لقد جاء إعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو ليؤكد الالتفاف الشعبي الواسع لاستعادة دولتنا الجنوبية وضرورة وجود قيادة واحدة تقود نضالات وكفاحات شعبنا العظيم وفي سياق مسارات الثورة الجنوبية التحررية منذ ما بعد حرب صيف 1994 القذرة ، ليمثل اعلان عدن التاريخي محطة مهمة من محطات نضال شعبنا تولدت بها الارادة الشعبية الجمعية لتفويض الرئيس القائد عيدروس الزبيدي تفويضا شعبيا لانشاء كيان سياسي يقود المرحلة ويدير شئون الجنوب على قاعدة الجنوب لكل وبكل ابنائه وهو ما تم انجازه بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي كمحطة مفصلية في مسار النضال السلمي والسياسي لاستعادة الدولة الجنوبية والذي مثل تتويجا لكل الجهود التراكمية النضالية سواء ثورة الحراك الجنوبي السلمية او كفاح المقاومة الجنوبية الباسلة .
لقد شكل المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تاسيسة رافعة سياسية لقضية شعبنا الجنوبي مختزلا ثلاثة عقود من التشظي والشتات واستطاع خلال سنوات قليلة ان ينتقل بالقضية الى مراحل متقدمة لتصبح حاضرة وبقوة على طاولات صناع القرار الاقليمي والدولي وعلى كافة المستويات والاصعدة وكسر العزلة والتعتيم الاعلامي والسياسي الذي فرضته عصابات صنعاء على مدى ربع قرن ونيف من الزمن ، ولا يزال المجلس الانتقالي يخوض معركته ضد قوى الهيمنة والتخلف والظلام التي لاتزال تصنع المؤامرات وتنشر الفوضى في محافظات جنوبنا المحررة ، والتي لا تزال تستخدم ادواتها الارهابية في القتل والاغتيالات وسفك الدماء وتفقيس وتفريخ الدكاكين السياسية كمحاولات بائسة للتشويش على حجم النجاحات التي تحققت في مضمار ومضامين القضية الوطنية الجنوبية العادلة ،، ماضون قدما بكل شجاعة وكبرياء ولن نتراجع قيد أنملة عما فوضنا شعبنا من اجله وعاهدناه عليه في تحقيق تطلعاته وحقه الازلي في تحديد خياراته السياسية وتقرير مصيره ..
ان المجلس الانتقالي الجنوبي فاتح ذراعيه لكل القوى المؤمنة باستعادة الدولة ، وان اطلاقه لعملية الحوار المستمر كانت حرصا منه على تعزيز الجبهة الداخلية وتوحيد الصف لمواجهة الاخطار المحدقة بالجنوب وقضيته العادلة ، وهو من هذا المنطلق انما يؤسس لارضية صلبة للسير بالشعب الى بر الامان ، وقد استطاع تحقيق العديد من الانجازات واقام بنية مؤسسية عسكرية وامنية وسياسية صلبة لحمل اهداف شعبنا وادارة شؤونه وحماية مكتسباته وتحقيق تطلعاته ، وبذل جهودا مضنية على مدار السنوات الماضية وحراكا واسعا سياسيا ودبلوماسيا اضافة الى الحرب على الارهاب والتصدي لهجمات المليشيات الحوثية وردع القوى التي تسعى لتمزيق اللحمة الوطنية لشعبنا وإفشال ثورته ووأد مشروعه التحرري الوطني ، وجميعنا نتذكر تلك المخططات الممنهجة التي دأب عليها نظام صنعاء منذ 1994م ، لإخراج قضية شعب الجنوب من دائرة اهتمام المبادرات التي ترعاها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، ولا يزالون وبكل لؤم يسعون لتفتيت الجنوب ووحدته وشق صفه ، غير ان شعبنا شبّ عن الطوق وما قدمه من تضحيات وكفاحات وشهداء لجديرة بأن تحمله إلى تحقيق أهدافه وتطلعاته في تقرير مصيره ولن يكون مصير المرجفين إلا الفشل الذريع والخزي والبوار ، وعجلة التاريخ لا تدور إلى الوراء مطلقا .