بقلم: د.عيدروس نصر ناصر النقيب
تلقيت ببالغ الحزن والأسى والأسف خبر وفاة الشخصية الاجتماعية والناشط السياسي والكاتب الصحفي والأديب الشاعر حسين محمد ناصر مديرعام مكتب الثقافة محافظة أبين وزميل الدراسة الثانوية والنشاط الطلابي والشبابي والحزبي طوال فترة السبعينات والثمانينات و التسعينات من القرن العشرين.
الزميل حسين من الشخصيات التي لها بصمات واضحة في الحياة الطلابية طوال فترة الدراسة والحياة السياسية والثقافية ما بعد التخرج والانتقال الى الحياة العملية.
كان حسين من أوائل الكتاب الصحفيين وما يزال طالبا في ثانوية زنجبار حيث كانت مقالاته وتحقيقاته ورسائله الاخبارية تطل علينا من على صفحات صحيفة 14 أوكتوبر الصحيفة الأكثر شعبية وانتشارا وكذا على صحيفة الثوري.
بعد إنهاء الثانوية تنقل الفقيد في عدة مواقع منها العمل الحزبي أيام الشهيد جاعم صالح والفقيد صالح حسن واحمد حيدره سعيد ثم الشهيد قائد صلاح فعلي صالح عباد (مقبل) فالفقيد حسين عوض عبد القوي كما تولى مسؤولية منظمة الحزب الاشتراكي في مديرية زنجبار مع زميله الأستاذ محمد عوض سعيد حتى نشوب الحرب اللعينة في العام 1994م.
من خلال عمله في مكتب الثقافة م. أبين كمدير عام ساهم الفقيد في رسم لوحة ثقافية متميزة في أبين وعن أبين.
شهدت فرقة الفنون والتراث الأبيني واحدة من أفضل مراحل عطائها. وشهد مسرح المحافظة جملة من الفعاليات أتذكر منها عرض مسرحية "يا بلاشاه بالبلاش" فضلا عن العديد من الفعاليات الثقافية والأدبية.
عانى الفقيد من عدة أمراض خلال الفترة الأخيرة ولم يكن بمقدور محبيه أن يعملوا له شيئا أما السلطات الرسمية فكعادتها لا تجيد إلا أن تأخذ من الطيبين ما يعطون لكنها لا تعطي إلا للصوص والمتملقين والمقربين .
بعد انتشار خدمة الووتس آب تبادلت مع الزميل الفقيد جملة من الرسائل والموضوعات والخواطر منها ما يتعلق بما تعانيه أبين من إهمال وتدهور. . وكان من حين إلى آخر يرسل لي من اختياراته بعض أغاني الزمن الجميل كان آخرها أغنيتي نجاة الصغيرة "القريب منك بعيد والبعيد عنك قريب" و فريد الأطرش "ما قاللي وقلت له" فقد كان متذوقا للفن الجميل وله عدد من القصائد الغنائية سجلتها فرقة أبين لدى تلفيزيون عدن عندما كان للفن قيمة وللثقافة معنى.
رحم الله الفقيد حسين محمد ناصر وأسكنه الله فسيح جناته وألهم أهله وذويه وأحبته ورفاقه. . . الصبر والسلوان . . وإنا لله وإنا إليه راجعون.