الأمين برس /الجزيرة نت /ياسر حسن
يشكو صحفيو اليمن انتهاكات جماعة الحوثي المتصاعدة في حق الصحافة والصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة، بعد سيطرة الجماعة على العاصمة صنعاء وأجزاء كبيرة من البلاد.
وتحدثت "مؤسسة الشموع" التي تصدر عنها يومية "أخبار اليوم" عن اختطاف أربعة من موظفيها من قبل مسلحين حوثيين في حادثين منفصلين في العاصمة صنعاء أمس الاثنين، بالإضافة إلى الاستيلاء على سيارة خاصة بتوزيع الصحيفة.
وأوضحت في بيان لها أن مسلحين حوثيين "لاحقوا سيارة التوزيع في صنعاء واختطفوها مع موزع الصحيفة علي الأنسي، فيما قام مسلحون آخرون من الجماعة باختطاف ثلاثة من الموظفين المعتصمين أمام المؤسسة ونقلهم إلى جهة مجهولة".
وحمّلت مؤسسة الشموع جماعة الحوثيين "مسؤولية أي أذى يتعرض له موظفوها المختطفون"، وطالبت بسرعة إطلاقهم، كما دعت نقابة الصحفيين والمنظمات الدولية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان إلى التدخل العاجل وإيقاف تلك الانتهاكات.
وطالبت بإخلاء مبنى المؤسسة الذي اقتحمه مسلحون حوثيون الخميس الماضي ومنعوا صدور صحيفة أخبار اليوم، الأمر الذي اضطر طاقمها إلى الانتقال إلى عدن وإصدار الصحيفة من هناك بعد أن توقفت عن الصدور يوما واحدا.
برنامج قمعي
وقال سكرتير تحرير صحيفة أخبار اليوم عبد الحافظ الصمدي "لا يوجد سبب واضح لما يمارسه الحوثيون ضد مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم".
وذكر أن تلك الجماعة "دأبت على أساليب القمع منذ أن كانت في صعدة وحتى وصلت إلى صنعاء، لأنها تدرك أنها غير قادرة على الاستمرار في ظل أجواء الحرية والديمقراطية، كما أن عملها هذا يعد رسالة تهديد لكل الوسائل الإعلامية مفادها أن من لم يسبح بحمد الحوثي سنرسل له المليشيات للتفاهم معه وأنه لا حرية للكلمة ما لم يرضَ عنها الحوثي".
واعتبر أن جماعة الحوثيين "تدشن بهذه الانتهاكات ضد الصحفيين والناشطين الحقوقيين برنامجها القمعي للمرحلة القادمة مما يجعلنا نرجح أن دولة جماعة الحوثي لن تستمر طويلا وسوف تسقط في بداية الظهور".
وطالب الصمدي نقابة الصحفيين بـ"تدارك الأمر وإنقاذ الصحافة والصحفيين من الانتهاكات الحوثية"، كما طالب الاتحاد الدولي للصحفيين بـ"عدم السكوت عن تلك الانتهاكات، وإدانة مثل هذه التصرفات، والعمل على إخراج المليشيات الحوثية من مقر المؤسسة وإعادة كل ما تم نهبه من أموال وأصول وإعادة الاعتبار لكل صحفييّ وموظفي المؤسسة"، مؤكدا أن عناصر من تلك الميلشيات "نهبت كل شيء في مخازن المؤسسة ونقلته إلى أماكن مجهولة".
وكانت خدمة "الصحوة موبايل" الإخبارية قد ذكرت أن "اللجان الثورية" التابعة لجماعة الحوثيين أوقفت رواتب عدد من الصحفيين بوكالة سبأ الرسمية إثر معارضتهم للانقلاب الذي نفذته الجماعة يوم الجمعة الماضي بصنعاء، بإصدارها ما سمته "الإعلان الدستوري"، كما ذكرت أن عناصر حوثية بذمار اختطفت أمس الاثنين الصحفي سام الغباري واقتادته إلى جهة مجهولة.
وكان الصحفي والمحلل السياسي ياسين التميمي الذي يعمل في وكالة سبأ قد وجه عبر صفحته في الفيسبوك رسالة إلى رئيس مجلس إدارة الوكالة طارق الشامي يخبره فيها أن تلك اللجان التابعة للحوثي أوقفت راتبه بعد خدمة استمرت 23 عاما، وطالبه بأن "يُوقِف المهزلة أو يقدّم استقالته كمسؤول أول في الوكالة"، مشيرا إلى أن الذي يحدث يوحي بحلول النظام الإمامي محل النظام الجمهوري.