القائد والإنسان ... محمد علي القيرحي..في كتاب

القائد والإنسان ... محمد علي القيرحي..في كتاب

قبل 9 سنوات
القائد والإنسان ... محمد علي القيرحي..في كتاب

 الأمين برس  بقلم  د, علي صالح الخلاقي 
صدر الكتاب التوثيقي عن سيرة ونضال المناضل الوطني الجسور محمد علي القيرحي ، ويضم كتابات وأشعار عن الفقيد لكل من: الرئيس علي ناصر محمد،نجيب يابلي، د. عيدروس نصر ناصر ،د. واعد عبدالله باذيب، شعفل عمر علي،الأستاذ/ صالح شائف ،علي هيثم الغريب المحامي، 
د. علي صالح الخلاقي، مطهر مسعد مصلح، محمد سعيد عبدالله حاجب (محسن)، عبدان دهيس، نعمان الحكيم، قاسم داوود علي، السفيرعوض عبدالله مشبح، د.ناصر مقراط اليوسفي، سالم عبد الله عبد ربه الكميتي، عبدالله سالم دبوة، علي صالح حقاش،آمنه محسن العبد،د/ بسام محمد علي، المناضل/عبد عبدالله بن عبادي، محمد حيمد حيدره، علي منصور مقراط، عقيد ركن/ زيد حسين زين العطوي، العميد/ عبدالرحمن عبدالرب سرحان ، زين أحمد ناصر علي ، قاسم بن قاسم الهلالي، صالح محسن القاضي ، فضل علي محسن السالمي ، محمد ناجي ناشر المالكي، بسام فاضل ، سالم عبدالله شحتور، عبدالله حسن محمد الناخبي، عبدالله علوي حسن، حسن قاسم ثابت الفرع، جمال عمر محضار بن حلموس، محمد منصور مقراط (عرابة)، محسن عبد سعيد اليوسفي، يسلم أحمد سند، الشاعر صالح اليافعي، سالم صالح هدران، حزام محمد زين بن حلبوب، حيدره عبدالكريم ،حسين الجعشاني، حيدرة أحمد حسين المحرمي، محمد صالح محسن الجريري، عبدالله عمر محمد الوعلاني، علي عوض حراشي،حنش سالم عبدالله، عبد محسن حيدرة السالمي، الخضر محمد ناصر الحنشي...

وقصائد للشعراء : محمد عبدالله (أبو حمدي)، فضل يحيى علاية، عبد الله محمد بن ناصر مجمل، محمود عسكر اليهري، علي عبدربه التابعي، ناصر حسين الحَمْري، بو هند اليافعي، حسين عبدالرب حسين السرحي ،محمود عبد ناصر الحربي أبو حربي، أنيس شداد اليوسفي...

سطور مضيئة من حياة  القائد القيرحي 
 
اسمه الكامل: محمد علي محمد جبران السالمي أما لقبه (القيرحي) فقد اطلق عليه في فترة الثورة المسلحة ضد الاستعمار، ثم طغى على اسمه واشتهر به ولصق بأولاده وأحفاده. 
ولد سنة 1940 تقريباً، في قرية آل سالم، إحدى قرى جبل كلد، في يافع، في أسرة فلاحية، وعاش طفولته في أحضان هذه القرية الجميلة، ودرس في طفولته المعلامة حيث تعلم فيها القراءة والكتابة على يد الفقيه أحمد ناصر الشنبكي، وكانت المعلامة هي الشكل الوحيد من التعليم حينها في يافع عامة. وقبل أن يكمل العشرين من عمره ارتبط بشريكة حياته ابنة عمه(أم جمال) التي ظلت معه طوال حياته تسانده وتؤازه، في مختلف الظروف، فكانت نعم الزوجة الوفية. 
دفعته الظروف المعيشية الصعبة التي كانت تعيشها المنطقة إلى البحث عن العمل في أماكن عدة، فهاجر سنة 1959م مع عدد من رجال القرية إلى الكويت عبر رحلة بحرية شاقة، ابتدأت من ميناء شقرة وأنتهت في الكويت بعد 22 يوماً، وتأثر هناك بالروح الوطنية القومية، وانخرط في صفوف حركة القوميين العرب التي كان لها نشاط كبير بين الجاليات العربية في الكويت.
عاد من الكويت في مارس 1964م لتكيلف قيادة الحركة في الكويت لبعض الشباب بالعودة من أجل التأثير السياسي في الجنوب، ومناصرة الثورة ضد الاستعار البريطاني. والتحق بعد عودته بمدة قصيرة بخلية الجبهة القومية في يافع رصد التي كان يقودها المناضل على محضار قاسم، واتجه في 21/6/1964م مع المجموعة التي التحقت بالجبهة القومية في يافع السفلى والتي كان عددها 30 عضواً إلى تعز، وتدربت المجموعة على يد ضباط مصريين وبعد انتهاء التدريب سلم للمجموعة اسلحة مختلفة من أجل فتح جبهة جديدة في يافع السفلى بالقرب من منطقة الساحل التي كان يتواجد بها ضباط ومعسكرات بريطانية.
وعند وصوله مع المجموعة إلى يافع اعترضت طريقهم بعض الصعوبات، منها عدم السماح لهم في ان يكون مقر الجبهة في حطاط، وكذلك الضغوط القبلية التي مورست على بعض أعضاء المجموعة لثنيهم عن المشاركة، وقد اجبرتهم تلك الصعوبات على تغيير المكان الذي سيكون المقر الرئيسي للجبهة، وكذلك تعديل المناطق التي سينفذون بها تلك المهمة. فتقرر ان يكون المقر في نهاية سيلة سلب الشقى بعد ان حصلوا على موافقة بن الشيخ ناصر غالب امشقي بذلك. وتقرر ان يشارك في تلك العملية بعد ان انسحب البعض منها كالتالي: علي محضار قاسم قائد المجموعة ومحمد علي القيرحي، وأحمد راجح الجبيري والخضر غالب علي، وعبدالرحمن ابوبكر، علي حسين ناصر، وعبد عبدالله بن عبادي، بالاضافة إلى المجموعة التي وصلتهم من جبهة ردفان التي كان يقودها عبدالباري عبدالحبيب وتضم كل من عبدالمجيد الداعري، وقاسم عبدالله الذيباني وحسين عيدروس، وصالح ثابت العصملي.
وفي 3/5/1965م تحركت المجموعة من معزبة بن حلموس بعد ان وصلتهم التعليمات من قيادة الجبهة بذلك، وسلكت طريقاً طويلاً ومتعرجاً مشياً على الاقدام عبر رضمة والصفاة والحنشي، ثم ضبة الشقي ومنها عبر سيلة سلب حتى وصلت مكان قريب من منطقة يرامس في ساحل أبين فاستقرت فيه لترتيب أوضاعها ولتبدأ بالتواصل مع أعضاء الجبهة في ساحل أبين من أجل القيام بعمليات فدائية ضد القوات البريطانية في حبيل برق وغيره، وحاولت المجموعة ان توظف بعض المواطنين في يرامس للعمل معها حتى لا يشك بهم أحد، غير انها وقعت مع شخص خطأ او شى بها عند السلطات الحكومية في منطقة الساحل ودلها على مكانها. فخرجت تجاههم قوة كبيرة اشترك فيها حرس السلطنة وقوات الجيش الاتحادي وسلكت طريقاً غير مباشر وفاجأتهم بتطويق المكان الذي كانوا يستقرون فيه، ودخلوا معها في مواجهة غير متكافئة وبعد ان أصيب بعض أعضاء المجموعة بإصابات مختلفة قررت المجموعة تسليم نفسها، وحاولت ان تقوم بتكسير معظم السلاح الخفيف الذي كان معها حتى لا يستفيد منه إعدامهم.
وقادتهم القوات الحكومية إلى سجن يرامس التي كانت تتبع سلطنة الفضلي، وبعدها تم نقلهم إلى سجن زنجبار، وهناك تعرض مع غيره من أعضاء المجموعة لتحقيق مستمر بأساليب ضغط مختلفة، غير ان العمليات التي كان يقوم بها أعضاء الجبهة في الخارج ضد السلطات الحكومية رداً على سجنهم وكذلك ضد أفراد الأمن الذين كانوا يسيئون معاملتهم، وكذلك تواصل قيادة الجبهة في أبين وأبرزهم علي صالح عباد مقبل، والحاج ناصر عبدالقوي معهم عبر رسائل وزوار، خففت من الوضع عليهم في السجن.
وبعد خمسة اشهر تم نقلهم إلى جعار بحكم ان معظم أعضاء المجموعة من يافع وكانت حينها قيادة الجبهة قد وضعت خطة لتهريبهم من سجن جعار غير انهم رأوا في تلك الخطة مجازفة كبيرة، فعرضوا على القيادة في الخارج خطة أخرى تعتمد على التنسيق مع حراسة السجن وتتطلب معدات صغيرة ومسدسات وقنابل وسيارة تنتظرهم خارج السجن، وبدأت الكثير من تلك المواد التي طلبوها تصلهم داخل الأكل والخضار وغيرها من الطرق ومن تلك الأدوات السكاكين وحدائد وديسميسات من أجل فتح أقفال غرف السجن، وكانت المجموعة داخل السجن قد نسقت مع واحد من حراسة السجن هو محمود خالد ناصر الذي كان متعاطفاً مع الثورة، واستعجلوا في تنفيذ خطة الهروب من السجن قبل ان تصلهم بقية المواد وقبل ان يتم ترتيب لهم السيارة، وذلك لأن محمود خالد قد أشعرهم بأن يستعجلوا وأن ينفذوا الخطة خلال يومين لأنه سينقل بعدها للعمل في مكان آخر.
وعلى وجه السرعة وزعوا المهام بينهم في التعامل مع الأفراد وبقية المساجين بالغرف حتى لايربكوا الخطة، ونجحوا في الخروج في الليل من سجن جعار واتجهوا نحو الأطيان خارجها بقصد الوصول إلى المناطق الجبلية، لكن حالات المرض والإرهاق والضعف التي كانت عليها حالة الكثير منهم لم تسمح لهم في مواصلة المشي فاضطروا للاختباء في الأطيان ومنهم قائد المجموعة علي محضار.
وواصل أعضاء المجموعة الآخرين وهم محمد علي القيرحي وحسين عيدروس وعبدالمجيد الداعري وعلي حسن ناصر، ومحمود خالد ناصر الذي سهل عملية الهروب المشي في الأطيان حتى وصلوا مع الصباح قرب قرية الهيجة، غير ان عاقلها الذي علم بأمرهم أبلغ بهم الأمن وحضرت قوة سريعة إلى المكان وحاصرتهم وسلموا أنفسهم جميعاً باستثناء محمود خالد ناصر الذي تمكن من الهرب. وأعادوهم إلى سجن جعار مجدداً وتكررت عملية التحقيق معهم وكانوا قد اتفقوا على ان يقولوا في التحقيق ان زملائهم الآخرين قد نفذوا حتى لا يبحثوا عليهم في الاطيان ونجحوا في ذلك الأمر فبعد أيام قليلة بلغهم أنهم قد وصلوا ردفان ويافع.
وبعد التحقيق معه في سجن جعار نقل إلى سجن مربط في عدن وهناك حقق معه بقسوة وعنف وفي منتصف شهر يناير 1966م نقل من سجن مربط الذي مكث فيه حوالي 20 يوماً إلى سجن معسكر النصر وجلس فيه حوالي سبعة أيام، وبسبب اضطراب الأوضاع في عدن في ذلك الوقت تم إعادته مرة أخرى إلى سجن جعار، وحاول نائب السلطنة الذي تعرض لضغط من قبيلة آل سالم التي ينتمي لها القيرحي اقناعه بالخروج من السجن وكتابة تعهد بعدم مقاومة السلطة، لكنه رفض ان يخرج من دون زملائه كما رفض كتابة التعهد. وبعد ثلاثةأشهر أطلق سراحه مع زملائه من سجن جعار.
وفي 2/6/1966م عاد للعمل الفدائي من جديد في جبهة يافع بعد راحة قصيرة من السجن وكان مقر الجبهة في منطقة سرويت، وبعدها كلف مع آخرين للذهاب إلى تعز من أجل البحث عن دعم بعد ان اتجه الدعم إلى جبهة التحرير.
وقد شارك في مؤتمر الجبهة القومية الذي عقدته في (حمر) ضمن فريق الحماية الأمنية. وساهم بعد ذلك في تذويب الخلافات التي برزت في عدد من جبهات القتال بسبب قضية الدمج وغيرها. 
وشارك ضمن فريق جبهة الاصلاح اليافعية التي كان يرأسها فضل محسن عبدالله وسالم عبدالله عبدربه في وقف المنازعات بين القبائل وابرام بينها صلح لمدة خمس سنوات في المفلحي والموسطة ولبعوس وبعدها في رصد ورخمة.
وبعد الاستقلال الذي تحقق في 30/11/1967م كلف بحصر الممتلكات الوقفية العامة في يافع ومن ثم مسئولا للقوات الشعبية فيها.
رافق سالم ربيع علي (سالمين) في أثناء أزمة 14 مايو 1968م في رحلة شاقة واجهتها صعوبات ومخاطر من يافع إلى منطقة الشعيب مشياً على الأقدام.
وفي 1969م عين عضواً في أول مجلس شعب يقام بالجنوب بعد الاستقلال.
وفي 1973م عين مسئولا للمليشيا الشعبية في المحافظة الثالثة (أبين).
وفي 1974م أرسل للدراسة في ألمانيا الشرقية لمدة 4 سنوات.
وفي 1978م عين مأموراً لمديرية لودر محافظة أبين.
وفي 1979م عين قائداً عاماً للمليشيا الشعبية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
وفي 17/2/1982م عين بدرجة وزير مفوض في وزارة الخارجية وأسندت له مهمة القيام بأعمال سفارات الجمهورية في كل من ليبيا ومالطا لمدة أربع سنوات.
وفي 1986م عين محافظاً لمحافظة أبين، بعد أحداث يناير المؤسفة، وكان له دور كبير في تطبيق الأوضاع داخل المحافظة وفي حل مشاكل المواطنين في كل مناطق المحافظة وبدون أي تحيز أو تعصب سياسي او مناطقي.
وفي 22 مايو 1987م عين محافظاً لمحافظة شبوة ونجح في تطوير أوضاعها وتحسين الكثير من خدماتها كما نجح في نسج علاقة احترام وتقدير مع الكثير من أبنائها وظلت علاقاته تلك قائمة مع الكثيرين منهم إلى آخر لحظة في حياته.
7في /2/1991م عين بقرار جمهوري محافظاً لمحافظة صعدة، وحاول هناك أن يؤسس لنظام وإدارة حكومية يحترمها الناس وتسهم في حل مشاكلهم، وسط الفوضى والفساد وغياب الدولة التي كانت تعانيها مناطق المحافظة، ولاقت جهوده استحسان وتقدير الكثير من أبناء المحافظة الذين ما زال بعضهم يتذكرونها ويقدرونه عليها حتى اليوم.
وفي 27 أبريل 1993م انتخب عضواً في أول مجلس نواب منتخب بالجمهورية اليمنية، عن الدائرة الانتخابية (126) في محافظة أبين، وبذل في المدة القصيرة التي تفرغ فيها لعضوية مجلس النواب جهوداً حثيثة لحل مشاكل دائرته ومشاكل مديرية سرار ورصد التي تنتمي لها تلك الدائرة ومنها مشروع طريق باتيس رصد ومشروع الكهرباء الذي ادخل في موازنة الدولة وغيرها من المشاريع.
جرح في حرب 1994م وسافر للعلاج في القاهرة، وبقي فيها منفياً مع الكثير من القيادات السياسية الأخرى، وعلى الرغم من أنه تم إلغاء الأحكام القضائية ذات الطابع السياسي التي صدرت بحقه وحق 15 آخرين غير ان عدم جدية الدولة في إعادة منزله الشخصي وكذلك الأوضاع السياسية العامة داخل الوطن قد حالت دون عودته حياً، وظل ينتظر العودة بفارق الصبر في منفاه مدة عشرون عاماً.

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر