مجدداً لحج الفن تلبس ثياب الحزن

مجدداً لحج الفن تلبس ثياب الحزن

قبل 9 سنوات
مجدداً لحج الفن تلبس ثياب الحزن

صورة للفن في لحج

الامين برس - خاص - أنوار العبدلي

ها هي الساحة الفنية اللحجية  مرة اخرى تخسر قامة فنية من اسرة فنية ارتبط جذور الفن اللحجي الاصيل بأصواتهم العذبة .

الفنان الشاب علوي فيصل علوي ذلك الشاب الذي اعتبر بمقام ان لحج لم تخسر قبل خمس سنين فنان لحج الاول والده الفنان فيصل علوي لكن شاءت الاقدار ان يكون الرحيل في وقت ابكر بسن 39 بعد اصابته بجلطة اولى تعافى منها ألا أن الجلطة الثانية لم تعطيه فرصة اخرى للنجاة , مثل حال غيره من شباب المحروسة الذين كذلك قضوا نحبهم وهم يدافعون عن مدينتهم في ازقتها الضيقة في حرباً اندلعت بدون سابق انذار والكثير توفى وهم يعانون الالام الاصابة .

مدير الفنون الثقافية في لحج / الفنان احمد فضل ناصر اتذكر علوي فيصل علوي من خلال اغنية وانا احبك يا سلام التي كان يرددها وهو بعمر 12 سنة بفترة الثمانينات ، حيث كان يرافق والده الفنان فيصل علوي على العود وفي اغلب الحفلات الشعبية والرسمية واللقاءات الاعلامية ، وهو متميز بالتكنيك الموسيقي من خلال عزفه على آلة العود ومن اعماله الخاصة ليت بعض الناس تعاني ما اعاني .. هبت الناس .. رجوعي .. لا تفكر فيه ، واضافة خسرناه كمشروع فنان مكتمل المواصفات الفنية ، بالرغم من عمر فنه القصير ، وخسرت لحج برحيله اثراً من الزمن الجميل الذي تجسد بوالده فيصل علوي .

نعم الزمن الجميل ولما لا فعندما تذكر لحج يعني هنا يوجد الفن وهنا يوجد فيها اعذب الكلمات امثال الامير الشاعر احمد فضل القمندان وعبدالله سبيت وغيرهم ، وعندما تذكر لحج يعني سيط ثقافي تجاوز اليمن ليبلغ شبة الجزيرة العربية بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام ، وعندما تذكر لحج يعني منطقة الحس الثوري بأغانيها الثورية الحماسية امثال فنانها الشاب بالوقت الحالي عبود خواجة ، وعندما تذكر لحج يعني افضل محافظة في جنوب اليمن بالموروث الفني والادبي والموروث الشعبي الراقص .

ومع ذلك كله ضاع الفن واهله في لحج ليست بهذه الاوقات والايام العصيبة التي تمر بها اليمن ، وانما في سنوات سابقة اخذت بالتدرج بكل وسائل الضياع والتي وضعت فنانين لحج وأدباءها وشعرائها بين مطرقة الاهمال والتجاهل .. والمحسوبية ايضاً .

ابناء لحج المبدعين سواء اكانوا قدامى أو شباب ، احياء أو اموات ضاعوا وسط عدم السؤال ، ضاعوا وسط كثرة الهموم المعيشية ، ضاعوا وسط الاحباط واليأس الذي كانت قيادات المحافظة السابقة في لحج تغذية بمفعول الاهمال وذكر اهل الفن في لحج وقت المناسبات والفعاليات الوطنية فقط من اجل ابتلاع المخصصات المالية للحفل ، ورمي القليل منه لمن يقومون بحفل يستمتع به الجميع ، يأدون فناً ورقصات ومسرحيات وادبيات شعرية لا يقدر معنى قيمتها ألا من حب الفن واهله ، وأحب لحج التي تعني فن .

ايام الزمن الجميل في لحج حيث اختلط كل شيء اخضر بوادي مياه تبن مع اغنى واعذب كلمات واصوات لا تزال صداها يسمع بدون ملل بالرغم من انتهاء الواقع الملموس الذي يدل على هذا الفن والزمن الجميل ، ولم يتبقى سواء الذكريات والتسجيلات المحفوظة وبقايا اطلال لاماكن تدل أن الفن في لحج كان هنا ، مثل ذلك المجسم لعود كان يقبع على مدخل مدينة الحوطة ، ومع ذلك انتهى مثل انتهاء تراث يعود لصرح تعليمي من ايام السلطنة العبدلية  تخرج منه اغلب مبدعي لحج بصاروخ جعله ركاماً في هذه الحرب التي زادت من لون لحج الشاحب .

ويستمر الضياع بضياع اخر مكان يرمز للثقافة في لحج وهو مبنى الثقافة ومكتبة لحج الوحيدة ما بين اقتحام واتخاذه سكناً من قبل ابنائها وليس اشخاصاً غريبين عنها ، ملاقي مصيره كغيره من المرافق الحكومية في حوطة لحج التي وقعت ما بين تدمير واقتحام ، في ظل صمتاً لا يزال مستمراً بوضعاً يحتاج منا لان حاجتنا اليه اكثر .

اذاً لم يبقى من الفن اللحجي سوى تلك الاغاني التي كانت خلاصة جهد الرعيل الاول من فنانين وشعراء وملحنين وشيئاً يسير من عطاءات الشباب لكنه اصبح محدود ، بسبب محدودية فكرنا واحلال افكاراً وكلمات والحاناً  دخيله اخذ يتغنى بها الجيل الصاعد في لحج .

ومع ذلك تبقى لحج وفنها واهلها ، وأن ضاع فالأيام القادمة تحمل شيئان لا ثالث لهما أما أن يستمر الضياع وتبقى الذكريات ، وأما يعود الفن واهله في لحج ، كل ذلك مرهون باهل لحج ومدى رغبتهم باستعادة الزمن الجميل ، واستعادة معها لحج بكل مكنون مكوناتها



الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر