الحرب على الجنوب.. الخيار الوحيد والمفضل لكل أعدائه!

الحرب على الجنوب.. الخيار الوحيد والمفضل لكل أعدائه!

قبل 3 سنوات

مع الأسف الشديد ورغم كل الدعوات المخلصة والصادقة لإيقاف الحرب ونبذ العنف وإعتماد خيار الحوار كوسيلة مثلى لتجنب الدماء والتضحيات والمآسي؛ لتصان به وعبره مقدرات وقدرات الشعب الضامنة لحياته وإستقراره؛وتحقيق السلام المنشود؛ وحل قضايا الخلاف المتعددة مهما كانت درجة تعقيداتها وخلفياتها السياسية والتاريخية؛ إذا صدقت النوايا عند أطرافه كافة؛ وأستشعرت بعظمة المسؤولية الملقاة على عاتقها.

 

إلا أن الحرب على الجنوب مع الأسف قد توسعت دائرتها الجهنمية كثيراً؛ وأصبحت متعددة المعارك والميادين والأبعاد والوسائل؛ وتشترك فيها أطراف عدة بصفة مباشرة وغير مباشرة؛ حتى وإن أختلفت أو تباينت أهدافها وغاياتها وعدم تطابق مصالحها الآنية في بعض التفاصيل والجزئيات؛ إلا أنها تتفق على عدم إعطاء أبناء الجنوب الفرصة في تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة والمتمثلة بإستعادة دولتهم وسيادتهم على أرضهم؛ وهو الخيار الوطني الذي دفع من أجل تحقيقه الجنوب أعظم وأغلى التضحيات ومازال يدفعها بسخاء حتى اللحظة .

 

فمن حرب الخدمات البشعة والقذرة والمجردة من كل القيم الإنسانية؛ وهي الوجه الآخر الأكثر إيلاماً وتأثيراً على حياة الجنوبيين لحربهم العدوانية التي تترجمها المعارك في الجبهات المشتعلة؛ إلى وسائل أخرى لا تقل خطورة وتأثيراً؛ كقطع المرتبات والإخلال بالأمن وتنفيذ الإغتيالات ونشر المخدرات وفوضى الخروج عن القانون؛ وتشجيع نوازع التعصب وإثارة كل أسباب الفتنة بين أبناء الجنوب وعبر بث الشائعات المسمومة المنظمة؛ وبمختلف الوسائل؛ بما فيها وأخطرها شبكة التواصل الإجتماعي؛ ناهيك عن جحيم الأسعار والمضاربة بالعملة لصالح أطراف وشخصيات نافذة وعصابات الفساد المنظم .

 

لقد أصبح الأمر بعد توقيع إتفاق الرياض واضحاً وأكثر من أي وقت مضى والشواهد على ذلك كثيرة؛ ولم يعد هناك في تقديرنا على الأقل ما ينبغي التعويل عليه لجهة تنفيذه أو الرهان على حلول تستبعد إيقاف الحرب على الجنوب وعودة ( الشرعية ) المختطفة إخوانياً؛ أو حكومتها إلى عدن وتحت مظلته قريباً إن لم يحصل في الأمور أمور !!.

 

فكل القوى المعادية للجنوب وقضيته الوطنية لا تقبل بأية حلول إن لم تتم عبر بوابة الحرب التي تخوضها وتحضر لإستكمال بقية حلقاتها؛ حتى تضمن العودة إلى عدن وهي رافعة رايات ( النصر ) على المجلس الإنتقالي الجنوبي؛ بل ووأد مشروع الجنوب الوطني التحرري الذي يلتف حوله شعبنا في الجنوب وتتبناه كل القوى الوطنية الجنوبية المخلصة لشعبها؛ حتى وإن تباينت في بعض الأمور أو أختلفت على بعض الوسائل المحققة لهذا الهدف الوطني المشترك؛ ونعتقد بأن خيار الحرب ووفقاً لكل المؤشرات والمعطيات الماثلة؛ هو الخيار المفضل لدى هذه القوى مجتمعة؛ ومن يعتقد بغير ذلك فهو واهم؛ أو أنه لا يفقه شيئاً بطبيعة المرحلة التي يمر بها الجنوب؛ وحجم المؤامرات ( الداخلية والخارجية ) التي تحاك ضده وتستهدف حاضره وكل مستقبله !.

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر