد معارك عنيفة قادها اللواء اول صاعقة ، حيث شنت قوات لواء الصاعقة والمقاومة الجنوبية هجوما مباغتا على مليشيات الحوثي المتمركزة في بعض المواقع الاستراتيجية بمدينة قعطبة شمال الضالع وأسفر الهجوم عن مقتل عدد من عناصر المليشيات الحوثية المدعومة من إيران كما انتشرت قوات اللواء أول صاعقة على المداخل الجنوبية والغربية والطرق الفرعية المؤدية إلى قعطبة تحسبا لأي تحركات جديدة للحوثين أو عمليات تسلل على القوات المرابطة في المواقع التي استعادها اللواء أول صاعقة وكذا التي سيطر عليها مؤخرا.
ولقي 35 من مليشيا الحوثي مصرعهم وجرح العشرات فيما أسر آخرون في معارك متواصلة منذ يومين يخوضها أبطال اللواء أول صاعقة والحزام الأمني وأفراد من المقاومة الجنوبية في مواقع عسكرية متفرقة تحاول المليشيات استعادتها.
وتواصل قوات اللواء أول صاعقة تقدمها بحذر من الجهتين الجنوبية والغربية لمدينة قعطبة مع تطهير تلك الأماكن من المليشيات.. وحسب مصادر في اللواء إن مليشيات الحوثي تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد .
وفي السياق ذاته تسللت مجموعة من عناصر الحوثي فجر الجمعة إلى مدرسة العبارى الواقعة تحت سيطرة اللواء أول صاعقة ودارت اشتباكات عنيفة هناك انتهت بمصرع الجماعة المتسللة كلها وسقط شهيد واحد وجريحان من أفراد اللواء أول صاعقة .
وكانت القوات الجنوبية قد أعلنت اطلاق معركة تحرير كل مناطق شمالي الضالع، وصولا إلى إب، وهي معركة أطلقت عليها القوات الجنوبية اسم معركة " قطع النفس".
وفي سياق تحليلات السياسيون والمراقبين للحرب شمال الضالع قال المحلل السياسي هاني مسهور : " ان معركة الضالع تتجاوز حدود اليمن والجنوب وأن كانت ترسم حدود دولتين الا أنها كسرت رغبة ايران بالوصول الى باب المندب وصنعت سياجاً عالياً في مضمون حماية الأمن القومي العربي حتى وأن اشاح العرب أعينهم عن الضالع وانتصارها العظيم.
وأضاف مسهور " أظهرت دولة الامارات بسالتها وأظهر الجنوب شراكته وكذلك شراسته .
من جانبه شدد القيادي الجنوبي د . عيدروس النقيب بالقول : " الضالع لن تنكسر ولن تهزم لأنها تختزل الجنوب من أقصاه إلى أقصاء، لكن البلداء السياسيين يستعصى عليهم إدراك أن المحافظة التي تحررت بمفردها وبمقاومة أبنائها وهي في ذروة حاجتها وهزمت عدوها وهو في أوج تحالفه وقوته، يستحيل أن تهزم وهي في ذروة انتصارها وإصرارها ومعها كل الجنوب، من شرذمة تمر بأضعف حالاتها وإدنى مستويات الثقة بالنفس ".
وفي السياق ذاته شن الشاعر عبدالله الجعيدي، اليوم الأحد، هجومًا حادًا على الحكومة الشرعية وجماعة الإخوان في اليمن، لافتا إلى أن جماعة الشرعية وجيشها وقادتها ومسئوليها وإخوان اليمن وإرهابييهم منزعجين من إبادة الحوثيين في الضالع أكثر من الحوثيين أنفسهم".. مضيفا " ولعلكم سمعتم وشاهدتهم عبر العديد من وسائل الإعلام هجومهم على الضالع ورجاله المغاوير".
المؤشرات الأولية للحرب شمال الضالع تفيد إن مليشيا الحوثي تحشد قواتها نحو الضالع انتقاما وبحثا عن نصر يعيد لها اعتبارها جراء الهزائم الساحقة التي منيت بها في حرب 2015م وذلك بالتزامن مع ذكرى انكسارها وهزيمتها في الضالع الذي يصادف 25مايو ‘ اليوم الذي تحتفل به المقاومة الجنوبية من كل عام ابتهاجا بطرد آخر جندي حوثعفاشي من الضالع..وفي مايو عام 2015م طهرت المقاومة الجنوبية مدينة الضالع من الغزاة ولقنتهم درسا قاسيا.
وكانت الضالع في حرب ٢٠١٥ م تعتبر أول محافظة جنوبية تصنع اكبر انتصار على جحافل الغزاة من القوى الشمالية، حيث تمكنت قوات المقاومة الجنوبية بالضالع من تطهير المحافظة رغم كثافة اعداد العدو المكون من اقوى الألوية الشمالية..وتمكن حينها ابطال الجنوب بالضالع من تحقيق ملحمة بطولية عظيمة ضد الغزاة أذهلت المجتمع العربي والعالمي .