لهذا الرجل حق كبير على أهالي الضالع بشكل عام وأهالي منطقة حجر وقعطبة بشكل خاص (مناطق المواجهات) .. ما رأيته قط تكاسل أو تهاون في أداء واجبه الإنساني رغم شحة الإمكانيات منذ أن عرفته.
كنت أسمع وانا طفل في نهاية التسعينات بمهام العقيد مهندس سيف محي الدين واختصاصه في نزع الألغام وغيرها من مخلفات الحروب في الضالع وبقية المحافظات الجنوبية، واليوم ها انا أعايش واقع هذا الرجل ولايزال يملك نفس النشاط ونفس روح المبادرة ويزاول مهنته بكل تفان وإخلاص دون كلل أو ملل ودون أن ينتظر الشكر من أحد.
مؤخراً وبعد دحر المليشيات الحوثية من مناطق واسعة في قعطبة و حجر، ومنذ الساعات الأولى كانت بصماته العقيد "سيف" حاضرة ترافقنا وتمهد للأهالي الطريق للعودة إلى منازلهم وقراهم ومزارعهم ، يفكك عبوة من هذا المنزل وينزع لغماً من تلك الطريق بعد أن زرعتها المليشيات الحوثية في المنازل و وسط الأحياء والطرقات والمزارع وغيرها، وكان حاضراً مع فريقه بشكل دائم وبجهد ذاتي منذ اليوم الأول قبل أن تأتي مؤخراً الفرق الهندسية الأخرى التابعة لمشروع مسام والبرنامج التنفيذي لنزع الألغام والتي تعمل حالياً بشكل رسمي وتبذل جهود كبيرة.
الآف من الألغام والعبوات وغيرها من المتفجرات و وسائل الموت التي خاطر بحياته وانتزعها بيده مجنباً ومنقذاً الكثير من الأرواح البريئة التي كانت ستحصدها أفخاخ الموت هذه، وما أن يرن هاتفه من أياً كان وفيه بلاغ عن رؤية أحد مخلفات الحرب إلا وتراه حاضراً على الفور بمعداته المتهالكة ويباشر مهامه ليلاً كان أم نهاراً، ولم يكتفي بنزع اللغم أو تفكيك العبوة بل لايغادر المكان إلا ويحرص على إعطاء الأهالي جرعة من المعلومات التوعوية حول مخاطر هذه المخلفات وكيفية تجنبها والإبلاغ عنها حفاظاً على حياتهم.
تحية بحجم الوطن لهامتك أبو عبداللطيف وكل زملاءك في الفرق الهندسية العاملة في مجال نزع الألغام بمحافظة الضالع، لمثلك ياعم سيف نرفع قبعاتنا احتراماً وإكراماً للدور الوطني والإنساني الذي تقوم به.