أصبح من المسلمات البديهية أن يوم 22 مايو 1990م كان يوم مؤامرة على الجنوب، أرضا وإنسانا، حيث انتقلت قوى الوحدات العسكرية من عدن إلى صنعاء وانتقل منتسبو السلكين العسكري والمدني إلى هناك ونقلوا كل شيء إلى هناك وذلك بنسبة ما بعد الوحدة أو ما تسمى بالوحدة وبنسبة كبيرة بعد 7/7/1994م، وكان كل شيء في قبضة صالح وأجهزته.
كان النشاط المدرسي في ظل اليمن الديمقراطية أرقى بكثير من نظيره في الشمال وكان نظام التعليم حسنا، وكان كادر التعليم محليا في مجمله، وكانت الفرق الرياضية والمدرسية تشارك في الفعاليات القومية والدولية، ولا يهمنا إن حققنا مراكز متقدمة أم لا، دائما كان لنا حضورا دائما.
وكان النشاط المسرحي في إطار وزارة الثقافة مقبولا على المستويين الداخلي والخارجي وفي أطر مختلفة : طلائع وشباب وكبار، وكانت الرواتب متواضعة إلا أنها كانت كافية وتؤدي الغرض، وكان مشروع الزواج مقبولا، وكان العريسان يأخذان حاجتهما من سكن وتأثيث.
كانت لجان الدفاع الشعبي تعلم بكل صغيرة وكبيرة عن الوحدة السكنية التي تغطيها اللجنة السكنية وكل من يأتي إلى الحي ليقيم لفترة مؤقتة كانت ترصدها اللجان، أما اليوم فلا أحد من السكان يدري بالمستجدات على الحي من القادمين أو الزائرين وأصبح السكان مشدودين لأيام لجان الدفاع الشعبي لإنهاء هذا الواقع الضبابي الفاسد.
كانت فترة التجنيد تعني الشيء الكثير، فحين تحصل على راتب رمزي أثناء فترة التجنيد وبعد إنهاء فترة الخدمة العسكرية تجد ضوءا أخضر بالحصول على وظيفة ، أما الآن لا يعني التجنيد أي شيء بل إن ما هو أخطر أن يتم التجنيد بواسطة مخططات استخبارية خارجية وذلك لممارسة حرب الإبادة على السكان أو قل الشباب كما هو حادث في الفترة التي تلت عام 2015م، إذ أن من المطلوب إخضاع السكان أو الشباب في ذرائع استخبارية داهية باختلاق القيام بحملات شبابية لمقاومة مهترئة والدفع بها إلى الشريط الساحلي الشمالي أو إلى صعدة أو ذمار وعمل كمائن وتفخيخات لشبابنا وقتلهم في مجازر رهيبة ما أنزل الله بها من سلطان، وهناك أرقام بأعداد الشهداء والمصابين.
كان جيش اليمن الديمقراطية جيشا ضاربا في المنطقة وتعمل كل المنطقة حسابها وهي تواجه ذلك الجيش، بل إن الجيوش التي تواجه جيش اليمن الديمقراطية كانت من خارج المنطقة.
نعمنا كثيرا خلال السبعينيات والثمانينيات وبرواتب متواضعة وكان الدينار يوازي ثلاثة دولارات أمريكية ، أما السنوات التي تلت عام 1994م، أو الأعوام التي تلت عام 2015م دفعت الناس إلى الترحم على أيام اليمن الديمقراطية.
وفي الأخير أكرر قولي: تعظيم سلام لليمن الديمقراطية.