الدكتور صادق محسن اليوبي . بعد مدة سفر أستغرقت 15 عاما منذُ اخر زيارة لك
أهلاً وسهلآ بك في بلدك ومسقط رأسك في محافظة الضالع ، كيف حالك؟
أهلاً بك، أنا بخير والحمدلله شكراً.
العودة إلى الوطن
*كيف شعرت عند عودتك إلى بلدك بعد هذه المدة الطويلة؟
العودة إلى الوطن بعد سنوات طويلة كانت مزيجًا من المشاعر العميقة. شعرت بسعادة غامرة للقاء الأهل والأصدقاء، وحنين لا يوصف لكل زاوية من هذه الأرض التي نشأت عليها. لكن في نفس الوقت، كان هناك شعور بالمسؤولية، لأن الوطن بحاجة إلى أبنائه، وكل من لديه خبرة أو علم يجب أن يسعى للمساهمة في تحسين الوضع، كلٌّ في مجاله.
التغييرات في البلاد
*هل لاحظت أي تغييرات في بلدك منذ آخر زيارة لك؟
لا شك أن هناك تغييرات واضحة، بعضها إيجابي مثل التطورات السياسية التي يشهدها الجنوب، وهناك جهود تُبذل لتحسين الوضع الأمني وبناء مؤسسات قوية. لكن في المقابل، لا يمكن إنكار أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية أصبحت أكثر صعوبة، والمواطن الجنوبي يواجه تحديات يومية تتطلب حلولًا جذرية، وليس مجرد إصلاحات سطحية.
التجارب الجديدة
*ما هي التجارب الجديدة التي تعلمتها أثناء سفرك؟
السفر كان مدرسة حقيقية، علّمني كيف أفكر بطريقة مختلفة، كيف أتعامل مع التحديات، وكيف أطور مهاراتي ليس فقط في المجال الطبي، ولكن أيضًا في الإدارة والتخطيط. في كوبا والإكوادور، اكتسبت خبرة عملية كبيرة في جراحة الوجه والفكين، وتعلمت أن النجاح لا يعتمد فقط على الإمكانيات، بل على الإدارة الصحيحة واستغلال الموارد المتاحة بشكل ذكي.
التأثير على الحياة الشخصية والمهنية
*كيف أثرت تجارب السفر على حياتك الشخصية والمهنية؟
على المستوى الشخصي، أصبحت أكثر إدراكًا لقيمة الوطن وأهمية أن يكون للإنسان دور في بنائه. وعلى المستوى المهني، أصبحت أكثر ثقة في قدراتي، وأكثر إصرارًا على تطبيق ما تعلمته في بلدي، لأنني رأيت كيف يمكن للأنظمة الصحية الناجحة أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس.
المستقبل
*هل تخطط لاستكمال السفر في المستقبل القريب؟
السفر يظل وسيلة لاكتساب المزيد من الخبرات، لكن في هذه المرحلة، الأولوية بالنسبة لي هي استثمار ما تعلمته لخدمة وطني. أؤمن بأن التغيير الحقيقي لا يكون في البحث عن الفرص بالخارج فقط، بل في خلق الفرص داخل الوطن.
التحسينات في البنية التحتية والخدمات
*هل لاحظت أي تحسينات في البنية التحتية أو الخدمات في بلدك؟
هناك جهود تُبذل في بعض المجالات، لكن لا يمكن إنكار أن الخدمات و الوضع المعيشي لا يزال في حالة صعبة. الكهرباء، المياه، والخدمات الأساسية لا تزال تعاني من أزمات حقيقية، وهذا يؤثر على حياة الناس اليومية. من الضروري أن تكون هناك تغييرات إدارية حقيقية، بحيث يتم وضع الأشخاص المناسبين في المواقع المناسبة، لأن غياب الكفاءات يؤخر أي تقدم يمكن تحقيقه.
تقييم الوضع الاقتصادي والسياسي
*كيف تقيّم الوضع الاقتصادي والسياسي في بلدك حاليًا؟
الوضع الاقتصادي يزداد صعوبة، والمواطن الجنوبي يتحمل أعباء معيشية تفوق قدرته. الغليان الشعبي في الجنوب يعكس حجم المعاناة، وهذا يتطلب إجراءات جذرية، وليس مجرد حلول مؤقتة. صحيح أن هناك متغيرات إقليمية ودولية تؤثر على الوضع، لكن لا بد أن يكون هناك إصلاح إداري شامل، وتعيين الكفاءات الوطنية القادرة على اتخاذ قرارات تصب في مصلحة المواطن.
المشاكل والتحديات
*هل هناك أي مشاكل أو تحديات تواجه بلدك حاليًا؟
المشاكل التي نواجهها ليست فقط اقتصادية أو خدمية، بل هي أزمة إدارة عميقة في المقام الأول. لا يمكن لأي بلد أن ينهض دون وجود إدارة كفؤة. لذلك، نحن نؤمن بأن التغيير لا يمكن أن يكون تجميليًا أو مجرد تعديلات شكلية، بل يجب أن يكون تغييرًا جذريًا، ثورة حقيقية في الإدارة تقتلع الفساد من جذوره، وتضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
الأهداف المستقبلية
*ما هي الأشياء التي تريد القيام بها أو رؤيتها في بلدك خلال الفترة القادمة؟
أتمنى أن أرى قرارات شجاعة تعيد الأمل للمواطن الجنوبي، قرارات تُبنى على فهم عميق للواقع، تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الإقليمية والدولية، ولكن في الوقت ذاته، لا تتردد في اتخاذ الخطوات الجريئة عندما يكون ذلك ضروريًا. أحد أهم الدروس التي تعلمتها من تجاربي هو أن الاعتدال لا يعني التردد، بل هو الموازنة بين الحكمة والجرأة، بين المرونة والحسم.
النصائح للمسافرين
*هل هناك أي نصائح أو مشورة تريد تقديمها للأشخاص الذين يريدون السفر إلى بلدك؟
الجنوب مليء بالفرص والتحديات في نفس الوقت. من يريد السفر إلى هنا، يجب أن يكون مستعدًا لمواجهة الواقع، وألا يأتي فقط بمشاريع نظرية، بل برؤية عملية يمكن تطبيقها على الأرض.
الاستفادة من تجارب السفر
*كيف يمكن لبلدك أن يستفيد من تجارب السفر والتعلم من الثقافات الأخرى؟
أكبر درس يمكن أن نستفيده من الخارج هو أن النجاح لا يعتمد فقط على الموارد، بل على الإدارة الصحيحة واستثمار العقول والكفاءات. نحن بحاجة إلى بناء مؤسسات قوية، وإعطاء الفرصة للخبرات الوطنية التي تعلمت في الخارج لتساهم في بناء الجنوب على أسس حديثة ومتينة.
*شكراً لك على هذا الحوار الثمين. أتمنى لك التوفيق في مشاريعك المستقبلية.
شكراً لك على هذه الفرصة. أتمنى أن أكون قد ساهمت في تقديم صورة حقيقية عن بلدي وطموحاته.