شيئان اثنان يستطيع تنظيم الإخوان في اليمن فعله "احداث الفوضى، أو التهديد بأحداث الفوضى"، وهو ما نلاحظه حاليا عودة الأعمال الإرهابية إلى شبوة وأبين وما يطلقه "صقور وحمائم التنظيم"، من تهديدات ضد المملكة العربية السعودية، وسفيرها لدى اليمن، محمد بن سعيد آل جابر، لمجرد أنه "قال إن بلاده لا يحق لها التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، إلا بما يضمن أمن واستقرار هذا البلد الجار".
تنظيم إخوان اليمن وبعض مرتزقته، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، بدعوى الدفاع عن السيادة وما السيادة، وحين قالت السعودية، على لسان سفيرها "هذا شأن داخلي نحن لا نتدخل فيها"، جن جنونهم ويريدون السعودية تخاصم الجنوب وترفع السلاح في وجه (الحليف الحقيقي)، عشان ما يتم تقسيم اليمن، الذي ارتمى في حضن إيران.
قرأت الكثير من التهديدات الغاضبة من تصريحات (آل جابر) وذهب البعض إلى تهديد السعودية بقلب النظام فيها وإحداث فوضها، والبعض لمح إلى تفجير حرب طائفية في شرق السعودية؟.
موقف المملكة العربية السعودية طبيعي جداً، بل ويؤكد انها أصبحت أكثر إدراكا للمتغيرات على الساحة، وتفكر انطلاقا من مصلحتها -التي قد ربما تتغير غداً- أن اليمن الشمالي بات في قبضة إيران ومشروعها التوسعي ولا خيار ولا بديل إلا البحث عن مصالحها، فضلا إن الجنوبيين ذاهبون نحو تحقيق خياراتهم الوطنية وفق رؤيتهم.
كانت السعودية داعما رئيسيا، لجارتها المملكة المتوكلية (في صنعاء)، وحين قامت الثورة ونجح جيش عبدالناصر في الإطاحة بالمملكة المتوكلية، وقيام نظام الجمهورية العربية اليمنية، استمرت السعودية في تقديم الدعم للنظام الجديد، واستمرار الدعم يفسر أن الرياض لا تريد سقوط صنعاء في اتون الفوضى، وشكلت السعودية ما بات يعرف اليوم باللجنة الخاصة، التي جاء تشكيلها بذريعة "دعم أسرة حميد الدين الملكية المهزومة من قبل الجمهوريين".
لكن السعودية استمرت في تقديم وتوسع إلى أن يشمل كل قبائل اليمن الشمالي (وخاصة الهضبة الزيدية)، وحتى بعد توقيع اتفاقية الوحدة الهشة، واجتياح صنعاء العسكري للجنوب، استمرت السعودية في تمويل نظام صنعاء وقبائله.
وارتفع الدعم المادي بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود، والتي تنازل فيها نظام صنعاء عن أراضٍ جنوبية للسعودية.
السعودية تحتضن ملايين اليمنيين، والحوثيون ذراع إيران في اليمن، يقصفون المدن السعودية وامدادات الطاقة، يخرج أحد هؤلاء يصور بهاتف الخلوي ويبدي سعادته وأذرع طهران تقصف البلد التي يعيش فيها بأمن وسلام.
دخلت السعودية والإمارات في حرب (مصيرية)، لإعادة اليمن إلى الحضن العرب، قدمتا الكثير من الخزينة، على أمل أن أهل اليمن المشردين بفعل الإرهاب الحوثي إلى ديارهم في صنعاء ومختلف المدن اليمنية.
انزلت السعودية والإمارات والبحرين والسودان قوات على الأرض، وخاضت هذه القوات معركة ضد ميليشيات الحوثيين تحرير وتأمين مأرب، وصولا إلى تخوم العاصمة اليمنية في فرضة نهم.
ولأن الإخوان ليس لديهم مشاريع وطنية على الاطلاق، رفضوا ذلك، وانقسم بين فريق يعلن دعمه للتحالف العربي على منصة تويتر وفيس بوك، وطرف أخر "صقور" فتحت لهم أطراف إقليمية معادية للتحالف العربي، منصات إعلامية لمهاجمة السعودية، حتى ظن محمد اليدومي "أنه فرصة لا تعوض لحلب السعودية، فهو مع التحالف لكن أعضاء التنظيم ضد السعودية والإمارات".
جيش في مأرب ثلاثة ارباع أسما ء وهمية، وأسلحة التحالف تباع للحوثيين وجزء يعود الإخوان لبيعه مرة أخرى للسعودية، أمر مثير لضحك "القادة العسكريون السعوديون اكتشفوا أنهم قاموا بشراء أسلحة لجيش مأرب، هي في الأساس مقدمة لذات الجيش من السعودييين"، (شهادة عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي).
الإخوان يريدون من السعودية تمولهم بالأسلحة والعربات لخوض حربهم في الجنوب، ويريدون السعودية تقاتل الحوثيين نيابة عنهم؟، ويريدون السعودية تحارب الجنوب من أجل آبار النفط في شبوة وحضرموت وموانئ التهريب في المهرة".
ورغم كل هذه الطلبات إلا إن السعودية في نظرهم "دولة احتلال توسعية"، كانوا يقولوا عليها في شبوة أنها دولة حليفة، وفي المهرة دولة احتلال".. إخوان اليمن التنظيم الذي أضاع (شبه دولة)، كان قائما في صنعاء، وافشل محاولة الشعب التغيير، ليسلم البلد بدون أي مقابل لأذرع إيران ويفر قادة الثورة صوب قطر وتركيا، للاستمرار في ثورة الإطاحة بأنظمة دول الخليج عدا قطر...
وبس.
#صالح_أبوعوذل