صورة بيعض من شهداء لحج
الأمين برس ـ لحج
اثرير ـ أنوار العبدلي
" أذا استشهدت يكفي أبنائي أن يفتخروا ويقولوا نحن أبناء الشهيد " قالها الشهيد رمزي عوض الدجير رداً على شاباً أثناء المعركة عندما حاول أن يثنيه بالعودة وعدم المشاركة في عملية الدفاع عن مدينة الحوطه بمحافظة لحج على اعتبار انه رب أسرة ولا يوجد من يعيلهم سواه ، وما هي ألا ساعات حتى جاءت له طلقه من قناص أصابته في رقبته وسقط على أثرها شهيداً .
رمزي الدجير شوهد في يوم استشهاده بتاريخ 2016/5/3 م يمشي والماء يتقطر من وجهه وهو يرتدي قميصاً ويحمل سلاحه بيده عندماً خرج صباحاً من منزله بحوطه لحج متوجهاُ لمنطقة يقال لها بيزك بالقرب من سفيان شرق مدينة الحوطه عندما سمع عن الهجمة الشرسة للحوثيين وقوات صالح للسيطرة على الجهة الوحيدة التي كانت تزود جبهة المقاومة باحتياجات الاستمرار للقتال .
لم يفكر رمزي بشيء سواء الدفاع عن مدينته وأهلها وأسرته ما دائم الخطر وصل للديار ، وأراد بدمه أن يرسم مستقبل أفضل لأبنائه وهذا ما كان يفكر به اغلب من سقط شهيداً في عملية الدفاع عن محافظة لحج عندما زحفت المليشيات الحوثية وقوات صالح نحو جنوب البلاد حيث كانت محافظة لحج أولى المحافظات الجنوبية التي أصبحت وقوداً لها لمدة أكثر من أربعة أشهر .
أنا وأبنائي بدون رمزي تعبنا كثيراً ، كانت هذه كلمات زوجة الشهيد رمزي في لقائنا معها فقلد فقدوا المعيل والأب والزوج الحنون والكريم مثل ما قالت .
وتحدثت عن غياب دام سنة كاملة قبل اندلاع الحرب عندما قرر رمزي أن يذهب لمديرية يافع للتدريس بشكل تطوعي مقابل مبلغ محدود من اجل لقمة العيش فهو خريج كيمياء ولكنه لم يستطع الحصول على التوظيف منذ تخرجه ، فجاءت الحرب فأخذته منا للأبد ، لكننا نقول الحمد لله على كل شيئا وعليه سنتوكل فرمزي تركنا تحت رعايته وحفظه .
قصة الشهيد رمزي الدجير واحده من القصص الكثيرة الحزينة والبطولية لآلاف من الشهداء الذين سقطوا بهذه الحرب في محافظة لحج ، (415 ) شهيداً فقط في مديرية الحوطه وتبن حسب إحصائية مكتب اسر الشهداء والجرحى في لحج .
محافظة عانت ويلات وقود الحرب بكل ما تعني الكلمة من حصار محكم وتهجير قصري ، وخدمات منعدمة وقصفاً وقتلاً واعتقال ، وانتشار للأوبئة أضاف زيادة ثقيلة لقصة المعاناة في فترة الحرب ، كل ذلك لم يثني من عزيمة المقاومة في صفوف شباب لحج فزاد ثقل المعاناة والألم ، عندما استبعدت لحج من ضمن تقرير أعدته حكومة الشرعية في العاصمة السعودية عن المحافظات المنكوبة وتحتاج لمساعدة اغاثية عاجلة ، قبل ما يعدل بعد انتقادات وجهة بخصوص ذلك ، وحتى ذلك لم يؤثر في أرادة القتال والصمود من قبل سكان لحج وخصوصاً الحوطه وتبن .
ويواجه اسر الشهداء وكذلك الجرحى في محافظة لحج معاناة إهمال وتجاهل شبيه لمعاناة محافظتهم في فترة الحرب ولا يزال المشهد مستمر كل شيء مؤجل حتى الاهتمام .
لم يتحصل شهداء وجرحى لحج حتى الآن لما تحصل عليه شهداء وجرحى محافظة عدن من اهتمام ومساعدات وحوافز مادية وسفريات لعلاج مستمر وغير ذلك .
مدير مكتب شهداء وجرحى لحج محمد سلمان أطلق مناشدة براءة ذمه لكل من يعنيه الأمر وتتوجب عليه المسئولية وتقديم المساعدة لما يعانيه اسر الشهداء والجرحى ، في ظل تجميد ملف الشهداء وتقاعس في ملف الجرحى .
وأوضح محمد سلمان مدير مكتب شهداء وجرحى لحج نحن كمكتب قمنا بجهود حثيثة ومستمرة بالتواصل مع اغلب الجهات المعنية سواء المتمثلة بالجهة الرسمية المسئولة عن ملف الشهداء والجرحى بعدن أو جهة المسئولة بمحافظة لحج ، وإلى الآن فيما يخص شهداء لحج لا جديد ولا حتى تم إيجاد حلول لأسرهم ولا معالجات حتى على مستوى الإغاثة لم يتحصلوا على شيء ، وكذلك الحال بالنسبة لملف جرحى لحج صحيح انه تم معالجة أفراد وسفر بعضهم إلى الأردن لكن هذا يتم بمشقة كبيرة ما في تسهيل ولا تعاون سريع واهتمام ، بينما لا يزال هناك جرحى محتاجين لعمليات بمختلف أنواعها أو للعلاج خارج البلاد وفقاً لتقارير لرئيس اللجنة الطبية بلحج بالتعاون مع مكتب وقيادة المقاومة .
المشكلة أنه يتم التعامل على ان محافظة لحج تتبع عدن في قضية الشهداء والجرحى لا يوجد تعامل معنا على أساس محافظة مستقلة ، وذلك لعدم وجود دعم أو اعتماد خاص للمحافظة من الدولة نفسها أو دول التحالف ، لذلك تعامل لحج كجبهة من جبهات عدن ويتم الإحالة للمسئولين في عدن ، لكن هم يعطوا الأولوية لجرحاهم وليس لجرحى لحج .
بالإضافة شحة الإمكانيات وعدم وجود صلاحيات تقضي بالتعاقد مع اي مستشفى ألا عبر الرجوع للمسئولين بعدن ، وهذا زاد في ان يصعب في ملف جرحانا فبدلاً من متابعة المستشفيات للعلاج نأخذ وقت بمتابع المسئولين من اجل أولا يعتمدوا جرحانا لديهم أولاً .
وتحدث محمد سلمان نشعر بالعجز بل يصيبنا الشلل بالنطق عندما تأتي اسر الشهداء والجرحى يطالبون المكتب بالمساعدة بمختلف أنواعها المادية أو توفير العلاج للجرحى وخاصة الذين قطعت أطرافهم بسبب الحرب ، وذلك مقارنة لما يسمعونه من حصول شهداء وجرحى عدن على الحوافز المادية وتوفير العلاج للجرحى .
فعدد شهداء محافظة لحج بهذه الحرب بلغ (1100) بينما الجرحى بلغ 2168 )) وهؤلاء يحتاجون للعلاج وتوفير أطراف صناعية ، بينما هناك جرحى تعالجوا بأنفسهم أو إصاباتهم كانت طفيفة وهؤلاء لا يدخلون بالعدد المذكور .
وواصل حديثه الأستاذ محمد أن محافظ لحج د / ناصر ثابت الخبجي وجه بتشكيل لجنة للجرحى ، لكن لم تفعل إلى الآن لعدة ظروف لذلك نتوجه إليه بتفهم الحالة وتوفير الإمكانيات وإعطاء المكتب الصلاحيات التي تعمل على حل مثل هذه المشاكل ، فمكتب شهداء وجرحى لحج المؤلف من غرفة واحدة ضمن مبنى تابع لمستشفى ابن خلدون تم منحنا إياه من قبل مدير المستشفى للعمل فيه ، وجهودنا بالعمل مع أعضاء الفريق بالمكتب ذاتيه جداً .
لذلك أناشد الحكومة ودول التحالف لسرعة مناقشة ملف الشهداء من حيث المعالجات الممكنة لأسرهم ، وكذا مناقشة ملف جرحى لحج الذي لا يحتمل الانتظار .
اذا كل المراد معاملة بالمثل بعد تضحيات بأرواح أرادت الموت من اجل حياة جديدة لآلاف الأسر ، فهل يصل الحق أما أن ما تزال معاناة الانتظار لأسر شهداء وجرحى لحج ستستمر، على نغمة عبارة كل شيء بلحج متوقف حتى يستقر الوضع الأمني فيها .