غياب البحسني… زهد شخصي أم تهميش متعمد؟

غياب البحسني… زهد شخصي أم تهميش متعمد؟

قبل ساعة
غياب البحسني… زهد شخصي أم تهميش متعمد؟

فارس العدني

يثير غياب عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء فرج سالمين البحسني، عن مرافقة رئيس المجلس رشاد العليمي في زياراته الدولية ومشاركته في المحافل الكبرى – مثل اجتماعات الأمم المتحدة والقمم العربية والإسلامية – تساؤلات عديدة حول خلفيات هذا الغياب وأبعاده السياسية. البعض يفسر غياب البحسني بشخصيته الهادئة وعدم اكتراثه بالأضواء، فهو قادم من تجربة إدارية وعسكرية في حضرموت، اعتاد العمل بعيدًا عن الضجيج الإعلامي. ويميل هذا التفسير إلى اعتبار أن الرجل لا يرى في الظهور البروتوكولي إضافة حقيقية لدوره. في المقابل، ثمة من يرى أن الأمر لا يخلو من تهميش متعمد من قبل رئيس المجلس، الذي يفضّل تقديم وجوه حضرمية مقربة منه مثل العمودي وبدر باسلمة، على حساب البحسني نفسه، في محاولة لإضعاف موقعه وتقليص حضوره الدولي. ويقرأ مراقبون هذا السلوك باعتباره انعكاسًا لاستراتيجية تقوم على استغلال الانقسامات الحضرمية لصالح العليمي. لا يمكن فصل هذا الغياب عن طبيعة عمل مجلس القيادة نفسه، الذي يفتقر إلى آليات مؤسسية واضحة، ويخضع لتوازنات شخصية ومزاجية. فالقرارات الأحادية التي اتخذها اللواء عيدروس الزبيدي مؤخرًا كشفت هشاشة المجلس وتحوله إلى جزر متفرقة، وهو ما ينعكس على حضور بقية الأعضاء، وفي مقدمتهم البحسني غياب البحسني عن المحافل الدولية يعني تغييبًا لصوت حضرموت في المنابر الكبرى، والاستعاضة عنه بشخصيات غير منتخبة أو غير مفوضة شعبياً. وهو ما يفتح الباب أمام أسئلة مشروعة: هل الهدف إبقاء حضرموت في الهامش؟ أم أن البحسني نفسه اختار النأي بنفسه عن مسرح التنافس المحموم داخل المجلس؟ بين الزهد الشخصي والتهميش السياسي، يظل غياب البحسني لغزًا يعكس هشاشة المجلس الرئاسي وطبيعة تركيبته القائمة على المزاجية والانتقائية، ما يجعل الكثير من الملفات الوطنية رهينة الصراعات الفردية بدل أن تكون ثمرة عمل مؤسسي جامع

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر