تكريم المجلس الانتقالي الجنوبي للمناضلات أعظم مكسب سياسي للمرأة الجنوبية

تكريم المجلس الانتقالي الجنوبي للمناضلات أعظم مكسب سياسي للمرأة الجنوبية

قبل سنة
تكريم المجلس الانتقالي الجنوبي للمناضلات أعظم مكسب سياسي للمرأة الجنوبية
الأمين برس/ استطلاع: مريم بارحمة

الوفاء والعرفان والتقدير للمرأة الجنوبية ونضالها ودورها الريادي في مختلف المراحل النضالية خصلة يتميز بها قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي ويجسدونها بالأفعال على أرض الواقع، فالمرأة الجنوبية اليوم تعد إحدى ركائز النصر، وأدوات البناء والنهوض، والمساهمة الفاعلة في استعادة الجنوب وهذه المساهمة لم تأتي من فراغ فهي امتداد لها خلفياتها السياسية والثقافية والاجتماعية التي تحقق فيه العديد من التدابير وبإجراءات لصالح تقدم المرأة في مختلف المجالات الحياتية.

وتقديرا وتخليدا للدور البطولي الذي قامت به المرأة في النضال ضد المستعمر البريطاني، وبرعاية كريمة من الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي كرم المجلس الانتقالي الجنوبي كوكبة من المناضلات اللاتي ضحين بالغالي والنفيس، ويعد هذا التكريم المرحلة الأولى تليها مراحل قادمة في المناسبات ذات الدلالات الوطنية والأممية التي لها علاقة بالمرأة.

 

 

-إعادة زمن الريادة النسوية

 

بهذه المناسبة التي ترسم أجمل معاني الوفاء للتضحية نختار كلمات كتبت بأحرف من ذهب ونور للرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية في الكتيب الصادر بهذه المناسبة فيقول فخامته:" أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا ..حرائر وماجدات الجنوب لا يفوتنا أن نتوجه بالتحية لكنا على ما ضربتن من مثل في الشجاعة والتضحية، وتقدم صفوف النضال على مدى 59 عامًا، كانت فيها المرأة الجنوبية أمًا، ومناضلةً، وشهيدةً، وجريحًة، ومعتقلًة، وقيادية ساهمت في الثورة والتنمية ومازالت تلعب ذات الدور العظيم".

ويؤكد الرئيس عيدروس قائلاً: " إننا في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي راهنا وما زلنا نراهن على دور المرأة الجنوبية في صناعة الأمجاد، وبناء لبنات المستقل، موقنون إنها إحدى ركائز النصر، وأدوات البناء والنهوض، ونؤكد على إعطاء المرأة الجنوبية حقها كاملًا غير منقوص، واعادة زمن الريادة النسوية، خلافًا لما جرى من ممارسات وانتهاكات وتهميش واقصاء بحقها من قبل حكومات الاحتلال المتعاقبة على الجنوب".

 

 

ويضيف الرئيس القائد:" المجلس الانتقالي يعول كثيرًا على المرأة الجنوبية التي تعد هي الأم والأخت والابنة والزوجة في بناء المجتمع الخالي من الفساد والجهل والأمراض ابتداءً من المنزل ووصولًا إلى كافة القطاعات المجتمعية، مجددين على منح المرأة الجنوبية المكانة التي تليق بها من خلال اشراكها في المعترك السياسي وتمثيلها التمثيل العادل في مؤسسات الدولة داخليًا وخارجيًا".

 

 

-رصد وتوثيق مراحل نضال المرأة

 

كما أن التكريم حظي بمتابعة وإشراف مباشر وحضور من قبل القائد الفذ عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي نائب الأمين العام الأستاذ فضل محمد حسين الجعدي، ونختار مقتطفات من كلمته المضيئة بهذه المناسبة العظيمة حيث يقول:

" لاشك بان دور المرأة الريادي إلى جانب أخيها الرجل في خوض ملاحم الكفاح بأشكاله ضد المستعمر البريطاني قد مهدت له عوامل كثيرة ومنها مستوى الوعي الذي تشكل لدى المرأة الجنوبية، وهو ما تؤكده حقائق التاريخ من خلال مظاهر التحديث حيث لعبت الصحافة في الثلاثينات دورا رياديًا في نشر الأفكار المتعلقة بمشاركة المرأة في الحياة العامة"، مؤكدة بالقول :" كان للحركة العمالية في خمسينات القرن المنصرم دور فاعل في منح المرأة حقوقًا متساوية مع أخيها الرجل، ناهيك عن الاستعداد الفطري لعدم قابلية الظلم لحرائر الجنوب فطرة متأصلة في المدن والأرياف، ومع قيام ثورة 14 أكتوبر كانت المرأة الجنوبية في مقدمة الصفوف لتنظم إلى صفوف وفصائل الحركة الثورية".

 

 

ويضيف الأستاذ الجعدي: " لعل الانتقال من مرحلة الثورة إلى بناء الدولة في ستينات القرن المنصرم شكل تحولًا أخرا في كفاحية المرأة الجنوبية إلى جانب أخيها الرجل نحو البناء، حيث لعبت المرأة دورا بارزا مكنها منه طبيعة النظام الذي آمن بحق المرأة في المشاركة في كل مؤسسات الدولة".

ويشيد الأستاذ فضل الجعدي بتقدم المرأة في صفوف الحراك الجنوبي ودورها الوطني الريادي في مواجهة قوى الاحتلال الشمالي وفي حرب 2015م، مضيفًا: "هناك الكثير الكثير من مآثر ماجدات الجنوب، والذي بدورنا ومن واقع المسؤولية التاريخية وجهنا برصد وجمع كل ما يتصل بدور المرأة الجنوبية في مرحلة الثورة ومرحلة بناء الدولة في كتاب سيتم إنجازه قريبًا".

 

-وفاء وعرفان

 

كما كان لنا حوار مع إحدى أعضاء اللجنة التحضيرية للتكريم الأستاذة ابتسام عبدالله صالح العقربي، رئيس قسم تنمية المرأة في دائرة المرأة والطفل بالأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وطرحنا عليها التساؤلات التالية:

 

-ما الهدف من تكريم المجلس الانتقالي الجنوبي للنساء المناضلات؟

 

-ملاحم بطولية

 

الهدف من تكريم النساء المناضلات الجنوبيات اللاتي كان لهن دور في الاستقلال الأول من المستعمر البريطاني هو الوفاء والعرفان لما قامت به المرأة الجنوبية من أدوار بطوليه إلى جانب أخيها الرجل في تلك المرحلة، وما زالت المرأة الجنوبية في مقدمة الصفوف مرورًا بتلك المرحلة ووصولًا إلى نضال المرأة في الحراك الجنوبي التي سطرت فيه أروع الملاحم البطولية وأبهرت العالم بمواقفها النضالية في حرب 2015م. وما زالت المرأة في رحلة نضال حتى تحقيق الهدف الذي ضحى من أجله شعب الجنوب بقافلة من الشهداء والجرحى، وإلى يومنا هذا الشعب الجنوبي يقدم التضحيات، وعادة في الحروب تجني المرأة منها الآلام لكونها الأم والزوجة والابنة والاخت.

 

-كيف تقيمين دور المرأة الجنوبية في ظل المجلس الانتقالي؟

 

-عودة الأمجاد وتجسد التصالح والتسامح

 

اليوم المرأة الجنوبية بوجود المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يعيد لها مجدها وتكريمها، ويأتي تكريم مناضلات 14 أكتوبر و30 نوفمبر، في إطار خطط المجلس الانتقالي الجنوبي حيث يعمل من خلال تلك الخطط التي تهتم بشؤون المرأة الجنوبية في جميع المجالات عبر مؤسسات المجلس الانتقالي التي تولي اهتمام كبير بالمرأة ويأتي هذا التكريم برعاية من القائد عيدروس قاسم الزبيدي بمناسبة الذكرى ال 55 لعيد الاستقلال الوطني 30 نوفمبر حيث تدشن الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي المرحلة الأولى لتكريم المناضلات الجنوبيات، وتحت اشراف نائب الامين العام في الأمانة العامة الأستاذ فضل محمد الجعدي، وكان لدائرة المرأة والطفل الدور الكبير والشرف في تنفيذ التكريم والحفل الذي اشاد به كل من حضر وتابع تنفيذ الحفل في الداخل والخارج وقد كان له أثر كبير في نفسية المناضلات وأسرهم، واستشعروا باهتمام المجلس الانتقالي الجنوبي ويأتي هذا التكريم تجسيدًا لمبادئ مشروع التصالح والتسامح الجنوبي، وردم فجوات الماضي والتطلع إلى جنوب لجميع أبنائه.

 

-كيف كان شعورك اثناء تكريم المناضلات؟

 

- سعادة ووفاء

 

لقد كانت سعادتي كبيرة جدًا، ونحن نعمل بكل جهد وسعادة لتنفيذ هذا التكريم النوعي وفاءً لدور المناضلات، وتأتي سعادتي كامرأة مناضلة مستشعره بأثر هذا التكريم وهذه اللفتة الطيبة في نفوس المناضلات، وأثره على شعور المناضلات بتقدير ما قدموه من أجل الوطن، خاصة بعد أن مر زمن طويل عانت فيه المرأة الجنوبية عامة والمناضلة الجنوبية خاصة من التهميش والإقصاء. سعادتي كبيرة بتكريم من سبقنا في النضال من أجل استقلال الوطن وسنستمر في النضال حتى استعادة الدولة كاملة السيادة.

 

-هل سيكون هناك مراحل قادمة للتكريم؟

 

-تكريم دون استثناء

 

بإذن الله مقدمين على باقي مراحل التكريم حتى يتم تكريم جميع المناضلات من خلال كشوفات تجمع جميع المناضلات دون استثناء.

 

 

كما كان لنا حوار خاص مع إحدى المناضلات المكرمات الدكتورة شفيقة مرشد أحمد، أستاذ مساعد جامعة عدن

 

-كيف استقبلتِ خبر التكريم وماذا يمثل لك؟

 

-توافق وطني

 

احتفينا بالذكرى الخامسة والخمسين ليوم الاستقلال الوطني المجيد في ال 30 من نوفمبر 1967م، في ظل روح من التوافق الوطني والتسامح والتصالح بين نساء الجنوب من كل الأطراف والمكونات السياسية التي شاركت في تحقيق ذلك النصر العظيم على قوات الاحتلال البريطاني لنخوض معًا معركتنا اليوم ضد الاحتلال اليمني الداخلي. التكريم والذي تم تحت رعاية رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس المجلس الرئاسي الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي، والأمانة العامة للمجلس الانتقالي ممثلة بنائب امينها العام الأستاذ فضل الجعدي، واهتمام خاص من قبل دائرة المرأة والطفل في الامانة العامة للمجلس، الأستاذة ياسمين حميد نائب رئيس الدائرة، والأستاذة ابتسام عبدالله العقربي مدير ادارة تنمية المرأة في الدائرة.

اعتبر التكريم أعظم مكسب سياسي للمرأة الجنوبية مكنا من وضع قاعدة بيانات لأسماء مناضلات حرب التحرير من كل الأطراف والمكونات السياسية الي شاركت في تلك الفترة التاريخية ولأول مرة، دون اقصاء أو تهميش أو انتقاص من دور أحد، انصافًا للتاريخ وخدمة للمهتمين به.

 

كيف تقارني بين نضال المرأة الجنوبية بالأمس واليوم؟

 

-النضال مستمر رغم قساوة الظروف

 

تحل علينا هذه المناسبة اليوم في ظل ظروف صعبة ومعقدة ومتشابكة وفي ظل ازمات متعددة. فالاحتلال اليمني الداخلي أفرغ مضامين ومحتوي مخرجات ثورة ال 14 من اكتوبر وال 30 من نوفمبر، والتي لازالت في وجداننا وعقولنا وضمائرنا، من حرية واستقلال ووحدة الجنوب في دولة واحدة، وتحت راية واحدة ودستور وقوانين موحدة، من باب المندب إلى المهرة، ومن حقوق الانسان كحق التعليم والعمل والسكن والصحة والأمن، والأمن الغذائي واستقرار اجتماعي، ومساواة وعدل.

نعاني اليوم من أشرس ازمة انسانية تحاصر حياتنا من كل الاتجاهات، في حريتنا وامننا واستقرارنا وامننا الغذائي ومن ارتفاع الاسعار نتيجة التضخم وانخفاض في القيمة الشرائية للريال والتي نتج عنها تدني مستوى معيشتنا إلى مستوى غير مسبوق طوال حياتنا، مع تدنى في مستوى الخدمات الاجتماعية كالتعليم والصحة والعمل والكهرباء والمياه ... إلخ من الخدمات الملزمة للحكومة طالما والناس لازالوا يدفعون ما عليهم من ضرائب متنوعة لها.

 

 

لكن شعب الجنوب لا يقهر ولا يذل، وان استكان فترة، لكنه لا يغفر لمن يعمل على اذلاله وقهره، وها هو بنسائه ورجاله وشبابه يقاوم لاسترداد حقه في الحرية والعدالة وتقرير مصيره، وسيدحر المحتل اليمني الداخلي كما دحر المحتل الأجنبي.

 

وما الكلمة التي توجيهها للجهة التي كرمتك؟

 

-لفته نبيلة وتوافق وطني

 

اعتبر تكريم مناضلات حرب التحرير، مبادرة جيدة ولفتة انسانية نبيلة، وتوجه خاص من الأمانة العامة للمجلس الانتقالي، حيث والساحة الجنوبية تشهد حوارات وطنية جنوبية بين مختلف الأطراف والأطياف السياسية ومنظمات المجتمع المدني وبما فيهم المرأة، بقصد التوافق لرسم ملامح وخطوط الدولة الجنوبية بشراكة ومشاركة الجميع بما فيهم المرأة، واعتبر هذا التكريم اليوم هو أحد مخرجات هذا الحوار الوطني الجنوبي والذي تحول إلى واقع ملموس وفي ظل التوافق الوطني والتصالح والتسامح بين النساء اللاتي شاركن في تحقيق النصر على قوات الاحتلال البريطاني لنخوض معا موحدات معركتنا ضد الاحتلال اليمني الداخلي.

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر