بات من الواضح أن ثلاثة مشاريع تستهدف بدرجة رئيسية منطقتنا العربية…هي المشروع الاسرائيلي،المشروع الإيراني والمشروع التركي.
وبينما يظل المشروع الأول يعمل بصمت ونار تحت الرماد…لا يخفي المشروعان الإيراني والتركي نواياهما وأعمالهما العدوانية بصلف لم يسبق له مثيل.
واللافت للنظر بلوغ مستوى التعاون والتنسيق بين المشروعين الإيراني والتركي درجات متقدمة بل وتطابق تام إزاء عدد من المواقف وخاصة بالنسبة للاوضاع في اليمن وليبيا.
وليس ببعيد عنا أن كل من إيران وتركيا اتخذتا نفس الموقف المعادي لمصر بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣م والمؤيد لتتظيم الإخوان المسلمين…رغم ما كانا الطرفان يدعيانه من خلاف مذهبي بينهما.
بالمختصر المفيد يبدو المشروع التركي وخططه التوسعية والعدوانية في اليمن هو الأخطر استراتيجيا بالنظر إلى الموقع الهام لهذا البلد وانهيار وفساد دولته الهشة وسيطرة الحوثيين على اليمن الشمالية…وتعثر التحالف العربي بقيادة السعودية في استعادة “الشرعية” إلى صنعاء.
ويبدو أن الدولتين تخططان لتقاسم النفوء في ما عرف ب “الجمهورية اليمنية” بينهما:الشمال لإيران واداتها الحوثيين والجنوب لتركيا وادتها حزب الإصلاح (إخوان اليمن) وشلة الفاسدين الجنوبيين تحديدا وتحت يافطة السلطة الشرعية.
التدخل التركي سافر وفض ومباشر والهدف ليس فقط احتلال الجنوب ، فحسب ، بل السيطرة على مضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب وكل الموانيء اليمنية جنوبا وشمالا وبالتالي خنق المنطقة العربية وخاصة السعودية ومصر باعتبارهما الهدف الإستراتيجي للمشروعين الإيراني والتركي وكذلك الاسرائيلي.
لذلك حان وقت حشد كل الإمكانات والطاقات العربية تحت قيادة مصر والسعودية والإمارات وكل القوى الفاعلة في مواجهة هذه المشاريع وأولها المجلس الانتقالي الجنوبي والجيش الوطني الليبي وسورية…الخ
المسألة مسألة مصير .