الدكتور الخبجي: عيد القوات المسلحة الجنوبية عهد متجدد نحو استعادة الدولة كاملة السيادة

الدكتور الخبجي: عيد القوات المسلحة الجنوبية عهد متجدد نحو استعادة الدولة كاملة السيادة

قبل ساعتين
الدكتور الخبجي: عيد القوات المسلحة الجنوبية عهد متجدد نحو استعادة الدولة كاملة السيادة
كتب / الدكتور ناصر الخبجي

يوم للوطن والتاريخ والوفاء

يُعد عيد القوات المسلحة الجنوبية في سبتمبر مناسبة وطنية عظيمة، تتجسد فيها معاني التضحية والبطولة، وتُستحضر من خلالها مسيرة طويلة من النضال والكفاح الذي قدّمه رجال القوات المسلحة دفاعًا عن الأرض والهوية والكرامة. إن هذا اليوم ليس مجرد تاريخ يُسجَّل في الذاكرة، بل هو محطة لتجديد العهد والوفاء لدماء الشهداء الذين ارتقوا في سبيل أن يظل الجنوب حرًا وأبيًّا.

 

لقد كان للجيش الجنوبي قبل العام 1990م دور محوري في حماية الدولة الجنوبية والدفاع عن سيادتها، وهو جيش تأسس على أسس وطنية راسخة، وامتلك خبرات قتالية وتنظيمية جعلته واحدًا من أبرز الجيوش في المنطقة. وقد أسهم هذا الجيش في حماية المكتسبات الوطنية لشعب الجنوب، وكان ركيزة الأمن والاستقرار والسيادة لعقود طويلة.

 

ومع ما تعرض له الجنوب بعد 1990م من تهميش وإقصاء وإلغاء لمؤسساته، ظل الضباط والجنود المتقاعدون من الجيش الجنوبي أوفياء لقضيتهم. فقد حملوا مشعل النضال السلمي منذ انطلاق الحراك الجنوبي، وأسهموا بفاعلية في إبقاء قضية الجنوب حيّة في وجدان الشعب، حتى باتوا اليوم جزءًا أصيلًا من مسيرة النضال التي مهّدت الطريق لاستعادة الدور المؤسسي للقوات المسلحة الجنوبية.

 

إن القوات المسلحة الجنوبية اليوم ليست مجرد تشكيل عسكري، بل هي مؤسسة وطنية راسخة تنطلق من شرعية الشعب الجنوبي، وتستمد قوتها من ثقة المواطن، وتعمل وفق منظومة مؤسسية منضبطة. لقد أصبحت رمزًا للأمن والاستقرار، وقوة متقدمة في مواجهة الإرهاب والتطرف، وضمانة أساسية لحماية المكتسبات الوطنية.

 

إن الاحتفاء بهذا اليوم يعكس إدراكنا العميق أن المعركة لم تنتهِ، وأن التحديات ما تزال قائمة. ومن هنا فإن تجديد العهد لقواتنا المسلحة هو تأكيد على أنها ستظل صمام الأمان، والعين الساهرة على حاضر ومستقبل الجنوب، والسند المكين لشعبه في تطلعاته المشروعة نحو استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة وهويته الوطنية.

 

كما تحمل هذه المناسبة رسالة سياسية واضحة: إن القوات المسلحة الجنوبية ماضية في التزامها الوطني، وفي الوقت ذاته ثابتة على الشراكة مع الأشقاء الإقليميين والدوليين، بما يعزز أمن واستقرار المنطقة ويحمي الملاحة البحرية وأمن الطاقة العالمي.

 

وفي هذا اليوم، نؤكد أن القوات المسلحة الجنوبية ليست بعيدة عن الناس، فهي جيش الشعب، من الشعب وإليه. إنها ملك لكل بيت جنوبي، وحصن لكل أسرة جنوبية، ودرع يحمي الجميع.

 

وبهذه المناسبة، نتوجه بخالص الشكر والتقدير والعرفان لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، على وقوفها ودعمها الثابت للقوات المسلحة الجنوبية في معركتها العادلة، ومساندتها في مواجهة الإرهاب، وحماية الأمن والاستقرار في الجنوب والمنطقة.

 

فلنُحيي هذه المناسبة العزيزة بالعهد والوعد، بأن يبقى جيشنا الباسل راية وطنية خفّاقة، ورمزًا للتضحية والإخلاص، وقوة رادعة لكل من يحاول النيل من الجنوب وأمنه وهويته، حتى استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على أرضها وحدودها ما قبل 1990م.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر