الكوكب الذي رحل

الكوكب الذي رحل

قبل 9 سنوات
 الكوكب الذي رحل
شفيع العبد
مارس، يحمل يوم مولدي، مجرد ذكرى عابرة، تسحبني على جدار العمر، تأخذني نحو النهاية، كلما انطوى عام.
لكنه مختلف هذه المرة، نجح في ان يعلق قلبي على قمة الحزن، بعد ان ملأه بالوجع المكثف، و دثره بالأسود، معلناً الحداد.
أهل الأرض على موعد مع مارس هذه المرة لرؤية 5 كواكب، دفعة واحدة، بينما انا دون موعد فقدت كوكبا.
فُجعت هذا المساء برحيل صديقي "ناصر ثابت العولقي"، الذي أقتسمت معه شيئاً من فصول الحياة، وتقاسمتنا تفاصيلها.
خرج باكراً، وقبل ان تضع حرب صيف 94 اوزارها، معلناً رفضه للواقع الجديد، المحمول على ظهر دبابة وبيادة، بينما كان الذهول يحاصر الجميع، والخوف يحيط الأمكنة.
تمرد على واقعهم الزائف، ليكسر حاجز الخوف، مجسداً حالة من المقاومة.
من وصلوا متأخرين، تجردوا من اخلاق النضال، غير مقدرين تضحيات الرجل، بل تآمروا عليه، وأقرب الناس خذلوه وفي مقدمتهم انا.
تركناك ياصديقي تواجه مصيرك الذي اختاروه لك؛ وحيداً دون سند.
رغم ذلك لم تنهزم، ولم تترك الساحات وميادين النضال، ظللت تتقدم الصفوف.
كما ولدت وحيداً، واجهت قدرك وحيداً، دون ان تنتظر مساعدة من أحد، حتى أقرب المقربين لك، وانا منهم.
لا ادري هل يحق لنا أن نرثيك، بعد أن خذلناك، أم نرثي ذواتنا المقصرة حد الخذلان؟
ربما انت تسخر منا الان، ومن دموعنا التي انهمرت حال سماعنا خبر وفاتك هذا المساء.
اسمعك ياصديقي الان، تصرخ في وجوهنا بصوتك الثائر: " لا تبكوني، ابكوا انفسكم، اما انا فقد عشت كما أريد، ومتت كما أريد، ولا عزاء لكم."
رحمة الله تغشاك.

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر