رسالة الملتقى الوطني لأبناء الجنوب وحلفائه
إلى كل القوى الثورية الوطنية الشخصيات الاجتماعية من مشايخ قبلية و أعيان.إلى الإخوة و الأخوات في المقاومة الشعبية في المحافظات .إلى الإخوة و الأخوات في مكونات الحراك الجنوبية .أيها الشعب اليماني العظيم داخل الوطن وفي المهجر .أيها المرابطون الأحرار على قمم الجبال وفي بطون الوديان .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛
أسمحوا لنا بدايةً ، نحن قيادات وقواعد الملتقى الوطني لأبناء الجنوب، أن نتقدم بالشكر والثناء والعرفان لأولئك " الكوكبة " من خيرة أبناء شعبنا الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، وتقدموا الصفوف لمواجهة جحافل القهر والظلم والطغيان في المحافظات الجنوبية كنواة رائدة ، وقوه حاملة لمعاناة أهلنا في جنوب الوطن.
إن هذه الكوكبة الخيَرة كانت ولا شك تدرك سلفاً أن كسر حاجز الخوف، ورفع الظلم والجور عن كاهل هذا الشعب الجسور الصبور، ووقف ممارسات وسلوكيات " الطيش " الصبيانية من ميليشيات " الصفوية " والنزعات الفوضوية اللا إنسانية ، لا يأتي الإَ بإرادة جسوره مقدامة لا تهاب "عسكرة " الشوارع ، ولا أرتال الدبابات والمدافع أوأزير رصاصات " قناصة" القتل الهمجي اللا إنساني ، لأنها تؤمن إيماناً راسخاً ، بأن مطالب الحرية والكرامة والحقوق الإنسانية ، لا ينالها الإنسان إلّا بتقديم الأرواح الزكية ، والدماء الطاهرة .. وفي هذا المقام دعونا أن نترحم على شهدائنا الإبرار ، وندعو الله عزّ وجلّ أن يسقط عليهم الرحمة والغفران ، ويسكنهم مع الصديقين الأبرار في الفردوس الأعلى من رياض الجنة ، وان يمُنُّ على جرحانا بالشفاء العاجل ، ويرزقهم جسارة الموقف الثابت و الإيمان وعدالة قضـيتـنا الوطنية ، و الصحة وطول العمر.
أيها الثوار الأحرار.. المناضلون في كل ميادين الشرف و الكرامة و الوفاء..
لعلنا نتذكر ، و تتذكر معنا جماهير شعبنا الأبيَه :
إن مؤتمر الحوار الشامل ، قد شكل محطة حاسمة من محطات مسار الثورة الشبابية الظافرة ، كونه قد طرح لأول مرة نموذجاً جديداً في التاريخ اليمني الحديث والمعاصر تمثل في إقراره في إطار مخرجاته : تأسيس و بناء المدنية الحديثة ، آخذاً بالاعتبار الخصوصية المجتمعية ، كمكون اجتماعي ، وتاريخي و جغرافي وهوية وطنية و ثقافية.
كان لنتائج مؤتمر الحوار :
مخرجات و موجهات شكلت ولاشك القشَة ، التي قصمت ظهر نظام حكم جائر، وأعلنت صراحةً سقوطه ، ووضعت حداً فاصلاً لمنع تكراره أو عودته مجدداً ، على اعتبار أنها خلعت عباءته الأسرية وبطانته الجهوية إلى غير رجعة ، ووضعت بديلاً عنها مشـروع جديد يؤسـس بناء مدنية حديثة.لكل هذه الحيثيات ، جاءت حرب ً حلف البسوس للمخلوع صالح ومرتزقته الحوثة و المتحوثـين الجدد ، بدءاً بالوقوف ضد مخرجات مؤتمر الحوار ، والاستمرار في تعطيل آليته التنفيذية ، و انتهاءاً بإسقاط العاصمة التاريخية صنعاء ، ومن ثم الاستيلاء على المؤسسات الرسمية فيها و على رأسها المؤسـسة الرئاسية ، ووضع الرئيس الشرعي / فخامة الأخ عبد ربه منصور هادي / تحت الإقامة الجبرية ، والبدء في تنفيذ " سيناريو " سقوط الدولة تباعاً و الإجهاز عليها ، و إعلان مراسيم حكم جديد.
ولما كان الواجب الوطني ، يحتم الضرورة القصوى ، ويستدعي وقف هذه الاندفاعات الصبيانية / الهمجية ، المدمرة لكيان الدولة برمته ، جاءت عاصفة الحزم لدول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة السعودية ، بناءً على طلب فخامة الأخ الرئيس / عبد ربه منصور هادي ، وذلك بالتّدخل السريع لنجدة الشعب اليمني ، وإعادة شرعية الدولة و ردع حلف وهمجية المتهورين من مليشيات الحوثة – صالح الشيطانية ، ووقف عبثـية الدماء و الخراب الذي ألحقته هذه المليشيات في كل المدن والقرى ، حيث ما وجدت ؛ ووضع نهاية حازمة وحاسمة للعديد من السيناريوهات السلبية التي أفرزتها هذه الحرب ومنها وقف التدهور في الحياة الإنسانية العامة ، نحو المزيد من إراقة الدماء و الحيلولة دون انزلاق ً الدولة نحو المجهول.واليوم بعد إن لاحت " بشائر " النصر العملياتية للجيش الوطني و المقاومة الشعبية في المحافظات ، وبدعم ومؤازرة دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ، بعد إن تحررت البلاد بنسبة تصل إلى أكثر من (80%) ، تتجه الأنظار إلى مشاورات الكويت بين : الحكومة الشرعية من جهة ومليشيات الحوثي وصالح الانقلابية من جهة أخرى.
إن هذه المشاورات " قد جاءت بناء على " المبادرة التي أعلنها الأخ / إسماعيل ولد الشيخ / مبعوث الأمين العام لأمم المتحدة في اليمن ، وهذه " المبادرة تعني في جوهرها إطلاق الآلية التنفيذية لقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) لعام 2014م ، على الواقع الميداني وتطبيق هذه القرار بما نصه :
"وقف إطلاق النار ، و تسليم سلاح القوى الانقلابية ، ورفع الحصار عن المدن والانسحاب منها ، وتسليم مؤسسات الدولة للسلطة الشرعية ، واستئناف العملية السياسية الانتقالية وفقاً للمبادرة الخليجية و مخرجات مؤتمر الحوار الشامل ، وقرارات الأمن الدولي ذات الصلة.
أيها الأخوة .. أيتها الأخوات أعضاء و عضوات مكونات الحراك الجنوب
تأسيسا على مبادرة الأخ إسماعيل ولد الشيخ ، مبعوث الأمين للأمم المتحدة في اليمن ، وإتكاءًا عليها وانطلاقا منها فان " مشاورات الكويت ستناقش في جدول أعمالها موضوعاً محدداً ، يتمثل في الآلية التنفيذية لقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) لعام 2014 م.
لكل هذه الاعتبارات ، فان من واجب التنظيمات و الأحزاب السياسية الوطنية ، و مكونات الحراك في الجنوب بل وكل منظمات الأهلية و المدنية ، ترشيد الحطاب السياسي و تحييده من منطلق و روح " مشاورات الكويت المتمثلة في الآلية التنفيذية للقرار (2216) لعام 2014 م دون سواه.
وهذا مايبرر القول : إن خطابنا السياسي ، بل وفعالية التظاهرات في الميادين العامة ، لابد لها أن تتجه نحو هذه القضية الوطنية المحورية .. مشاورات الكويت وموضوعها الرئيس : الآلية التنفيذية للقرار الدولي رقم (2216) لعام 2014 م ، ولا يتعداها إلى قضايا أخرى لا صلة لها بموضوع تشاور ، و نخص بالذكر تلك القضايا التي وردت معالجاتها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، ومنها " القضية الجنوبية " والتي حظيت بمعالجات و حلول عادلةٍ لها ، حتى لا نشوِّش الرَّأي العام الوطني ومألات مشاورات الكويت والمقاصد والأهداف التي جاءت من أجلها.
والملتقى الوطني لأبناء الجنوب .. يرى :إن القضية المحورية الآن ، هي في الوقوف صفاً واحداً مع شرعية الدولة عونا لها ومؤازرة لتوجهاتها وليس عكس ذالك.
نذكر هنا و نؤكد مجدداً إن " الملتقى " قد أبدى ويبدى استعداده الكامل للعمل مع كل مكونات الجنوب ، بدون استثناء بما يخدم القضية الجنوبية و يحقق مصالح أبناء الجنوب كافة ، وقد حرص " الملتقى " ولازال يحرص على أن يكون حاملاً للقضية الجنوبية ومدافعاً عنها مع كل المكونات دون استثناء أو إقصاء أو تهميش ، وذلك لما يحقق اصطفافاً وطنيا ً واسعاً ، يؤسس لبلورة رؤية وطنية شاملة لإعادة الروح النهضوية للدولة الوطنية ، على طريق تأسيس شروط ومقومات بنائها وتطورها طبقاً لمخرجات المؤتمر الوطني الشامل ، بما أنسجم مع حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً.•يا شـعبنا اليـماني العـظيم ... الجسـور الصـبور إن مؤشرات المشهد السياسي اليوم تؤكد على :
تزايد الضغوط الداخلية والخارجية وتكالب الأعداء في الداخل والخارج ، وإصرارهم على تعطيل مسار العملية السياسية الانتقالية ، لعدم بلوغ مقاصدها وغايتها، علاوة على التحديات الأمنية والاقتصادية التي تهدد الوطن واستقراره .. كل ذلك يدعون إلى المشاركة الفاعلة مع مختلف القوى والمكونات والشخصيات الوطنية والسياسية ، ولا سيِّما تلك القوى والمكونات والشخصيات التي تحمل أهدافاً مشتركة ، وتتوحد سويةً في ائتلاف وطني واسع لمعالجة القضايا الوطنية القائمة الآن أو غدا ، ولذلك الغرض أخراج الوطن من أزماته المتكررة ، وعلى إعتبار إن العملية السياسية الانتقالية لا تزال "حبلى بالقضايا المصيرية " التي يعول عليها الوطن والشعب.إن الملتقى الوطني لأبناء الجنوب ، وانطلاقاً من مسؤوليته التاريخية ومواقفه الوطنية الثابتة .. يرفع إلى فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي ، ومع كل القوى الوطنية الخيرية " عهد الوفاء " بالقول :
إننا لن نتوانى في الوقوف معكم ، وتحت قيادتكم لقيادة دفة سفينة الوطن ، نحو مراسيها الآمنة ، ولن نكون إلَّا في المكان الذي نسجل فيه معكم شرف الإنماء لوطننا وتطلعات شعبنا ، في تحقيق المبادئ والمثل التي نحرص على تحقيقها معكم التي تؤسس لبناء الدولة المدنية الحديثة ، وذلك عبر استكمال ما تبقى من العملية السياسية الانتقالية ، كما بيَّـنـتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ذات الصلة .
وإن غداً لناظره قريب ." وقل أعملوا ، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "" فأما الزبد فيذهب جفاء ، وما ينفع الناس فيمكث في الأرض "
"صدق الله العظيم"
صـادر عن / المـلتـقى الـوطـني لأبـناء الجـنـوب