الأمين برس-عدن
قال رئيس التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" جلال عبادي بان اول وابرز المهام الملقاة على عاتق الثورة تتمثل بعقد المؤتمر الوطني الجنوبي وتشكيل قيادة جنوبية للثورة تقدم نفسها للعالم كممثل لشعب الجنوب العربي جاء ذلك خلال حوار صحفي له مع صحيفة الامناء وفيه تحدث الى أخر المستجدات في الساحة الجنوبية ودور التجمع في العمل السياسي بالخارج وموقف المجتمع الدولي من قضية الجنوب وأمور كثيرة تم مناقشتها بكل شفافية تجدونها بين ثنايا السطور ادناه والى تفاصيل الحوار .
حوار : بسام القاضي / مجاهد القملي
نرحب فيك سيد جمال عبادي ، ونفتتح حوارنابالسؤال التالي .. من هو (تاج) وكيف كانت النشأة ؟
** في البدء اشكر الصحفي والناشط السياسي بسام القاضي على تواصله معنا لإجراء هذا اللقاء لتسليط الضوء على عدد من القضايا الهامة والمستجدة فقد اثبت انه احد الشباب الواعدين ممن يمتلكون عزم واصرار والتعلم واكتساب المهارات وتوظيفها في عمله اليومي المتميز .
التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" حزب سياسي جنوبي خالص الهوية والهوى عقد اجتماعه التأسيسي في 19 مارس 2004 كحصيلة لحوار طويل جرى على مدى عام كامل مع شخصيات جنوبية في الداخل والخارج ودشن نشاطه العلني في لندن ببيان نشر في السابع من يلوي 2004 وتناقلته بعض الصحف والقنوات الفضائية, اعلن فيه ثلاثة مبادئ ومرتكزات مهمة لنشاط تاج المستقبلي هي:
ما تسمى بالوحدة اليمنية هي احتلال عسكري قبلي يمني الجنوب شعب له هويته التاريخية المستقلة هي الهوية الجنوبية العربية
تحرير الجنوب مهمة ملحة عبر ثورة سلمية تستعيد الارض والهوية باستقلال ناجز
كانت لدينا قراءة دقيقة للوضع في اليمن والجنوب العربي المحتل وادركنا حينها ان من يحكم هي قبيلة ومراكز نفوذ تتحالف مع مليشيات الارهاب التي تلبس عباءة الإسلام وان لا مستقبل لها لأنها تتقاطع مع أي عمل وطني ولهذا فهي تسير بالبلد نحو التمزق وان الحديث عن اصلاح الوحدة وهم لا يقل عن وهم الوحدة نفسها. ادركنا حينها ان العمل السلمي والثورة السلمية هم القادران على تفتيت نظام الاحتلال فلا مجال للحديث عن العمل العسكري لعدم وجود أي مقومات له.
تاج اوقد الشرارة برؤية سياسية متكاملة هي التي تسود اليوم في الشارع الجنوبي وقد استطاعت الفكرة مقاومة ومواجهة وهزيمة اعتى نظام احتلال متغلغل في اوساطنا اجتماعيا وثقافيا وسياسيا يستهدف الجنوب ارضا وشعبا وهوية في مؤامرة بدأت خيوطها تنسج في ستينيات القرن الماضي تمثل امتدادا لأطماع تاريخية يمنية وصراع مستعر على مدى قرون طويلة لم يحسم امره حتى اليوم.
* كانت حركة تاج سباقة في قيادة وتبني النضال التحرري الجنوبي ،لكنها ربما وبفعل ما تعرضت له من انتكاسات ،وانشقاقات فقد تراجع دورها، لصالح ظهور وبروز مكونات أخرى .. هل تتفقون مع طرح كهذا وكيف تقيمون مستوى أداء حركتكم اليوم ؟
** نحن نختلف مع هذا الفهم بشكل جذري لأننا لسنا حزب تقليدي كتلك الأحزاب التي تقوم على البناء التنظيمي الصارم والتي تستمد قوتها وسلطتها من الأنظمة القمعية البوليسية والشمولية هي اقرب للتنظيمات العسكري منها للأحزاب وهي نموذج لم يعد له مكان في عصر الثورة المعلوماتية. نحن حزب جماهيري نقيس نجاحنا في انتشار او انحسار الفكر الذي نحمله بين اوساط الجماهير وهذا سأتركه لك للتفكير فيه. هوت الأحزاب الحديدية الشيوعية وتآكلت الأحزاب القومية والتقليدية حتى صارت عبارة عن دكاكين تجلب لنخبها الجاه والمال وابتعدت عن الجماهير ولكم ان تنظروا للأحزاب المصرية العريقة كيف فشلت في تحريك الجماهير وإحداث ثورة ضد نظام حسني مبارك الفاسد فكان لحزب الفيس بوك القدرة على تحريك الشارع بشكل مذهل. نجاحنا ساحق دون مبالغة لان الفكر الوطني الجنوبي الذي تبنيناه صار فكر الشارع والشعب ووجهنا هزيمة تاريخية لمشروع يمننة الجنوب وقواه السياسية وانتصرت الثورة السلمية التي تمسكنا بها ثم اننا لم نكن انانين حزبين فتاج هو وسيلة من خلالها ساهمنا في بناء الكثير من المكونات الاستقلالية ودعمها سياسيا وماليا بل ولعبنا دور كبير في مقارعة سلطات الاحتلال اليمني سياسيا داخليا وخارجيا. باختصار نجحنا جماهيريا وسياسيا سواء في قراءتنا المبكرة للأوضاع او في اختيارنا للأهداف والوسائل . لقد بعثنا الوعي الوطني الجنوبي من تحت الأنقاض فكان من يتحدث عن الجنوب العربي كأنه خرج من ملة الإسلام اما اليوم فإن من يتحدث عن مسمى اليمن الجنوبي فإنه يشعر بالخزي والوجل. الثورة يجب ان لا تكون عبارة عن حزب يسعى للسلطة عبر القوات المسلحة والانقلابات فذلك لم يعد له مكان ولكن عندما تكون الثورة جماهيرية فإنها تكون غير قابلة للانكسار والهزيمة هذه هي فلسفة تاج ورؤيته وهذا ما تحقق لنا.
* ماهي اسباب زيارتكم للوطن مؤخراً وما هو تقييمكم للوضع السياسي في الجنوب ؟
** قدمنا الى الجنوب العربي للمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال الاول 30 نوفمبر وكذلك للإشراف على للوقوف على بعض القضايا التنظيمية لتاج وإشهار الهيئات.
لاشك ان حالة مخاض عسير تمر بها الثورة السلمية التحررية في الجنوب العربي المحتل وتأكد لنا بالفعل ان ماكنا نطرحه في 2006 و2007 صار اليوم حقيقة. اقصد ان القوى الجنوبية المرتبطة بالاحتلال اليمني التي دأبنا على كشفها ومواجهتها هي اليوم العامل المعرقل للثورة وهي اخطر من قوات الاحتلال اليمني بل هي الطابور الخامس داخل صفوف الثورة وتلعب دور خطير وتدميري لا تستطيع القيام به اجهزة وادوات نظام الاحتلال الاخرى. تمزق نظام الاحتلال عسكريا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا ولن يعود لكننا في الجنوب لازلنا مكبلين بقيود بقايا النظام الشمولي الجنوبي السابق ثقافيا وعضويا. نحن نسلط الضوء على الدور الخطر لقوى اليمننة لأنها تستطيع خداع الجماهير عبر تبنيها خطاب سياسي اكثر تطرفا تهدف من وراء ذلك الى شق الصفوف وخلق الفرقة فتراها ترفع شعار الاستقلال لكنها تستعدي قوي الاستقلال بشكل واضح عبر التخوين وتعمل على اعاقة أي جهود لتوحيد الصف. نحن اليوم ثورة تفتقر للقيادة الموحدة وهو امر غير مقبول بكل المقاييس ولابد لنا من انجاز هذه المهمة عبر تشكيل عمل جبهوي يضم فيه مختلف القوى الجنوبية وحتى تلك التي لا تؤمن بما نؤمن به نحن ندعوهم للمشاركة بشرط ان يحترموا ما تقرره الأغلبية ولهم الحق في التعبير عن آرائهم لكن عليهم الامتثال لقواعد العمل الجبهوي ومن اراد اقصاء نفسه فهذا شيء يعنيه.
*هل لديكم تحالفات مع المكونات في الجنوب وكيف ترون مستقبل هذه المكونات ؟
** نحن كحزب سياسي نعد حزء من الثورة السلمية التحررية وقوى الاستقلال . لا توجد احزاب سياسية جنوبية عدى الرابطة وتاج فالمكونات القائمة ليست احزاب سياسية بل هي اقرب الى الفعاليات الجماهيرية, ليس لديها بنى تنظيمية موحدة فمجلس الحراك السلمي يضم في اطاره عناصر استقلالية ووطنية كثيرة لكنه ايضا غير متماسك بل وينخره الفساد ومجلس الثورة الذي تعبنا من ملاحقة تغيير اسمه وجلده يدار من قبل عناصر الحزب الاشتراكي الموالية لقيادتهم في صنعاء او حزب الإصلاح على الرغم من عدم اعلانهم لهذا لكنهم بخطابهم الاستقلالي استطاعوا خداع الكثيرين وتمكنوا بتشددهم المفتعل من شق الصف وإحداث الفرقة وتفريخ المكونات ولتاج نصيب من هذا فلديهم مجموعة تدعي انها تاج الشرعي وهي لم تنتم لتاج من اساسه ولانعرف عنهم شيء هذا يعني ان معظم جمهوره استقلالي ونلتقي معهم لكن الكثير منهم تقودهم العاطفة. ارتباطنا باتحاد شباب الجنوب والحركة الشبابية والطلابية قوي فيها الكثير من أيضا نلتقي مع ما تطرحه الرابطة بعد تغيير اسمها وتوجهاتها السياسية الجنوبية وكذلك مع الكثير من الشخصيات الوطنية والمنظمات الجماهيرية الطلابية والنسوية والشبابية. لسنا متشددين ولا نوزع صكوك الوطنية على احد لكننا نتقاطع بشكل جذري مع حملة مشروع اليمننة من اتباع احزاب اللقاء المشترك الجنوبيين وغيرهم الذي نعتبرهم جزء اصيل من منظومة الاحتلال اليمني ولدينا استعداد للتحالف مع أي قوى وطنية جنوبية التي قد تختلف معنا في التكتيك . لم تعد هناك أيديولوجيات نتحدث عنها يسار ويمين وغيره فالساحة يجب ان تكون مفتوحة للكل ولابد من ثوابت وطنية تحكم الكل ولكل طرف رؤيته في بناء الدولة والتنمية.
* كيف تنظرون للاعتصام وماهي الآمال المأمولة منه من وجهة نظركم ؟
** الاعتصامات وسيلة أسئ استخدامها مثلها مثل المظاهرات التي تحولت الى غاية وليس وسيلة. عندما تقام الاعتصامات والمظاهرات دون وجود عمل سياسي موازي فإنها تتحول الى نوع من العبث السياسي الذي يبدد الجهود ليس الا. وجودها بوضعها الحالي تعبير عن خلل خطير في عقل قيادة الثورة الموحدة الغير موجوده اصلا وهذا اتاح الفرصة لطابور اليمننة باختراق الصفوف وخداع الجماهير واعتلاء المنصات وتمزيق الصفوف. حملة مشروع يمننة الجنوب يسعون للإبقاء على الثورة بوضعها الحالي ويحاولون اعاقة أي جهود تفضي الى ايجاد قيادة جبهوية موحدة حتى تصل الثورة الى طريقها المسدود وبالتالي يتقدم مشروعهم المدعوم من سلطات الاحتلال اليمني والذي يتيح لهم المشاركة في السلطة للحصول على المنافع الشخصية ثمنا لمستقبل الوطن الجنوبي وثمنا لكرامة شعبه ومستقبل اجياله. مشروع اليمننة ركب سفينة الثورة ويسير معها مثل الضبع الذي يسير مع الضحية ما ان تخر قواها حتى ينقض عليها. التم فلول النظام الجنوب الشمولي السابق في كتلة من الداخل والخارج اعدت نفسها للمشاركة في حكومات الأقاليم التي تسعى لتمزيق الجنوب ووأد الثورة لكن حظهم العاثر لم يسعفهم فقد اجتثتهم الحركة الحوثية في صنعاء وعلينا ان نجتثهم في الجنوب فمازالوا يكتمون انفاسنا بمختلف السبل.
* هل انتم مع فكرة المؤتمر الجنوبي الجامع ؟ ما هو رأيكم وما هي تحفظاتكم على عقد المؤتمر الجنوبي الجامع؟
** المؤتمر كفكرة هو الوسيلة الضرورية لتوحيد القوى السياسية الجنوبية المختلفة في عمل جبهوي ينتج عنه قيادة موحدة وبرنامج سياسي يعبر عن القطاع العريض من جماهير الشعب. دعينا للمؤتمر هذا في 2005 وهو عمل نسعى له ولم نستعجل في عقده لأننا نرى انه يجب ان يشمل اكبر عدد ممكن من المكونات والشخصيات. نرى بعدم الاستعجال حتى تنضح الفكرة ..نحن لبينا الدعوة لأنها سليمة فلا يعقل ان نرفض المشاركة نحن مشاركون وعلى تواصل مستمر ولابد من ان تأخذ مسودات وثائق المؤتمر وقتها الكافي لمناقشتها وابداء الراي فيها من قبل كل الأطراف بل وجماهيريا حتى تستوعب وتعكس تطلعات الجماهير العريضة. ليس من الضروري ان يأتي له الكل لكنه من الضروري ان يكون مفتوحا للكل. نحن مع الاستقلال دون مساومة لكننا نقبل من لديه راي مخالف ومن اراد المشاركة في المؤتمر عليه الاحتكام لنتائجه التي يجب ان تبنى على اسس ديمقراطية. نرى بان المكونات جزء من القوى التي تدعى للمشاركة في المؤتمر ولكنها ليس شعب الجنوب ولهذا لابد من تمثيل المناطق والمحافظات بمختلف الشرائح الاجتماعية حتى يكون معبر وممثل ومفتوح لشعب الجنوب .اذا تم اعتماد الأسس السليمة التي تضمن عدم تجيير او اختطاف المؤتمر لصالح أي قوى حزبية او سياسية او أي كانت فإن مشاركتنا ستكون فاعله. سنحرص على طرح راينا ولن ننتظر لنتصيد الأخطاء وايجاد الأعذار والمبررات فنحن ايضا معنيين ومسئولين ويجب ان نبذل اقصى جهدنا في تثبيت الأسس السليمة وانجاح المؤتمر.
* ماهي انشطتكم في الخارج وكيف ترون مستقبل علاقتكم بالنظام السياسي في بريطانيا والعالم ؟
** بدانا نشاطنا ولنقل انطلقت الثورة في 7 يوليو 2004 ومن حينها ونحن نعمل دون كلل سياسيا واعلاميا وجماهيريا وماليا. نشاطنا في الصحافة الإليكترونية سباقة فأول موقعين جنوبيين في الداخل والخارج هما صوت الجنوب وتاج عدن اللذان اطلقا في عام 2004 ونشطنا في الكتابات في الصحافة العربية والجنوبية وكذلك نشطنا داخل القنوات الفضائية العربية والأجنبية. سيّرنا المظاهرات المستمرة في لندن وواشنطن وسويسرا والسويد وقمنا بزيارات مكثفة لمختلف مراكز صنع القرار في امريكا واروبا ونشطنا في الجناب الحقوقي وقدمنا المذكرات والرسائل والمناشدات لمختلف الدول والمؤسسات بل وعقدنا لقاءات في الدوائر الحكومية البريطانية والاوربية والامريكية.. اقمنا الندوات والاحتفالات الجماهيرية ونشطنا بين اوساط الجاليات الجنوبية وساهمنا بفاعلية في تشكيلها.
بنينا علاقات مع عدد من السياسيين في بريطانيا واوربا وامريكا ومصر والسعودية نلتقي بهم بشكل مستمر ونطلعهم على ما يجري ونطالبهم بلعب دور ايجابي.
تربط تاج علاقة متميزة بحزب الاستقلال البريطاني الذي يؤيد قضيتنا وعبره تمكنا من الوصول الى البرلمان الاوربي وعقد اجتماع رسمي مع عدد من الأعضاء داخل اروقة البرلمان ونسعى لتطوير واستمرار هذا الجهد . نستطيع القول اننا شكلنا كتلة اصدقاء القضية الجنوبية داخل البرلمان الأوربي وستكون لدينا كتلة قوية في مايو القادم داخل البرلمان البريطاني وهو سيكون انجاز غير مسبوق. حزب الاستقلال يحظى بدعم جماهيري كاسح في بريطانيا ولديه اكبر كتلة بريطانيا ممثلة في البرلمان الأوربي ووجود اصدقاء للقضية الجنوبية في أي برلمان سيمكننا من طرح قضيتنا بشكل رسمي فالمذكرات التي نقدمها سواء عبر البريد او من خلال المظاهرات ربما لا يقرأها احد ولم تأت باي نتيجة.
ايجاد مناصرين للقضية الجنوبية في اماكن صنع القرار ومراكز النفوذ الدولي هو امر بالغ الأهمية بل أن الكثير من البلدان والثورات تصرف الجهد والمال الكثير لإيجاد مجاميع الضغط . بكل اسف لازال الكثير من الجنوبيين والمال الجنوبي يعمل بطريقة خاطئة ولم توظف بالشكل السليم ولو وجدنا المال لكننا قطعنا اشواط كبيرة في عملنا السياسي الخارجي.
المال شيء ضروري ومهم وهذا هو ما اعاقنا وبالتأكيد لعب فلول النظام الجنوبي السابق دور سلبي كبير واعاقونا من ان ننجز الكثير الذي كنا قد قطعنا شوط كبير فيه قبل 2009م فهم قد تولوا مهمة محاولة تدمير وتفكيك تاج نيابة عن الاحتلال اليمني وحاولوا بشتى السبل ضرب تاج وادخالنا في دوامة صراعات بدلا من ان نتفرغ للمهام السياسية لصالح ثورة شعب الجنوب العربي التحررية.
بكل اسف هم جزء من الماضي الاليم ولكنهم موجودين بسبب الجهل والعواطف والوهم الذي مازال يعشعش في عقول الكثير من الجنوبيين ففي كل العالم تأتي الثورات لتجتث الماضي السيئ وثورتنا يبدو ان البعض يريدها ان تعيد الماضي بكل الالامه وكأن الجنوب قد اصيب بالعقم.
* في حال تم تنفيذ مشروع الفيدرالية بين شمال وجنوب ماذا يمكن لكم ان تمارسوا من دور في الخارج والداخل على حد سواء ؟
** الحديث عن الفيدرالية في ظل غياب الدولة هو شيء عبثي. اليمن ليس لهم دولة ولن تقوم الدولة على المدى المنظور . اليمن بلد مازال تحكمه القبيلة ومازالت قوية بما يكفي لإعاقة أي مشروع وطني ..ما هو قائم في اليمن هو اتحاد قبائل ليس الا. وهنا تصبح الفيدرالية مجرد وهم لا يقل عن وهم الوحدة المزعومة ولهذا
سنسعى للعمل مع مختلف القوى الوطنية في الداخل والخارج إعاقة أي مشاريع وتسويات وحلول تنتقص من حق الجنوب في الحرية والاستقلال وتستهدف ثورته ووجوده ومستقبل اجياله.
* ماهي الصيغة الرسمية لكم في التعبير عن الهدف الذي تم تأسيس التجمع من اجله ؟
** جنوب مستقل بهوية عربية مستقلة يتسع للكل متنوع بثوابت وطنية لا تقبل المساومة
هل تعتقدون انه بإمكانكم تحقيق الهدف دون التنسيق مع عناصر السلطة من ابناء الجنوب وكذلك مع دول الاقليم والعالم ؟
** ابناء الجنوب هم ابناء الجنوب اينما كانوا في السلطة او خارجها البعض منهم ترتبط مصالحهم ببقاء الاحتلال وهم جزء اصيل منه . لا يمكن ان نسمى من هم موظفين لدى مؤسسات الاحتلال بالخونة فوجودهم امر طبيعي لكن علينا ان نفرق بين من لهم نشاط سياسي في اطار مشروع يمننة الجنوب ومن يسعون بشتى السبل للتكسب وادعاء تمثيل الجنوب او الحراك وبين من هم جاهزون للعمل من اجل الجنوب اينما كانوا فالعبرة في الموقف. وبالمناسبة بعض عناصر الحراك يخدمون الاحتلال اكثر من الذين في السلطة.
لا يمكن استثناء أي جنوبي الا من ابى واستكبر . نحن بحاجة لكل جنوبي والعمل السياسي مع دول الإقليم والمجتمع الدولي غاية في الأهمية فلا يمكن لنا تحقيق اهدافنا دون اصطفاف جنوبي قابل للتنوع. ايضا العاملين الإقليمي والدولي مهمان ولكن ليس كما يفهم البعض ان نتنازل عن مطالبنا واهدافنا تلبية لرغبات أي طرف خارجي والاهم من هذا ان الحسم يأتي من الميدان وهو الذي يحدد نظرة واسلوب دول العالم في التعامل معنا.
* كرئيس للتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" , هل توجد هناك مساعي جادة لتوحيد الصف الجنوبي المشتت؟
** بكل تأكيد نحن ندرك اهمية وحدة الصف الجنوب ونحن كنا قد وضعنا نصب اعيننا منذ الوهلة الاولى لانطلاقة الثورة في 2004 م بان علينا تجسيد التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي لاستعادة الروابط الممزقة داخل المجتمع الجنوبي لكي ننطلق فلا يمكن للثورة ان تنتصر دون إنجاز هذه المهمة. نسعى بشكل مستمر لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الجنوبي من خلال قبول بعضنا ببعض من منطلق فهمنا للوحدة الوطنية الجنوبية القائمة على التنوع والتعدد. نعتقد ان الوحدة الوطنية لن تتجسد بالشكل الذي نسعى ونطمح له الا من خلال مؤتمر وطني مفتوح قائم على الثوابت الوطني.
وحدة الصف الجنوبي لا يعني التفريط او المساومة بالثوابت الوطنية وبالمبادئ والأهداف التي تحملها الثورة فأصحاب مشروع اليمننة لا يمكنهم مشاركتنا او القبول بالدخول معنا في علاقات تحتكم للأسس الديمقراطية لأنهم يرون في وجودنا نقيض وزوال لوجودهم وهي حقيقة كمشروع سياسي يمني وثقافة شمولية لن تدوم بوجودنا.
لم نأت لننتقم ولن نفكر في فتح ملفات الماضي لكن الماضي يجب ان يدان ويجب ان نقضي على كل الأسس التي يمكن ان تعيد لنا الماضي او تبقي على مخلفاته.
* كيف يمكن ان تنهض ثورة الجنوب, وماهي الأدوات الجديدة التي يمكن أن تتخذها في حال تعذر وحدة صف القيادة؟
**اول وابرز المهام الملقاة على عاتق الثورة تتمثل بعقد المؤتمر الوطني الجنوبي وتشكيل قيادة جنوبية للثورة تقدم نفسها للعالم كممثل لشعب الجنوب العربي.
لقد كسبنا خبرات كبيرة في مضمار التعاطي السياسي مع الخارج ونحن جنود للثورة نعمل دون اجر او ضن فهذا واجب .. عشر سنوات ليست قليلة ولكن ما اعاقنا في الخارج هو تشتت الداخل الذي منح فلول النظام الجنوبي السابق بالتحرك في الخارج ايضا. اذا العمل السياسي المكثف مع القوى الإقليمية والدولية هي اداة مهمة ومكملة لنشاط الثورة.
نشر الوعي بين صفوف ابناء الجنوب في المهجر للمساهمة المادية وتنظيم المسألة بدلا من ذهاب الأموال في اتجاه صناعة "العكف" والفاسدين والمتسلقين. يعني تشكيل صناديق مالية في الداخل والخارج تمكن من لديهم الرغبة في تقديم الدعم وهم كثيرين فأبناء الجنوب كرماء لكنهم وجدوا ان اموالهم أكثرها تذهب في الاتجاه الغير مناسب.
* برأيك كيف ينظر الغرب ودول الإقليم للثورة الجنوبية وقضيتها العادلة, وسط كل هذه التطورات السياسية والاحداث في اليمن مؤخراً؟
** كل دول العالم مع مصالحها فليست مع عدالة قضيتنا من عدمها. متى ماكنا منظمين واقوياء على الساحة الجنوبية سيأتينا العالم ليتفاوض معنا حول مصالحه . لا احد سيقف الى جانبنا بالمجان لكن من الضروري ان نعترف ان هناك مصالح متبادلة وهذا امر طبيعي وليس بالضرورة ان تكون تلك المصالح مادية مباشره كتبادل التجارة وفتح الاسواق للاستثمار والاهم من هذا علينا ان ندرك ان مصلحتنا مرتبطة بدول الجوار وأمنها واستقرارها فعلينا ان لا نكرر مآسي الماضي .
هناك مصالح دولية كبيرة في المنطقة والجنوب نقطة استراتيجية فيها ناهيك عن وجود الثروات الواعدة فيها التي تمنحنا الكثير من نقاط القوة إذا استحسنا استخدامها. لسنا مع أي اصطفاف سياسي او طائفي مفتعل وسنكون منفتحين على الكل بما يخدم مصالح بلدنا دون تجاهل لمصالح الأخرين .
* تبذلون جهودا نشطة على صعيد عدد من الدول التي شكلتم فيها منظمات تابعة للحركة ،ماذا أثمرت هذه الجهود وهل أحدثت تغييرا فعليا في الموقف الدولي من قضية شعب الجنوب؟
** اشرت الى هذا في اجاباتي السابقة فقط اود الإشارة الى اننا كحزب نجحنا في التغلغل بين اوساط الجنوبين في مختلف الأقطار ساهمنا في الدفع بنشاط الجنوبيين وايقاظ الوعي الوطني الجنوبي والدفع بالجاليات وعناصرنا لها بصمات واضحة على صعيد العمل السياسي في كل من بريطانيا امريكا والسعودية وغيرها. قدمنا القضية الجنوبية بما يجب وكسبنا الأنصار لكن الحسم لا يأتي الا من الميدان في الساحة الجنوبية, حينها ستفتح الآفاق الرحبة للعمل امامنا.
ماهي كلمتكم لشعب الجنوب المرابط في الساحات؟ وماهي رسالتكم للقيادات الجنوبية ؟
** يا شعبنا الجنوبي العربي المغدور . لقد عانيت بما يكفي وتحملت فوق ما يطاق من ظلم واجحاف وتآمر , فهذه هي اللحظة التاريخية التي تمنحك فرصة الانعتاق والحرية . لقد قدمت الغالي والنفيس.. آلاف الشهداء والجرحى على مذبح الحرية والكرامة. لن تنصفنا الحلول التوفيقية ولن يعيد حقنا سوى الاستقلال والتمسك بهويتنا العربية الجنوبية ولابد من معرفة اعداء الثورة الذي لا يقتصرون على سلطات الاحتلال المتهالكة بل واعوانها من الجنوبيين الذين يعتبرون جزءا من المشكلة ولابد من تجاوزهم.
هل حان الوقت ليعود البعض لرشدهم ويقدمون الاعتذار لشعب الجنوب كما ارتكبوا بحقة الأخطاء في الماضي مع وقف الاستمرار بالتطاول على شعب الجنوب عبر محاولة التحدث نيابة عنه و تمثيله او اختطاف قراره ومصادرة اراداته.
كفى تجاهلا لنزيف الدماء الجنوبي المستمر على ايدي مليشيات الإرهاب وعصابات نظام الاحتلال اليمني . لم يعد ممكنا السكوت عن المتخاذلين او المتاجرين بالدماء فادعائكم تمثيل الجنوب يشرع للاحتلال ويطيل من عمره وذلك عمل لن يغتفر .. سارعوا بالعودة الى احضان شعبكم الذي يحتاج لكم في اهذه اللحظة التاريخية الحاسمة خاصة وانكم معنيين ولكم ايدي في ما اوصل البلد الى هذه المأساة. شعبنا الجنوب العربي كريم وسيبادلكم الوفاء والمحبة فلا يمكن لنا وصف بشاعة العمل الذي يجعل صاحبه في مواجهة أهله وناسه.
