وقالت المصادر وبيانات لتعقب حركة السفن إنه لم تغادر ناقلة نفط واحدة ليبيا خلال الأسبوع المنصرم مع تعطل الإمدادات إلى ميناء الحريقة آخر ميناء بري عامل في البلاد في مطلع الأسبوع بسبب حريق في خط أنابيب.
ومع أن خط الأنابيب المتصل بميناء الحريقة قد يتم إصلاحه خلال الأيام القادمة فإن تراجع صادرات النفط لأدنى مستوى لها منذ العام 2011 دليل آخر على مدى قرب البلاد من حافة الهاوية.
وقال تاجر بشركة تشتري النفط من ليبيا "لم أشاهد أي صادرات ليبية منذ أكثر من أسبوع."
وارتفع سعر خام النفط برنت فوق 62 دولارا للبرميل هذا الأسبوع لأعلى مستوى له في عام 2015 بدعم من تعطل الإمدادات من الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وتنتج ليبيا التي تعتمد على إيرادات النفط في تمويل ميزانيتها بالكامل تقريبا أقل من 200 ألف برميل يوميا انخفاضا من 1.6 مليون برميل يوميا قبل الصراع في عام 2011 ومقارنة مع حوالي 900 ألف برميل يوميا في أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وتستهلك مصفاة الزاوية القريبة من طرابلس أغلب النفط الذي تتمكن الدولة من انتاجه. وتكافح المصفاة لإنتاج ما يكفي من الوقود للاستخدام المحلي.
وتصدر ليبيا ما بين 70 ألف برميل و80 ألفا يوميا فقط من حقلي البوري والجرف البحريين وقال متحدث باسم المؤسسة الوطنية الليبية إنهما يعملان بشكل طبيعي. وقد يستغرق الحقلان ما بين خمسة وعشرة أيام لإنتاج ما يكفي من الخام لملء ناقلة واحدة.
وتشهد ليبيا صراعا بين حكومتين لكل منهما قواتها المسلحة وبرلمانين بعد نحو أربع سنوات تقريبا من الحرب التي أدت إلى الإطاحة بمعمر القذافي في العام 2011.
واقتحم مسلحون ذكرت تقارير أنهم على صلة بجماعة الدولة الإسلامية حقل نفط نائيا في جنوب شرق ليبيا في مطلع فبراير شباط وقتلوا 12 شخصا منهم عمال نفط أجانب.
وقال كبير الاقتصاديين بوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول يوم الثلاثاء "المشاكل الأمنية الناجمة عن داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وآخرين تخلق تحديا كبيرا للاستثمارات الجديدة في الشرق الأوسط وإذا غابت تلك الاستثمارات اليوم فلن نحصل على نمو الإنتاج الذي تشتد الحاجة إليه خلال العقد المقبل."
وأعلنت شركة إيني الايطالية - التي تسيطر عليها الدولة - أكبر منتج أجنبي للنفط من حيث كميات الإنتاج في ليبيا أنها سحبت كل عمالها الأجانب ماعدا بعض العاملين في المناطق البحرية رغم استمرار انتاج بعض النفط والغاز.
ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإصدار قرار من الأمم المتحدة يمنح تفويضا لتحالف دولي للتدخل في ليبيا بعد أن قصفت طائرات مصرية أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية هناك.