- منذ تشكيل الانتقالي، لم يمر حدث إلا جدد دعواته الرئيس هادي للحوار، ومناشدته والتحالف لتمكين أبناء الجنوب من إدارة شؤون أرضهم حتى انتهاء الحرب ضد الحوثي، فمن غير المنطقي جلب الشماليين لحكم الجنوب، ودفع الجنوبيين لتحرير الشمال. صم الرئيس والتحالف آذانهم أمام دعوات الانتقالي.
- ظل الانتقالي عامين يطالب بالمشاركة كطرف رئيس في المفاوضات، فأصرت الشرعية على الرفض القاطع لحضوره، متذرعة بضرورة عدم الانشغال بقضايا أخرى تشتت جهود مواجهة الحوثي الإيراني، لكنها في الواقع تخلت عن حربها ضد الحوثي، وتفرغت لتمزيق الجنوب.
- حين دخل الحوثي إلى صنعاء سلمه الأحمر وحزب الإصلاح صنعاء والفرقة الأولى مدرع بكل ما فيها من عتاد وأفراد، تحت حجة تجنيب صنعاء أي دمار، لكنه بعدها انطلق كالسهم باتجاه الجنوب، فتساقطت المدن تباعاً دون أي مواجهة، حتى وصل عدن فخرج المدنيون ومرغوا أنف الحوثي في الوحل، وفعلوا ما عجزت عنه جيوش قوى الفيد والسلب والنهب.
- عقب أحداث يناير 2018م، تراجع الانتقالي من أمام قصر معاشيق، احتراما لجهود التحالف العربي، مقابل الدخول بحوار مع الشرعية حول إدارة الجنوب حتى نهاية الحرب، لكن الشرعية تعاملت مع تنازل الانتقالي على إنه ضعف، وازدادت عنتاً وغلواً ضد الانتقالي وقضية شعب الجنوب.
- كرّس الإخوان الماكنة الإعلامية والسياسية ووالإمكانات العسكرية والمالية الحكومية، المتأتية من موارد الجنوب أو دعم التحالف، لتشويه الانتقالي والحزام والنخب والسعودية والإمارات بوجه خاص وشيطنتهم، متجاهلة حربها مع الحوثي وإيران.
- تركت الشرعية وقواها، الشمال بأكمله للحوثي يسرح به ويمرح على هواه، وعمدت لتمزيق المجتمع الجنوبي مناطقياً تارة وسياسيا تارة أخرى، وقامت بتفريخ قوى ومكونات سياسية باسم الجنوب ومشروع قوى صنعاء.
- جلبت القوى المتدثرة برداء الشرعية، الكثير من أتباع الحوثي والمهاجرين الأفارقة لإغراق الجنوب بالفوضى والجريمة والإرهاب والمخدرات، ... الخ.
- بقي الانتقالي يقاتل باستبسال في مختلف جبهات الحرب ضد الحوثي، وفي مكافحة الإرهاب. وفيما جُمدت كافة الجبهات الأخرى، كانت جبهات الحرب التابعة للانتقالي تحقق الانتصار تلو الآخر على الحوثي.
- حين تنتصر القوات الجنوبية على الحوثي، يسرقون انتصاراتها، وينسبونه لجيش وطني، نائم في نهم، وفي المقابل كلما قامت القوات الجنوبية ذاتها بمكافحة الإرهاب في الجنوب، أطلقوا عليها مسمى ميليشيات خارجة عن القانون.
- مؤخراً كاد الحوثي أن يخسر ميناء الحديدة، فتدخلت حكومة الإخونج، لتوقيع إتفاقية ستوكهولم، لضمان عدم سقوطه، حتى لا يصاب في مقتل، وتنتهي الحرب وما زالت قوى النهب تطمع بالمزيد من الأرصدة البنكية، لأن نهاية الحرب، تغلق الذرائع فيغلق معها بزبوز المال.
- توقفت جبهة الحديدة ففتح الإصلاح معسكراته في شمال الضالع وشرق يافع، لإفساح طريق دخول الحوثي إلى الجنوب، وضرب قوة الانتقالي المتصاعدة، فتفاجئوا بثبات الانتقالي، وتوسيع نفوذه، وتمكنه من إسقاط العديد من المدن شمال الضالع في عمق الأراضي الشمالية.
- نسجوا خيوط مؤامرة لإسقاط الجنوب من أنقرة إلى الدوحة إلى طهران مروراً بصنعاء ومعاشيق، فكان 1 أغسطس ساعة إطلاث صفارة الحرب، خسر الجنوب يومها نخبة من أنبل رجاله.
- بلغ السيل الزبى وتحرك الشعب الجنوبي قبل الانتقالي، ودق ناقوس الخطر، فلم يكن أمام الانتقالي من بدٍٍ سوى الدفاع عن شعبه، وحمايتهم من وحشية نظام صنعاء وقواه الباغية الغادرة، فآلت المعركة إلى تأمين عدن "بكية نارٍ" شافية بإذن الله تعالى، .
- بالأمس سلموا الحوثي كل شيء، واليوم عطلوا الخدمات، ووجهوا سهامهم إلى صدر أبناء الجنوب، ويسعون لفصل ٍ جديد يتخذون فيه مزيدٍ من التنكيل بشعب الجنوب، كجرعة إضافية على ما فعلوه منذ وطأت أقدامهم أرض الجنوب الطاهر.
#أنيس_الشرفي
20 أغسطس 2019م.