الصورة للقسم الداخلي للمدرسة
بقلم / محمد ناصر العولقي
تأسست المدرسة المتوسطة جعار في عام 1957م
بعد خمس سنوات من تأسيس النظام التعليمي والتربوي
وافتتاح أوّل مدرسة ابتدائية في جعار وسلطنة يافع بني
قاصد عموما عام 1952م .
وكان واضحا أن تأسيسها جاء لاستيعاب الدفعة الثانية
التي اكملت دراستها الابتدائية في جعار وكذلك لتخريج
المدرسين للمدارس الابتدائية التي بدأت تفتتح في
مناطق أخرى من السلطنة كالحصن والرواء إضافة الى
حاجة المنطقة للموظفين الإداريين في المصالح والمؤسسات
التي بدأت تقام في المنطقة شيئا فشيئا مع توسّع المدينة
وتطوّرها الحضاري .
كان تمويل بناء المدرسة المتوسطة من ميزانية مشروع ( السنت )
الذي يتم استقطاعه على مزارعي القطن في السلطنتين الفضلية
واليافعية من ثمن انتاجهم المباع للجنة أبين بواقع سنت واحد من قيمة كل رطل من القطن لصالح بناء المرافق الخدمية العامة في السلطنتين .
وقد كانت تكلفة بناء المدرسة المتوسطة المعتمدة للحاج سيف
الذي منحت له المقاولة لبنائها مبلغ 200000 شلن ( مئتي ألف
شلن ) ثم بعد إكماله البناء شكى للنائب المرحوم الشيخ
حيدرة منصور العطوي نائب السلطنة اليافعية حينها بأنه خسران
في المقاولة ولم يستفد شيئا فأضاف له النائب حيدرة منصور
مبلغ عشرة ألف شلن كتعويض .
واحتوت المدرسة على 8 صفوف دراسية ومكتبين أحدهما للمدير
الرياح عثمان الحسن وهو سوداني وكان في نفس الوقت
مديرا للمعارف في السلطنة والمكتب الآخر للمدرسين وكان
أغلبهم من السودان كما كان أمامها والى جهتها الغربية مساحة
واسعة أنشئت فيها حديقة للمدرسة وعلى بعد قليل من أمام
الحديقة ميدان لكرة القدم .
ونظرا لكون المدرسة المتوسطة هي الوحيدة آنذاك فقد احتاج الأمر
لقسم داخلي للطلاب القادمين من مناطق السلطنة الأخرى
وكذلك السلطنات الجنوبية المجاورة فرأى النائب حيدرة منصور
أن يتم شراء بيت المهندس الزراعي عيدروس العراشة الملقّب
( ديجول ) مدير الري في لجنة أبين حينها والذي كان يقع خلف
المدرسة تماما ( جهة جنوب المدرسة ) ؛ فأرسل إليه أعضاء
لجنة المعارف في السلطنة وهم :
1 _ الحاج أحمد عوض الخريبي العولقي
2_ الحاج عبدالله حسين الصاعدي
إضافة الى الأستاذ الرياح مدير المدرسة ومدير المعارف
غير أن المرحوم ديجول تمنّع في البداية عن بيع البيت وعندما
ضغط عليه النائب حيدرة منصور وضع ديجول سعرا تعجييزيا
مبلغ 270000 شلن ( مئتين وسبعين ألف شلن ) ووافق الشيخ
حيدرة منصور مباشرة وتم دفع المبلغ من ميزانية مشروع السنت
وقد كانت المدرسة المتوسطة رافدا حضاريا هاما في المنطقة
وتخرّج منها كثير ممّن أصبحوا قادة كبارا في الجنوب في جميع
المجالات .
الصورة الأولى أسفل المنشور للمدرسة المتوسطة بعد اكتمال بنائها
عام 1957م .
والصورة الثانية لمنزل المرحوم ديجول الذي تحوّل الى قسم داخلي
لطلاب المدرسة ويظهر أمام الصورة إثنان من العمال الزراعيين
يحمّلون جملا أكياس القطن .
..........
معظم معلومات الرواية أخذتها عن الشيخ كرف عبدالله كرف ابن شقيق المرحوم الشيخ النائب حيدرة منصور العطوي