تحل الذكرى السابعة والستون لثورة ال٢٣ من يوليو عام ١٩٥٢ ، التي كانت بحق ثورة العزة والكرامة ، ثورة (ارفع رأسك يا أخي) . تحل ذكرى هذه الثورة وكما قال أحد الكتاب المرموقين ، وكأنها لم تنقض منذ عقود طويلة، إرثها ماثل في الذاكرة العامة والصراع حولها لا يتوقف.
بحكم قوانين الطبيعة غادر أغلب أبطالها ومعاصريها مسارح الحياة، فقد مرت عليها (٦٧) سنة.
وبأثر انقلابات السياسة، قوضت التوجهات والخيارات التي تبنتها بعد رحيل زعيمها «جمال عبدالناصر» منذ نحو (٤٩) سنة. وعلى رغم ذلك كله، فإنها تبدو رقماً صعباً يستحيل إغفاله أو تجاوزه في النظر إلى أي مستقبل.
قوة يوليو في الأحلام الكبرى التي أطلقتها، ونقطة ضعفها في نظامها السياسي الذي أخفق في الحفاظ على مشروعها.
وقد كان حلم بناء دولة عربية موحدة ومنيعة صلب مشروع يوليو الذي انكسر أمام احتمالات التقسيم البادية الآن في مشاهد النار بالمشرق العربي ومناطق عربية أخرى، فإن الأسئلة تطرح نفسها: لماذا انكسر العالم العربي وفقد ثقته في نفسه ومستقبله بعد أن حلقت أحلامه في عنان السماء؟.. كيف وصلنا إلى الكابوس؟.. ثم إلى أين المصير؟
رحم الله قائد هذه الثورة الخالد جمال عبدالناصر الذي نتذكره بكل الإحترام والتقدير والإجلال والعرفان كرمز من أهم الرموز القومية والإنسانية والتاريخية المناضلة من أجل قيم الحرية والعدالة والإستقلال والعزة والكرامة .