أبين قلعة من قلاع الجنوب ولن تكون مرتعاً للإرهاب

أبين قلعة من قلاع الجنوب ولن تكون مرتعاً للإرهاب

قبل 5 ساعات
أبين هذه الأرض العريقة التي لطالما وقفت شامخة في وجه الرياح العاتية، لن تكون اليوم أو غدًا ساحة للخراب، ولا فريسة سهلة في براثن الإرهاب، مهما تنوعت أساليبه أو تبدلت وجوهه. لقد جرب الإرهاب أن يتسلل إلى جسدها، وأن ينفث سمومه في ترابها، ويزعزع أمنها ويقوض سكينتها، لكنه لم يدرك أن هذه المحافظة قد خُطَّت ملامحها بالصلابة، وأن إنسانها قد شرب من نهر العزة حتى ارتوى. أبين ليست أرضاً ساكنة مستسلمة، بل قلب نابض بالرفض لكل أشكال التطرف والدمار. رجالها ونساؤها، شبابها وشيوخها عاشقون لثراها الخصيب، مدركون جيدًا أن الإرهاب لا دين له، ولا وطن له، وأنه مشروع ظلامي يستهدف أمن الناس وحياتهم وأرزاقهم ومستقبل أطفالهم . ولقد علمتنا التجارب القريبة أن الإرهاب حين يمد يده إلى أبين، تبتر بأيدي أبنائها الأشداء، فالوعي والتآزر والتلاحم المجتمعي، والدعم الشعبي للأجهزة الأمنية، تشكل جميعها سداً منيعاً أمام كل من يحاول استغلال الفوضى وبث الرعب في أرجاء هذه المحافظة التي ضلت على مر التاريخ ولادة للقيادات والرجال الأوفياء الذين صنعت سواعدهم وخطى أقدامهم الثابته الانتصارات في مختلف المنعطفات التاريخية التي شهدها الجنوب. وهاهي أبين اليوم تقول كلمتها بصوت واحد لن نعود للوراء ولن نسمح للإرهاب بأن يعيد مشاهد الرعب ورائحة الموت والدمار إلى طرقاتنا ومدارسنا ومساجدنا، نحن نريد التنمية لا التفجير، نريد الأمن لا الخوف، ونريد الحياة وليس الموت. إن الإرهاب حين يفشل عسكرياً، يحاول أن يحدث ضجة إعلامياً، وأن يصطنع معارك يائسة، كي يخترق النسيج الاجتماعي بخبث، لكن أبين لن تُخدع، ولن تنساق خلف الفتن، فهي تدرك أن اللحظة تتطلب رص الصفوف، لا تشتيتها وتوحيد الجهود لا تفريقها. وهنا لابد من التأكيد على أن المسؤولية ليست فقط على عاتق المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته المسلحة، بل على كل مواطن جنوبي حر،إذ ينبغي علينا جميعاً أن نكون عيوناً ساهرة، تحرس المنجزات والمكاسب المحققة وتنبذ الإرهاب وتحاربه، وتغرس قيم الإسلام وتعاليمه الصحيحة بتبني خطاباً وطنياً يوحد ولا يفرق، يعري الإرهاب ولا يبرره ويناصر رجال الأمن والقوات المسلحة صمام أمان المجتمع وحامية سياج الوطن. إن أبين كانت ولازالت وستبقى خاصرة الجنوب المحبة لثراه والمضحية لأجله بدماء أبنائها الأبرار، إنها المجابهة والمحاربة لأعداء الحياة والإنسانية. نعم إن أبين لن تكون مكان للإرهاب لأنها الأرض التي اختارت الحياة والأمل المتجدد مع إشراقة الشمس الساطعة على روابيها وسهولها ووديانها الخضراء النابضة بالحياة.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر