مياه الجنوب العكرة والاصطياد الخبيث..!

مياه الجنوب العكرة والاصطياد الخبيث..!

قبل 22 ساعة
"الاصطياد في المياه العكرة" مثل شعبي بليغ، بات اليوم منهجاً موسعا وسائداً ومؤسفاً يتبعه الكثير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي في الجنوب لزرع الشقاق والفتن وتمزيق النسيج الإجتماعي الجنوبي وبث روح الفرقة بين الجنوبيين ومحاولة ضرب قضيتهم العادلة ومشروعهم التحرري. تلك المنصات الرقمية التي كانت تهدف إلى التقريب الاجتماعي وتعزيز التواصل، تحولت اليوم إلى ساحات صراع خصبة يستغلها الكثير من هؤلاء المدعممين لنشر الفوضى والفتنة وإثارة البلبلة وترويج الشائعات وتأجيج النعرات المناطقية الجهوية والفئوية. الكثير من هؤلاء المرضى يجدون ضالتهم في بيئات الفوضى والأزمات، مستمتعين بإشعال فتيل المشاكل وتغذية الصراعات، فتجدهم متربصين بشباكهم وشبكاتهم يتصيدون أي موقف بسيط حصل هنا أو حدث غير متوقع خرج عن المألوف وقع هناك، ثم ينطلقون نافثين سمومهم يمنة ويسرة، موجهين سهام حقدهم المسمومة نحو قيادة المجلس الانتقالي وقواته الأمنية والعسكرية الجنوبية والتشكيك في ولاءهم واخلاصهم النضالي ومحاولة زعزعة ثقة المواطن الجنوبي فيهم وفي قدراتهم القيادية. إن ما يقوم به معظم هؤلاء المفلسين ليس مجرد "اصطياد" عابر، بل عمل عدواني ممنهج ومرتب، فما إن تُحل مشكلة حتى يخرجوا بأخرى أكثر إثارة، يشيعونها ويروجون لها ويجعلون منها مادة دسمة لزرع الخلاف وتأجيج الصراع، فلا يكلون ولا يملون من إثارة القلاقل وتصيد الأخطاء، مستمرين في سعيهم الدؤوب لإبقاء حالة الفوضى وعدم الاستقرار قائمة ودائمة. جبهة "منصات التواصل الاجتماعي" أحدى أهم جبهات الحرب الذي يواجهها شعب الجنوب، ولا تقل أهميتها عن جبهة القتال العسكرية، خاصة في ظل الفضاء الرقمي المفتوح، وتوسع مساحة الرأي المكفولة، لذا فالتصدي لهذه الجبهة يتطلب وعياً مجتمعياً عالياَ ومتعاضدا والقدرة على التمييز بين النقد البناء والهادف وبين التحريض الممنهج الذي يهدف إلى تفكيك الصفوف وإضعاف الجبهة الداخلية، مع ضرورة تعزيز جسور الثقة بين القيادة والمواطن، والسرعة والشفافية في معالجة الأخطاء وحل الاشكاليات أيً كانت..!

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر