لا تنتظروا حتى ينفجر غضب الناس في وجه الجميع

لا تنتظروا حتى ينفجر غضب الناس في وجه الجميع

قبل سنتين

لا شك بأن الجميع بات يدرك تماما إلى أين قد وصلت أوضاع الناس المعيشية والخدمية في العاصمة عدن وبقية مدن ومحافظات الجنوب عموما؛ ويلمسونها ويعيشون تفاصيلها اليومية المؤلمة والمخيفة والمحزنة كذلك؛ فقد أصبحت مقلقة جدا وعلى أكثر من صعيد وفوق طاقة الناس وقدرتهم على الاحتمال؛ وأصبح غضب الناس المشروع يزداد يوما بعد آخر وبات مع الأسف هو سيد الموقف في مزاجهم العام؛ وينذر بتحول خطير وضار بقضيتهم الوطنية التي من أجلها قدموا أغلى التضحيات وصبروا كثيرا على أوجاعهم ومعاناتهم المتعددة الصور والأشكال؛ آملًا بانفراج أزمتهم العميقة ومحنتهم المركبة ولكن دون أن يلمسوا شيئا ملموسا في حياتهم يخفف من وطأة الظروف القاهرة التي فرضت عليهم ولأهداف سياسية خبيثة بات الجميع في الجنوب يدركونها جيدا ويعرفون من يقف خلفها أيضا .

 

إن أوضاع كهذه تصبح تربة خصبة لكل أشكال وأفعال ونشاط القوى المعادية للجنوب وقضيته الوطنية؛ ويسمح لها ذلك بعمل اختراقات نوعية خطيرة في موقف ومزاج الناس العام وتسخير كل ذلك في غير صالح قضيتهم؛ بل وتحاول الدفع بهم إلى دائرة اليأس والإحباط وثنيهم عن مواصلة مسيرتهم الكفاحية في سبيل انتصار قضيتهم الوطنية العادلة والمشروعة؛ وهي تراهن في كل ذلك على عوامل إطالة الأزمة وتعميق فعلها وشمولية تأثيرها حتى ينفجر الغضب وتعم الفوضى وتختلط فيها الألوان والأوراق وتختفي المسافة الفاصلة بين الأعداء والأصدقاء؛ بعد أن يفعل الجوع فعلته وتبلغ المعاناة ذروتها وهي التي تعمي البصر والبصيرة؛ وهذا بالضبط ما تخطط لها تلك القوى ومنذ فترة ليست بالقصيرة وبكل ما لديها من أدوات ووسائل وطرق مختلفة؛ وهي التي تمتلك أيضا قدرات هائلة في مجال الإعلام المضلل وبوسائله ومنصاته المختلفة وفي مقدمتها شبكة التواصل الاجتماعي .

 

 

 

 

لذلك فإن المسؤولية الوطنية المنتصبة اليوم أمام المجلس الانتقالي الجنوبي ومعه وإلى جانبه بالضرورة كل القوى الوطنية الجنوبية الرافضة لهذا الوضع الكارثي الذي حل بشعبنا؛ تتطلب تحركا جادا سريعا منظما ومنسقا لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للخروج من هذه الدائرة الجهنمية المشتعلة التي تحيط بحياة الناس ومن كل الاتجاهات؛ ولعل من بينها وأهمها يأتي الضغط الشديد والمتواصل على مجلس القيادة الرئاسي وحكومة ( المناصفة ) بصفتها الجهات والسلطات الرسمية المعنية لأن تتحمل مسؤولياتها الوطنية والإنسانية والأخلاقية وأن تقوم بتأدية واجبها ودون إبطاء وبخطوات عملية ملموسة وبعيدا عن الوعود أو المبررات التي لم تعد مقبولة مطلقا عند الناس؛ وبغير ذلك فإنها وحدها من ستتحمل تبعات ما قد يحدث بسبب تقصيرها وعدم استجابتها المسؤولة لإنقاذ الناس من وضعهم المأساوي؛ فالجنوب وأهله لم يعد بمقدورهم بعد اليوم التعايش مع أوضاع كارثية انتزعت منهم حاضرهم وعطلت تحركهم نحو المستقبل الذي يحلمون به وسيكون لهم ذلك بإذن الله لأنهم ببساطة يمتلكون إرادة التغيير .

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر