تستعد مدينة المكلا، غدٍ الخميس الموافق 24 أبريل 2025، لاحتضان واحدة من أضخم الفعاليات الجماهيرية في تاريخ محافظة حضرموت تحت شعار: "حضرموت أولًا"، في حراك شعبي عارم يُنتظر أن يبعث برسائل حاسمة ومباشرة من أبناء حضرموت إلى الداخل والخارج، مفادها: التمسك الكامل بالهوية الوطنية الجنوبية، ورفض مشاريع التفتيت والإرهاب التي ترعاها قوى الاحتلال اليمني.
*فعالية مفصلية في تاريخ الجنوب
تمثل مليونية "حضرموت أولًا" حدثًا تاريخيًا ومحوريًا في مسار القضية الجنوبية، فهي لا تقتصر على التعبير عن موقف سياسي، بل تجسد إرادة جماعية حضرمية في استعادة القرار والسيادة على الأرض، ورفض محاولات إعادة تدوير الإرهاب وإبقاء الوصاية المفروضة على وادي حضرموت.
وبحسب تقديرات اللجنة التحضيرية، من المتوقع أن يتجاوز عدد المشاركين 200 ألف متظاهر يتوافدون من مختلف مديريات حضرموت، مما سيجعلها من أكبر الفعاليات الشعبية التي تشهدها المحافظة منذ ما بعد التحرير.
رسائل مليونية حضرموت أولًا
-هوية لا تُساوم:
ترفع المليونية راية الهوية الوطنية الجنوبية، وتؤكد أن حضرموت جزء أصيل من مشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية، لا كيانًا منفصلًا ولا تابعًا لأي مشاريع مشبوهة.
- رفض وصاية المنطقة العسكرية الأولى:
تطالب الحشود بتمكين قوات النخبة الحضرمية من الانتشار الكامل في وادي حضرموت، بديلًا عن قوات المنطقة العسكرية الأولى، التي تُتهم بتوفير الغطاء للتنظيمات الإرهابية.
- دعم النخبة الحضرمية:
تؤكد الجماهير على ثقتها الكاملة بالنخبة الحضرمية، التي سطّرت ملحمة التحرير في 2016 ضد تنظيم القاعدة، وقدّمت أكثر من 110 شهيدًا في سبيل تطهير المكلا ومدن الساحل.
- وفاء للتحالف العربي:
تعبر الفعالية عن شكر ووفاء لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، على دعمهما المباشر في معركة التحرير، وتأسيس منظومة أمنية حضرمية قوية.
- التحذير من تكرار سيناريو 2015: ترفع الحشود أصواتها محذرة من إعادة تسليم حضرموت للإرهاب، كما حدث في 2015، وتطالب العالم بتحمل مسؤولياته تجاه محاولات خلق الفوضى مجددًا.
-دولة جنوبية فيدرالية:
تشدد الرسائل الشعبية على أن أبناء حضرموت متمسكون بخيار الدولة الجنوبية الفيدرالية بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، الذي أكد في خطاباته أن "حضرموت هي جوهر الجنوب وأساس دولته القادمة".
* قائد أنصف حضرموت
يحتل الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي موقعًا محوريًا في مشاعر الجماهير، حيث يرى فيه أبناء حضرموت قائدًا منصفًا وعادلاً، منح المحافظة موقعها الطبيعي في قلب مشروع الاستقلال، وطرح بشفافية ثلاثة خيارات لتسمية الدولة:
- دولة حضرموت
- الجنوب العربي
- دولة الجنوب الديمقراطية
وقد وصف الزُبيدي حضرموت في أكثر من مناسبة بأنها "الركيزة الجغرافية والسياسية والاقتصادية للدولة الجنوبية القادمة".
*توحيد كلمة أبناء حضرموت
وفي السياق شدد اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي على أهمية التقارب والحفاظ على نهج وتوحيد الكلمة الحضرمية، وتأييد قوات النخبة الحضرمية، كصمام أمان لحضرموت وللجنوب.
وأكد اللواء بن بريك، أن السبيل الوحيد لتجاوز المؤامرات على حضرموت، هو التركيز على توحيد كلمة أبناء حضرموت الذي سيعمل على الاستقرار والنماء، وكذلك إفشال أي مخططات تستهدف حضرموت.
*تأمين رفيع المستوى
وفي إطار التحضيرات الجارية لإحياء ذكرى التحرير والنصر بالمكلا أعلنت اللجنة الأمنية في حضرموت نشر القوات الأمنية لتأمين الفعالية وضمان سلميتها، كما أغلقت بعض الطرق الحيوية لتسهيل تدفق الحشود وضمان عدم حدوث أي اختراقات أمنية.
وتشارك وحدات من النخبة الحضرمية في تأمين ساحة المليونية، في تأكيد رمزي على شرعية هذه القوة ومكانتها لدى المواطنين.
* تجديد العهد وتقرير المصير
تحمل الفعالية بعدًا سياسيًا كبيرًا، إذ يُنتظر أن تفرز موقفًا شعبيًا موحدًا من أبناء حضرموت، مفاده:
رفض الاحتلال والوحدة القسرية، والتمسك بدولة وهوية الجنوب المطالبة بحق حضرموت في تقرير المصير وإدارة شؤونها من قبل أبنائها.
في لحظة سياسية حساسة، تأتي مليونية "حضرموت أولًا" لتقول للجميع: "حضرموت ليست ساحة للصراع، بل قلب الجنوب النابض.. شعبها لا يقبل الخضوع، ولا يرضى بالوصاية، وهو حاضر للدفاع عن هويته ومستقبله بكل الوسائل".