مأساة اليمنيين بين "عاصفة الحزم" والعواصف الجوية

مأساة اليمنيين بين "عاصفة الحزم" والعواصف الجوية

قبل 9 سنوات
مأساة اليمنيين بين "عاصفة الحزم" والعواصف الجوية
الامين برس: متابعات : ما لم تدمره الحرب وصواريخ عاصفة "الحزم"، تولت الأعاصير المتتالية التي تضرب اليمن مهمة تدميره والوصول إلى المناطق التي كتب لها البقاء بعيدا عن المواجهات.
محافظات سقطرى والمهرة وحضرموت التي ظلت بعيدة عن الحرب المدمرة بين القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعومة بقوات التحالف العربي وبين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق صالح وإن سلمت من الدمار الذي سببته الحرب فإن إعصار "تشابالا"، ومن بعده "ميج" وإعصار ثالث يتشكل، تكفلت بإلحاق هذه المحافظات بالمناطق التي نكبت بالحرب.
السيول والفيضانات التي سببها الإعصار تسببت في تدمير العشرات من المنازل ونفوق المئات من رؤوس الماشية في هذه المناطق التي يعتمد غالبية سكانها على الصيد والزراعة والماشية في توفير متطلبات الحياة اليومية.
مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ذكر أن أكثر من 40 ألف شخص نزحوا أو تم إجلاؤهم لفترة محدودة معظمهم من سكان جزيرة سقطرى التي دمرت العواصف ميناءها الرئيسي فيما يستمر الآلاف من دون مأوى في مديرية رضوم في محافظة شبوة، حيث أغرقت السيول عددا من القرى وجرفت المزارع والماشية .
المدارس والطرق التي لم تصلها صواريخ طائرات التحالف ولا قذائف الدبابات والمدفعية في الحرب العبثية التي أعقبت اجتياح الحوثيين للعاصمة اليمنية، دمرتها العواصف، وسط عجز حكومي واضح في مساعدة المتضررين من الأعاصير حيث لاتزال عدة مناطق في محافظتي حضرموت والمهرة معزولة عن بقية المناطق بعد أن جرفت السيول الطرق والجسور وانقطعت خطوط الاتصالات الهاتفية.
تقديرات الأمم المتحدة أن مليون و300 ألف يمني تضرروا من الأعاصير، وهو رقم يقارب عدد المشردين بسبب القتال الدائر في أكثر من منطقة من مناطق اليمن ، لكن في الإجمال فإن أكثر من 20 مليون يعانون من الجوع بسبب الحصار الذي يفرضه التحالف والحرب ..
منظمة أوكسفام الخيرية ذكرت أن 25 ألف يمني يدخلون دائرة الجوع كل يوم، إذ تقلصت كميات ما يدخل من إمدادات حيوية للسكان من غذاء ووقود منذ بدء فرض حصار التحالف العربي وأصبح هناك فرد من بين كل اثنين – أي حوالي 13 مليون يمني - يكافح للعثور على ما يقيم عوده من طعام، ونصف هؤلاء أصبحوا على شفا الجوع.
وفي أحدث تقرير لها ذكرت المنظمة أن هناك زيادة قدرها 2.3 مليون جائع منذ بدء العمليات العسكرية ويعد هذا العدد من الجوعى أكبر عدد يتم تسجيله في هذا البلد، الذي يعاني بشكل مزمن من نقص الغذاء.
المنظمة أشارت إلى أن صعوبة الوصول على الغذاء تدفع الأسعار إلى مستويات تبتعد بها عن متناول الملايين – وكثير منهم يعيش بلا أي دخل منذ شهور.
وقد كشفت البيانات، التي تم جمعها في إطار التقييم الذي أجرته أوكسفام في محافظة حجة، أن بعض العائلات التي نزحت جراء النزاع لم يكن بيدها إلا بعض أصول - ماشية وأغنام في الأساس - اضطرت إلى بيعها بأسعار تقل كثيرًا عن قيمتها السوقية لشراء الطعام واللوازم الأساسية الأخرى، وهو ما يعد دليلاً دامغًا على أن الناس قد بدأت تواجه أزمة غذاء حقيقية بالفعل.
اليمن الذي يعاني من أزمات مركبة سياسية واقتصادية، ستهطل عليه أمطار ست سنوات خلال أيام، وفق تقديرات خبراء الأحوال الجوية وفي ظل عدم وجود حكومة قادرة على فعل شيئ، وانعدام البنية التحتية القادرة على التعامل مع هذه الكميات الكبيرة من الأمطار ستتضاعف معاناة سكانه مع استمرار الحرب التي طالت الشجر والبشر والمباني وكل ماكان بني طوال الخمسين سنة الماضية ..
روسيا اليوم :

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر