لماذا سحبت تركيا أخيرًا سفينة التنقيب من المنطقة المتنازع عليها مع اليونان شرق المتوسط؟!

لماذا سحبت تركيا أخيرًا سفينة التنقيب من المنطقة المتنازع عليها مع اليونان شرق المتوسط؟!

قبل 3 سنوات
لماذا سحبت تركيا أخيرًا سفينة التنقيب من المنطقة المتنازع عليها مع اليونان شرق المتوسط؟!
الأمين برس / إرم نيوز

أجمع محللون سياسيون على أن إعادة تركيا سفينة التنقيب التي أُرسلت إلى منطقة متنازع عليها شرق البحر المتوسط غنية بالغاز الطبيعي وأثارت توترًا مع اليونان وقبرص، إلى مرفأ تركي، جاءت إثر ضغوط أمريكية وأوروبية.

وأضاف المحللون أن تركيا تنصاع في اللحظات الأخيرة، وتتراجع حيال ملفات وقضايا شائكة في المنطقة، حينما تشعر أن ثمة قوة جدية رادعة لطموحاتها.

ونشرت تركيا في العاشر من آب/أغسطس، سفينة المسح الزلزالي ”عروج ريس“ في مياه قريبة من جزيرة يونانية، ومددت مهمتها 3 مرات رغم الدعوات المتكررة التي وجهها الاتحاد الأوروبي واليونان لوضع حد لهذه المهمة.

وأحيا اكتشاف حقول غاز كبيرة خلال السنوات الأخيرة شرق المتوسط نزاعات قديمة بين اليونان وتركيا بشأن حدودهما البحرية.

ودأبت تركيا على إطلاق تصريحات نارية تظهر تمسكها بحقها في التنقيب في المناطق المتنازع عليها مع اليونان، مشددة على أن سفينة التنقيب ستواصل مهمتها دون أي مؤشر على أنها ستتراجع قريبًا.

ويرى محللون أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى قبرص أحدث تغييرًا مباشرًا في الموقف التركي، الذي اضطر إلى التراجع، مشيرين إلى أن تركيا تستطيع مواجهة اليونان وقبرص، لكنها غير قادرة على اللعب مع واشنطن التي يبدو أنها -وفقًا لمحللين- سارعت إلى احتواء التوتر.

وكان بومبيو حث، خلال زيارة لقبرص، السبت، تركيا على وقف الأنشطة التي تُثير التوتر شرق البحر المتوسط، داعيًا جميع الأطراف إلى دعم السبل الدبلوماسية.

وقال بومبيو للصحفيين في نيقوسيا، بعد اجتماع مع رئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس، ووزير الخارجية نيكوس خريستودوليدس:“ما زلنا نشعر بقلق عميق إزاء عمليات تركيا المستمرة“ شرق المتوسط.

ووقع بومبيو مذكرة تفاهم لإنشاء مركز تدريب جديد في قبرص بتمويل من الولايات المتحدة، حيث سيعرف باسم مركز قبرص للأراضي والبحار المفتوحة وأمن الموانئ، وهو ما يحقق أمن الحدود البحرية للجزيرة المتوسطية.

وأفاد بومبيو، الخميس، بأن زيارته إلى قبرص تأتي استكمالًا لاتصالات أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس.

وقال:“نأمل أن يكون هناك حوار حقيقي، ونأمل بسحب العتاد العسكري“.

ورحب وزير الخارجية القبرصي أناستاسيادس من جهته بـ“الموقف الحازم للولايات المتحدة بشأن إدانة عمليات التنقيب التركية غير القانونية داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية“.

وأضاف أنه يتعيَّن إنهاء ”الأنشطة غير القانونية لتركيا على الفور“، مشيرًا إلى أنه أكد دعم قبرص لحل النزاعات شرق البحر المتوسط عبر الحوار.

وأتت زيارة بومبيو لنيقوسيا، بعدما أعلنت الولايات المتحدة أنها رفعت جزئيًا ولمدة عام واحد الحظر الذي تفرضه منذ أكثر من 30 عامًا على بيع قبرص معدات عسكرية  ”غير قاتلة“، ما أثار غضب أنقرة.

وكانت تركيا احتلت الشطر الشمالي من قبرص العام 1974، ردًا على انقلاب سعى إلى توحيد الجزيرة مع اليونان، فيما تسيطر قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، على ثلثي أراضي الجزيرة.

وكان الاتحاد الأوروبي بدوره هدد بفرض عقوبات على أنقرة في حال مواصلة خططها في التنقيب عن النفط شرق المتوسط.

وهدّد قادة دول جنوب الاتحاد الأوروبي السبعة، الخميس، بفرض عقوبات أوروبية على تركيا في حال لم تضع حدًا ”لأنشطتها أحادية الجانب“ شرق المتوسط.

ورأى محللون أن الجهود والضغوط الأوروبية، التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ساهمت كذلك في إرغام تركيا على التراجع عن خططها.

في غضون ذلك، كشف موقع فرنسي النقاب، اليوم الأحد، عما قال إنه برنامج يوناني ”مهم“ لشراء أسلحة، لاسيما 18 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز رافال في مواجهة التوتر المتزايد مع تركيا شرق البحر المتوسط حيث أبدت باريس دعمها لأثينا.

ونقل موقع ”إست روبابليكان“ الفرنسي، عن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بأن بلاده ستشتري بالإضافة إلى 18 مقاتلة من طراز رافال، 4 فرقاطات و 4 طائرات هليكوبتر تابعة للبحرية، فضلًا عن تجنيد 15000 جندي إضافي وتمويل صناعة الدفاع. كما يتضمن البرنامج تجديد 4 فرقاطات واقتناء أسلحة مضادة للدبابات وطوربيدات وصواريخ.

ووفق المصدر ذاته، قال رئيس الوزراء اليوناني، في خطاب ألقاه في سالونيك شمال اليونان ”حان الوقت لتقوية قواتنا المسلحة هذا برنامج مهم سيشكل درعًا وطنيًا.“

واتهم كيرياكوس ميتسوتاكيس تركيا بـ“تهديد“ حدود أوروبا الشرقية و“تعريض“ الأمن الإقليمي للخطر. وأضاف في عمود نشرته 3 صحف أوروبية يومية قوله:“نحن بحاجة إلى حوار، لكن ذلك لا يحدث والبندقية في الرأس“ وفق تعبيره.

وشهدت فصول التوتر بين أنقرة من جهة، واليونان وقبرص من جهة ثانية، اتهامات وانتقادات متبادلة بين ماكرون وأردوغان الذي اقتنع، أخيرًا، أن سحب سفينة التنقيب هو الحل الأفضل في ظل المعارضة الأوروبية والأمريكية التي لا تقوى بلاده على تحمل تكلفتها وسط أزمات تمر بها أنقرة، وفقًا لمحللين.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر