ضجّ العالم عن بكرة أبيه من الوباء المستجد كورونا (كوفيد_19)، وأصبح الجميع في حالة استنفار خصوصًا بعد أن حصد هذا الوباء المستجد الآلاف من البشر حول العالم ابتداءً من الصين ومرورًا بكل دول العالم عدا جنوب وشمال اليمن.
العالم أصبح عاجزًا أمام تفشي هذا الوباء، وأصبحت السيطرة عليه صعبة للغاية، كما يؤكد ذلك الأطباء، غير أننا لم ندرك بعد حقيقة مهمة للغاية، هي أن هذا الوباء ابتلاء من الله تعالى، ويجب حمد الله وشكره على كل حال، فالحل بيد الله عز وجل، فالأرض أرضه، والسماء سماؤه، وهو من يسيّر هذا الكون كله، والتخلص من هذا الوباء بيد الله، ولا حل إلا بالله.. فعلينا بتقوى المولى عز وجل، وأن نعلم بأن قدرة الله فوق كل البشر مهما تطور البشر، ومهما اخترعوا من اختراعات وابتكارات.. علينا الرجوع إلى الله، واستغفاره، وطلب رحمته، فلا منجد إلا الله.
لكنني أود في هذه السطور أن أخاطب هذا الوباء المستجد الذي يسمونه (كورونا)، والذي أقلق العالم أجمع، أن أسأله: إلى أين أنت ذاهب كورونا؟.. فإن كانت وجهتك إلى محافظات الجنوب والشمال فاسمح لي أن أقول لك بعض الكلمات لعلها تفيدك.
اعلم عزيز (كورونا) أن مجيئك إلى المحافظات الجنوبية والشمالية أو تلك الدول التي تعيش وضعًا مأساويًا كالتي تعيشه محافظات الجنوب والشمال أمر أنت في غنى عنه.
تخيل معي عزيز (كورونا) أنك تأتي إلى مُدن تعيش أغلب أوقاتهم بلا كهرباء ولا ماء، وأغلب سكانها، أن لم يكنْ جميعهم، بلا مرتبات شهرية، وبلا غاز ومشتقات نفطية، وتفتقر لأبسط الخدمات.. فأخبرني لماذا ستأتي إلى مكان أشبه بالصحراء؟!
أيضًا عزيز (كورونا)، تعال واسمع معي هذا الأمر: أتدرك بأن المستشفيات والمراكز الصحية في بلادنا وضعها في الحضيض، فبالله عليك ما الذي سيأتي بك وأنت تعلم أنك لن تجد من يقاومك؟ أترضيك نخوتك بأن تقضي على جميع من هم هنا وكلمح البصر؟ لا أظن ذلك، وإن كان يرضيك فاعلم جيدًا بأنك لن تستطيع المجيء، فقدرة الله هي من ستمنعك.
بالله عليك عزيز (كورونا) تأتي إلى مكان يعاني سكانه الأمرين، ويعيشون بين مطرقة الحرب وسندان السياسة.
أخيرًا.. أطالب بفرض حظر التجوال في العاصمة الجنوبية عدن وباقي محافظات الجنوب كإجراء احترازي من هذا الوباء، كما أدعو إلى ضرورة توفير كمامات بما يتناسب مع عدد السكان، كما نرجو من كافة التجار في العاصمة عدن عدم استغلال المواطنين في فترة الخوف والقلق من هذا الوباء المستجد؛ فاستغلال مثل هذه الكوارث للمصلحة الشخصية يُعد أحقر فعل يمارسه الإنسان، فإن لم تكنْ فينا إنسانية عند الشدائد فمتى تكون إنسانيتنا إذن؟!