الإمارات الحليف الصادق .. مسحت مخاطر الإرهاب من عدن إلى حضرموت

الإمارات الحليف الصادق .. مسحت مخاطر الإرهاب من عدن إلى حضرموت

قبل ساعتين
الإمارات الحليف الصادق .. مسحت مخاطر الإرهاب من عدن إلى حضرموت
الأمين برس/تقرير/رامي الردفاني

لم يكن الحضور الإماراتي في الجنوب العربي حدثًا عابرًا ولا تدخّلًا طارئًا، بل مسارًا واضح المعالم، كُتب بدماء الجنود وبإرادة سياسية وأمنية أدركت مبكرًا أن معركة الجنوب مع الإرهاب هي معركة وجود، لا تقبل أنصاف الحلول ولا المساومات.

ومن العاصمة عدن، حيث كُسر مشروع الحوثي، إلى حضرموت، حيث دُفن كابوس القاعدة كما صنعت دولة الإمارات العربية المتحدة فارقا حاسما غيّر موازين المعركة، ورسّخ معادلة الأمن والاستقرار.


بعد تحرير العاصمة عدن من مليشيات الحوثي في 2015، لم تتوقف الإمارات عند حدود المعركة الأولى، بل انتقلت سريعًا لفتح جبهة أشد تعقيدا وخطورة وهي جبهة الإرهاب العابر للحدود في حضرموت هناك، كان تنظيم القاعدة قد أحكم سيطرته على المكلا ومينائها، مستفيدًا من فراغ أمني وتواطؤ مباشر مع مليشيات الحوثي، محاولًا تحويل المدينة إلى “إمارة إرهابية” مغلقة تطل على بحر العرب وتهدد الداخل والخارج.


أمام هذا الواقع، تحرّكت الإمارات برؤية شاملة تجفيف منابع الإرهاب، كسر قدرته المالية والعسكرية، وبناء قوة محلية من أبناء الأرض قادرة على حمل المعركة وحماية نتائجها.

لم تبدأ معركة حضرموت بالرصاص، بل بالتأهيل والتأسيس. فتحت الإمارات معسكرات التدريب، وأعادت بناء العقيدة الأمنية، وشكّلت من أبناء حضرموت نواة قوة صلبة تحولت لاحقًا إلى النخبة الحضرمية، التي لم تكن مجرد تشكيل عسكري، بل تعبيرا عن شراكة حقيقية بين الجنوب العربي وحليفه الوفي.

استغرق الإعداد أشهرًا، تزامن خلالها التخطيط الدقيق لمعركة تتجاوز بعدها المحلي، نظرًا لحساسية الموقع الجغرافي وطبيعة التنظيم الإرهابي وأساليبه.


في 24 أبريل 2016، انطلقت العملية العسكرية الكبرى وفق خطة محكمة بثلاثة محاور متزامنة، أربكت التنظيم وحرمتْه من المناورة أو إعادة التموضع. تقدمت القوات من الشرق والغرب والوسط، فيما كان الهدف واضحًا: عزل الساحل، خنق التنظيم، ثم التقدّم نحو المكلا.


حيث كان للدعم الجوي الإماراتي دورٌ فاصل، إذ وجّه ضربات دقيقة أنهت أخطر معاقل القاعدة، ومهّدت الطريق أمام تقدم النخبة الحضرمية حتى مطار الريان، ثم دخول المكلا.

وخلال وقت قياسي، انهار التنظيم الذي ظل جاثما على المدينة أكثر من عام، وانتهى كابوس سيطرته على شريط ساحلي يتجاوز طوله 600 كيلومتر.


لم تتعامل الإمارات مع تحرير المكلا كـ”نهاية المعركة”، بل كبداية لمرحلة أعمق. توسعت العمليات لتشمل المرتفعات والمناطق الوعرة في دوعن ومحيطها، عبر عمليات نوعية حملت أسماء دلالية مثل “المسيني” و“الجبال السود” و“الانتشار الأمني”.
في “المسيني” تحديدا خاضت القوات واحدة من أعنف المواجهات، وسط تضاريس قاسية حولها الإرهاب إلى ملاذ محصّن. تقدّم الجنود مشاةً إلى قمم الجبال، فيما وفّر الطيران الإماراتي غطاءً ناريا دقيقًا، كسر دفاعات التنظيم وأفقده آخر معاقله المؤثرة.


كما أكد قادة المعركة أن ما تحقق في حضرموت لم يكن ممكنًا دون الدعم الإماراتي المباشر، خبرةً وتسليحًا وتنسيقًا فاجتثاث تنظيم إرهابي يسيطر على جغرافيا واسعة لمدة عام كامل يُعد، وفق المعايير العسكرية، مهمة شبه مستحيلة، لولا التدخل الحاسم والاحتراف العالي في إدارة المعركة، خصوصًا في التنسيق بين القوات البرية والجوية.


كما أن حضرموت، أكبر محافظات الجنوب مساحةً وثقلًا، استعادت عافيتها بفضل تلك التضحيات والمكلا لم تعد ساحة مفتوحة للإرهاب، وساحل بحر العرب لم يعد منصة تهديد، بل مساحة آمنة لأبناء الجنوب، وركيزة استقرار إقليمي.


في الوقت الذي تحاول فيه بعض الأطراف تشويه هذا الدور أو القفز عليه سياسيا، تبقى الحقيقة ثابتة ان الإمارات لم تكن يوما طارئة على الجنوب العربي، بل شريكًا صادقًا في أصعب المراحل. دماء جنودها امتزجت بدماء الجنوبيين، ومعركتها ضد الإرهاب كانت دفاعًا عن الجنوب، وعن المنطقة، وعن العالم.


كما ان من العاصمة عدن إلى حضرموت، كتبت الإمارات صفحة ناصعة في تاريخ الحرب على الإرهاب، وستظل هذه الصفحة شاهدًا على تحالفٍ بُني بالفعل لا بالشعارات.

التعليقات

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر