دمرته مليشيات الحوثي وأعادت تأهيله دولة الإمارات.. مطار عدن الدولي.. نافذة الوطن نحو العالم (تقرير)  

دمرته مليشيات الحوثي وأعادت تأهيله دولة الإمارات.. مطار عدن الدولي.. نافذة الوطن نحو العالم (تقرير)  

قبل 4 سنوات
دمرته مليشيات الحوثي وأعادت تأهيله دولة الإمارات.. مطار عدن الدولي.. نافذة الوطن نحو العالم (تقرير)  
  تقرير – عادل حمران

خمسة أعوام منذ أن أشعلت مليشيا الحوثي حربها العبثية في مارس 2015م ضد الجنوب, وتمكنت من السيطرة على معظم المحافظات الشمالية ولَم يتبقَ أمامهم  إلا عدداً من المحافظات الجنوبية التي وجدوا فيها مقاومة شرسة ومعارك طاحنة.

وفي العاصمة الجنوبية عدن دارت رحى معارك دامية، وكانت عناصر المليشيات تسعى جاهدة لتدمير كل شيء وبسط نفوذها وسيطرتها على المدينة ومنشآتها الحيوية والسيادية، فمثلاً مطار عدن الدولي أهم منشأة سيادية في البلد لم يسلم من عبث المليشيات، فقد دارت فيه معارك ضارية استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وسطّر شباب الجنوب أروع الملاحم البطولية آنذاك والذين سعوا من خلالها للدفاع عن الأرض والعرض والوطن، وجراء تلك المعارك تحطم المطار وأغلقت الآفاق الجوية أمام الناس في عدن وبقي آلاف اليمنيين عالقين في مطارات وموانئ دول العالم لعدة أشهر.

 

إعادة تأهيل

 

استمرت المعارك في المدينة بين أبطال المقاومة في مختلف مديريات العاصمة قرابة خمسة أشهر سطر فيها أبطال الجنوب أروع الملاحم البطولية التي تكللت بالنصر يوم السابع عشر من يوليو / تموز 2015 م عندما كسرت شوكة المليشيات وعاش الناس بهجة انتصار عظيم بعد طرد تتار العصر من ثغر الجنوب وعاصمته عدن.

وإبان تلك المواجهات كان للقوات المسلحة الإماراتية ودعمها دور بارز في صناعة النصر للمدينة ولعبت دوراً حيوياً في إعادة تطبيع الحياة بعد تحريرها وإعادة تأهيل عدد من المرافق والمؤسسات الحيوية التي دمرها الحوثيون خلال الحرب، شملت جهود الإمارات مشروع إعادة تأهيل مطار عدن، بما فيها المبنى الفني، وبرج المراقبة، ومبنى الترحيل والركاب، وصالتي المغادرة والوصول، إلى جانب تجهيز إضاءة المدرجات بمعداتها كاملة.

وعن الدور الإماراتي في مطار عدن الدولي قال القائم بأعمال مدير عام المطار الأستاذ عبدالرقيب العمري “: “من المعروف بأن المطار كان ميدان معركة أيّام الحرب، وتعرض لتدمير كلي وانتهى كل تجهيزاته سواء كان الفنية أو الأمنية أو الملاحية وكذلك الملفات والأجهزة و شبكة المياه و الكهرباء، نستطيع القول بأن الحرب حولته إلى خرابة وأطلال مطار، والفضل لله ثم لجهود قوات التحالف العربي وعلى وجه الخصوص دولتي السعودية و الإمارات، ساعدتنا دولة الإمارات في إعادة تأهيل المطار وفتحه أمام المسافرين وأعادوا تأهيله على مراحل ودعمه بالأجهزة والسيارات وكافة المتطلبات الضرورية لإعادة افتتاحه أمام المسافرين، فلهم منا كل الحب والتقدير على مواقفهم الطيبة وجهودهم الصادقة معنا”.

 

جهود حثيثة

بعد إعادة افتتاح المطار كان وضع المدينة قاسياً في كل المجالات، حيث كانت تسيطر التنظيمات الإرهابية على أرجاء واسعة من عدن التي كانت ساحة للجرائم والاغتيالات وكان الخروج من المنزل إلى العمل بمثابة مغامرة قد لا تسمح لك الظروف بالعودة مجددا إلا أن الموظفين في المطار تحمّلوا كل الصعوبات وعملوا بكل طاقاتهم وبذلوا جهوداً حثيثة من أجل خدمة الناس ومساعدتهم على العودة من بلدان العالم أو المغادرة وخصوصا المرضى والجرحى.

وبحسب قسم الإحصاء في إدارة النقل الجوي بمطار عدن الدولي فقد تم رصد 100 رحلة من مطار عدن وإليه خلال العام 2015م نقلت واستقبلت (7619) مسافرا وكان غالبيتهم من المرضى والجرحى ، ورغم الصعوبات والصراعات المختلفة إلا أن الهيئة الإدارية في المطار ضاعفت جهودها في العام 2016 ورصدت ( 396 ) رحلة طيران، كانت تتنقل من مطار عدن إلى عدد من البلدان بينها مصر والسودان والأردن وكذلك رحلات طيران الأمم المتحدة وطواقم عدد من المنظمات العاملة في اليمن، وعلى متنها ( 59314 ) مسافرًا.

وعقب استتباب الوضع الأمني في عدن بدأ المطار يسير رحلات أوسع وكذلك دخلت شركات طيران محلية بجانب شركة طيران اليمنية مثل السعيدة وبلقيس و الجيبوتية، وبدأت حركة المطار بشكل تدريجي ليس بالمستوى المطلوب ولكن أفضل من الأعوام السابقة حيث تم رصد ( 562 ) رحلة في العام 2017 م، توصل وغادر على متنها (158320 ) مسافرا ، أما العام 2018م فقد تم رصد ( 1070 ) رحلة، وتم وصول ومغادرة ( 270663 ) مسافرا وبدأت الحياة تعود بشكل إيجابي إلى عدن وتسهل معها حركة الناس بشكل أفضل وعاد العمل إلى المطار بشكل أكثر إيجابية.

 

صعوبات متنوعة

ورغم جهود المطار وخدماته الجليلة التي يقدمها لجميع المواطنين إلا أنه يعاني من صعوبات متنوعة تُعرقِل سير عمله وقد تؤدي إلى إغلاقه مجددا، وهذا ما أكده الأستاذ عبد الرقيب العمري بالقول: “نبذل كل جهودنا لخدمة المسافرين ونسعى إلى إعادة مطار عدن الدولي  إلى سابق عهده وخصوصا وأنه يعد المنشأة  الرئيسيّة في البلد والنافذة الأولى لكل المواطنين من جميع محافظات الجمهورية إلا أننا نعاني من صعوبات متنوعة وإذا لم يتم مساعدتنا على حلها قد نضطر ذات يوم إلى إيقاف مطار عدن”.

وأوضح العمري أن المطار يواجه عددًا من الصعوبات ومن أبرزها: ممر التدحرج (مهبط وإقلاع الطائرات) والذي انتهى العمر الافتراضي له قبل 15 عاما إضافة إلى تدمر أجزاء واسعة منه في الحرب وأيضا الإضاءة في ساحة المطار والخاصة في هبوط وإقلاع الطائرات تعرضت للتلف بسبب عوامل الرطوبة والحرارة أدت إلى فصل التيار عن أجزاء واسعة من واحة المطار وهذا أجبرنا على إيقاف الرحلات الليلية حفاظا عن سلامة المسافرين، حتى تتم الصيانة وإعادة تركيب الإضاءة”.

ويضيف العمري: “إن من الصعوبات التي يعاني منها المطار تعرض سقف المطار إلى قصف جوي وبري وبحري وتم إعادة تأهيله بالزنك من قبل الشركة الإماراتية لكنه صار الْيَوْمَ شبه منتهٍ وعند سقوط الأمطار تتحول صالات المطار إلى شلالات مائية وهذا يعيق العمل وتضعنا في موقف محرج أمام عامة الجمهور وحركة المسافرين و الملاحة في مطار عدن”.

وحين سألناه عن علاقة المطار بالأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة عدن رد العمري موضحا: “نحن بالنسبة لنا مرفق خدمي مهني يقدم خدمته لجميع جمهور المسافرين بغض النظر عن اسمه و منطقته وانتمائه السياسي، فليس لنا علاقة في العمل السياسي، حزبنا هو مطار عدن الدولي وبيتنا هو مطار عدن الدولي، خدمتنا ممدودة لكل من يصل إلينا، فنحن نحترم كل الجهات ونتعامل معها فيما يخص مجال عملنا”.. لكنه تمنى من الإخوة “في الحكومة الشرعية وفي المجلس الانتقالي وكل الأحزاب السياسية في الوطن بأن يتقوا الله في الوطن والمواطن وأن يجتمعوا على كلمة سواء، لقد خسر وطننا مئات الآلاف من الشهداء والجرحى خلال الحرب وتحولت بلدنا إلى شلالات واسعة من الدماء، أعطوا للعقل فرصة والحوار قيمة، فلغة القوة والعنف لم تعد مقبولة والجميع فيها خاسر”.

واختتم حديثه برسالة شكر إلى القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي على تعاونه معهم  وحرصه على نجاح العمل في المطار، وإلى قادة التحالف العربي وعلى رأسهم دولتي الإمارات و السعودية على جهودهم الحثيثة ودعمهم السخي لمطار عدن الدولي وحرصهم على تطويره ومساندتهم لإدارة المطار لكي تتمكن من تجاوز المعوقات وكذلك إلى جميع الموظفين والموظفات في مطار عدن الدولي على جهودهم الطيبة وانضباطهم في أعمالهم وتحملهم أعباء العمل وخصوصا في مراحل صعبة وأيّام استثنائية  مرت فيها عدن و البلد بشكل عام”.

 

إنجازات أمنية

السلطات الأمنية في مطار عدن الدولي لم تكن بعيدة عن تلك الإنجازات، بل إنها شاركت إلى حد كبير في تلك النجاحات رغم الصعوبات وقبضت على عدد من المهربين من مطار عدن إلى دول العالم وخصوصا مهربي القات والحشيش والمخدرات والذين يسعون من أعمالهم إلى التجارة والكسب على حساب كرامتهم وسمعة البلد.

حيث تبذل قوة حماية المطار جهودًا جبارةً في حماية المطار وجنبته كثيرًا من المشاكل والصراعات التي عصفت بالمدينة، وحافظت عليه من تهديدات الجماعات المتطرفة التي كانت تتربص به وتسعى إلى إغلاقه، وظلت أعينهم ساهرة في بوابات المطار والمواقع التابعة له، ورغم بعض الإشكاليات التي كانت تواجههم إلا أنهم حققوا نجاحات عظيمة وحافظوا عن المطار وسيادته من كل الأعداء.

وفي تصريح صحفي قال القائد خالد صالح الخيلي قائد حماية مطار عدن الدولي: “عملنا في مطار عدن بالتعاون مع كافة الأجهزة الأمنية بروح الفريق الواحد، وتبذل قوات حماية المطار جهوداً مضاعفة طوال اليوم من أجل حماية المطار والدفاع عنه وحماية أرواح المسافرين وتنظيم سير العمل في بوابات المطار الداخلية والخارجية”.

وأضاف: “ورغم الصوبات التي تواجهها قوة حماية المطار إلا أننا تغلبنا على كل ذلك وضاعفنا من جهودنا لنقدم صورة طيبة عن عدن المطار والمدينة ولم نسمح لإدخال المطار في أي مهاترات أو صراعات كونه منشأة لخدمة المواطن والبلاد بشكل عام ولا يخص أي جهة دون أخرى” .

واختتم القائد حديثه برسالة شكر و تقدير إلى الإدارة العامة لمطار عدن الدولي ممثلة بالأستاذ عبدالرقيب العمري القائم بأعمال مدير مطار عدن الدولي على مساعدتهم في نجاح العمل، وكذلك قوات التحالف العربي وعلى رأسهم دولتي الإمارات والسعودية على دعمهم السخي ومساهمتهم الفاعلة في إعادة افتتاح المطار أمام جميع المسافرين”.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر