الامين برس - متابعات
عمان ـ «القدس العربي» دخول معلم المدرسة الشهير في الأردن، صافي الكساسبة،
على خطوط ملف قضية الموقر يوحي بتعقيدات إضافية على درب معركة الأردنيين
الطويلة والعميقة مع الإرهاب وتداعياته في كل الأحوال.
الكساسبة هو والد الشهيد الطيار معاذ الكساسبة، وهو الطيار الذي سقطت طائرته فوق الرقة وتم إعدامه من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية».
الجديد هو إطلالة الأب على هامش إيقاع الجدل حول حادثة الموقر على شاشة
محطة «بي بي سي» وإلقاء ورقة في غاية الإثارة يطالب فيها بمعرفة مسألتين لا
زالتا عالقتين:
الأولى ما الذي حدث مع طائرة ولده الشهيد بصورة محددة وفي آخر دقيقتين قبل
سقوط الطائرة؟ والمسألة الثانية: لماذا لم تتدخل قوات التحالف الدولي
لإنقاذ ولده الذي بقي في مياه نهر الفرات لأكثر من ساعة قبل تمكن مقاتلي
«الدولة» من القبض عليه؟
اليوم ثمة محفز عند الكساسبة الأب لإعادة طرح السؤالين عبر شاشة فضائية
دولية وهو «التحقيق» الذي أعلنت السلطات أنها تجريه حاليا في حادثة الموقر
التي سقط فيها ستة قتلى في قاعدة للتدريب الأمني برصاص ضابط أمن برتبة نقيب
اتهم بالإرهاب، هو أنور أبو زيد الذي شيع ظهر الخميس في جنازة شعبية أثارت
الجدل.
عائلة أبو زيد كانت قد وعدت بإبلاغها بنتائج التحقيق في الحادثة، وهو ما
شجع عائلة الكساسبة للعودة للماضي والمطالبة بتحقيق مماثل، بمعنى أن
الكساسبة الأب يريد إجابات محددة على سؤالين في غاية الحساسية ما دامت
السلطات ستحقق بحادثة الموقر وستجيب عشيرة وعائلة الضابط أبو زيد.
دعوة الكساسبة الأب كانت مباغتة وتحاول استثمار لحظة حرجة بعد «صدمة وطنية
عامة» تسبب بها الضابط أبو زيد. وهذا في الوقت الذي قالت صحيفة «عمون»
المحلية إن مسؤولين كبارا يدفعون باتجاه تقديم رواية عما حصل للرأي العام
بعدما انتهت الشائعات والتهكنات الإلكترونية بمشهد مقلق تمثل في تشييع أبو
زيد باعتباره شهيدا وليس «قاتلا»، خصوصا وأن شقيقه اتهم جهات أمريكية
بتصفيته.