لا تظلموا المستشار عبدالخالق عبدالله

لا تظلموا المستشار عبدالخالق عبدالله

قبل 5 سنوات

أثارت تغريدة للمستشار الأماراتي والسياسي المعروف عبدالخالق عبدالله غضب الكثير من نشطاء حزب الاصلاح والحركة الحوثية ومثقفين شماليين في مواقع التواصل الأجتماعي، حيث أبدوا أمتعاض كبير من تغريدته المكونة من ثمان كلمات والتي لم يأتي فيها بجديد غير توصيفه للحالة اليمنية التي بات فيها الامر واضح وجلي يستطيع أن يقراءه المتابع البسيط للشأن اليمني فضلاً عن عمالقة السياسية وأساتذتها. فالوحدة اليمنية التي يتباكون عليها اليوم ولم يعوا بأنها أنتهت الا بعد تغريدة المستشار عبدالخالق عبدالله سبق وأن رأيناها تحتضر في حملة الأغتيالات التي نفذتها سلطات صنعاء عبر مليشياتها الأرهابية في حق الساسة الجنوبيين بعد الوحدة مباشرة ليضعوا مؤخراً الطعنة الأخيرة في جسد الوحدة ويردونها قتيلة من خلال فتوى تكفير الجنوبيين واستباحة دمائهم وما تلاها من حرب ظالمة في حق الجنوب في صيف 1994م وعمليات نهب وتقاسم الجنوب. فقد سبق وتحدث الزعماء العرب في ذلك الوقت وفي مقدمتهم الشيخ زايد بن سلطان رحمة الله وغيره من الزعماء وكذلك الأمم المتحدة عن فشل الوحدة وأستحالة فرضها بالقوة ولكن غطرسة وصلف الجيش اليمني آنذاك جعلتهم يصابون بالعمى والصمم وذهبوا إلى الأمام في مخططهم التدميري بحق الوحدة والجنوب.

هكذا أبتلانا الله بهولاء القوم الذين لا يروا الا أنفسهم، ومتى ما أشار شخص ما الى عدالة القضية الجنوبية ضجت صفحاتهم بالانتقادات له رغم قناعة البعض منهم بمظالم الجنوب في نقاشهم معنا ولكنهم يقرون بذلك من باب اقناعنا بأن مظالم الجنوب مختزلة في شخص الرئيس الهالك ويتجاهلون بأننا ندرك جيداً بأنهم جميعاً كانوا معاوله في هدم وتدمير الوحدة والجنوب، بل ومازالوا يتآمرون على الجنوب حتى اليوم ويريدوا ألتهامه. فهم كالعادة يحاولون اللعب على جميع الأوتار ويمارسون أبشع صور التضليل والدجل، فبدلاً عن أن يفهموا التغريدة بأنها تحاكي واقع تعيشة هذه المنطقة الجغرافية، ذهبوا الى أتهام مغرد في تويتر بتقسيم اليمن والتآمر على الوحدة. فان كانت وحدة اليمن ستدوم لولاء صفحة مغرد ما لبادرنا بأغلاقها من خلال عدد من البلاغات عليها ولكن بات الأمر واضحاً اليوم لكل ذي بصيرة عن قرب استعادة الجنوبيون لدولتهم الجنوبية على حدود عام 1990م، وكذلك أستعادة الهاشميين للمملكة المتوكلية الهاشمية تحت حكم السيد والذي بات يسيطر على الجزء الأكبر شمالاً مع أحتفاظ الاخوان المسلمين بأمارة أسلامية في مأرب أذا ما أستمر دعمهم للأحتفاظ بها!

هذا الواقع لا ينكره الا جاحد أو مكابر يأبى أن يعترف بالحقيقة، وما تغريدة المستشار عبدالخالق عبدالله الا تعبيراً عن حالة اليأس التي وصل لها من خلال قراءته ومتابعاته للواقع ويقينه في أستحالة توحد القوى الشمالية والتقدم بأتجاه صنعاء لتحريرها. فهناك اسس كثيرة للوحدة لم يكن بعض الساسة العرب ليقتنعوا بفشلها الا بعد أن رأوا بأم أعينهم أنهيار آخر تلك الأسس. فكل من لديه ذرة عقل اليوم سيتسأل: من يتوحد مع من؟؟؟ هل هناك جمهورية شمالاً لنتحدث عن أمكانية حوار مع الجنوب لأنعاش جسد الوحدة (الميت منذ عقود) كما يحلم البعض بذلك من خلال الاقاليم الستة وغيرها من الخيارات؟؟؟ بالفعل لا! وغضب الأخوة اليمنيين من التحالف واتهامهم له بتقسيم اليمن يصب في هدف واحد وهو ضرورة تدمير المقاومة الجنوبية من قبل التحالف كونهم يروا فيها نواة للجيش الجنوبي الذي سيذود عن الوطن من همجيتهم ويحطم على حدوده جميع أحلامهم!

لقد عاش الجنوب سنوات عصيبة منذ أجتياحه عسكرياً عام 1994 م وحتى اليوم بفعل هذه العقليات التي تقرأ المشهد بما تهواه وتحاول تضليل الراي العام، فقد صوروا الجنوبيين كأنفصاليين وتناسوا بأنهم هم من ذبحوا الوحدة من الوريد الى الوريد، وهاهم اليوم يتهموا التحالف العربي بتقسيم اليمن ولم يعوا بأنهم قد غدروا بالوحدة في مهدها وأنهم قد عادوا الى عهد المملكة المتوكلية الهاشمية ولم تعد هناك جمهورية في الشمال لنتحدث عن أمكانية وحدة وشراكة معها!

وفي الاخير نذكر بأن هناك اليوم جرائم يرتكبها الحوثيون في اليمن الشقيق بحق أهلكم يشيب لها الرأس وتتقطع لها القلوب!!! دماء تُهدر وشعب يجوع وحرمات تُنتهك ومرضى يموتون وأسر تتسول وتأكل من القمامة واطفال يموتون من الجوع والمرض! ألم يكن هولاء أولى ببكائكم وعويلكم من الوحدة؟؟؟ أما تعون بأن اليمن الشمالي الذي توحدنا معه في عام 90 قد عاد الى عهد الأمامة ماقبل عام 1962 وأن اللبنة الأولى التي بنى عليها أجدادنا الوحدة قد أنهارت تماماً، فضلاً عن تدميركم وقتلكم لها على مرور ثلاثة عقود مضت؟؟؟ اذهبوا نحو صنعاء وأستعيدوا رقعتكم الجغرافية واقيموا دولتكم المدنية فيها، وبعد ذلك أبدأوا التفكير في الوحدة مع الجوار!

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر