ولفتت إلى أن الخطط الجديدة للمجازر الجهادية والتي نفذت بلا استخدام أسلحة نارية، تكشف الخيال القاتل لأصحابها، مشرة إلى أن وحشيتهم تثير أسئلة عن الوضع الجسدي لهؤلاء.
وكشفت معلومات عن مجزرة نيس رجلاً مضطرباً بقوة وعنيفاً ولا يحترم الحرمات الدينية ويطلق العنان لرغباته الجنسية بغض النظر عن الحلال والحرام. ولم تنفضح ميوله الإسلامية إلا أخيراً، وهو ما دفع خبراء ومسؤولين سياسيين إلى الحديث عن "تطرف سريع". ولاحقاً، تبين أن اعتداء نيس مخطط له، وأن منفذه استفاد من دعم شركاء. وهذا أيضاً كان حال قاتل الكاهن جاك هامل.
وقالت الكاتبة: "لنفترض أن فحصاً نفسياً يؤكد أن منفذي هذه الجرائم هم أشخاص مضطربون عقلياً ومن ذوي الأوهام القاتلة، فهل يجب أن ننسى أن هؤلاء وجدوا في الجهاد مرشداً ودعماً لوضع أوهامهم موضع التنفيذ؟. وهل يجب أن يخفي الجنون القاتل الذي يطبع أعمالهم العقلية الفاشية للإيديولوجيا التي تغذيها؟".
الإيديولوجيا الإسلامية
ورأت الكاتبة أن الخيط الأحمر الذي يجمع منذ سنتين مسار الإرهابيين في فرنسا هو انضمامهم إلى الجهاد. ومن الضروري عدم التغاضي عن أمر آخر، وهو أن المروّج والوصي والضامن للجهاد ليس إلا الإيديولوجيا الإسلامية. وفي رأيها أن الشخص الذي يلتحق بالإسلام السياسي، بكل منحدراته، الأقل أو الأكثر راديكالية، يدخل في جهاد من أجل الدفاع عن قيم يعتبرها مقدسة. وترى أن هذه القيم المفترض أنها تحافظ على الشريعة، تدعو إلى نظام شمولي حيث تعتبر حرية الأفراد واستقلالهم والمساواة في الحقوق، بما فيها حقوق المرأة والحقوق الحنسية، تهديداً للتماسك المقدس للأمة.
صلب المشروع الإسلامي
وتلفت شفيق إلى أن الجهاد الدائم ضد أعداء خارجيين وداخليين هو في صلب المشروع الإسلاموي، وتأهيل أفراد "المجتمع الإسلامي المثالي" يحصل بتمسية هؤلاء الأعداء. وبهذه المعايير، يصير "الغرب" بسبب مبادئه الديموقراطية والعلمانية، العدو الأساسي، والشيطان الأكبر الذي يجب مقاتلته والقضاء عليه.
ضحايا مسملون
وتختلف برأي الكاتبة الاستراتيجيات والوسائل المستخدمة في الجهاد، وفقاً لميول قادتها. ولكن قبل بروز داعش، أدى الإرهاب الإسلامي في دول مختلفة مثل إيران والجزائر وأفغانستان، إلى أعمال عنف مماثلة لما نشهده في السنوات الأخيرة في فرنسا. وهنا كما هناك، كان ثمة مسلمون بين ضحايا الإسلاميين، وهذا لسببين، أولاً كمواطنين وثانياً بسبب صعود العنصرية التي تعزز بمباركة اليمين المتطرف الغموض، الخلط بين المسلمين والإسلامويين.
صراع حضارات
وتلفت الكاتبة إلى أن وضع الإسلاميين في مواجهة اليمين التطرف يثير "حرب حضارات" تعيد إحياء "حرب دينية".
وتخلص إلى أنه لا يمكن إجراء تحليل معمق لمسار الجهاديين في فرنسا وخارجها من دون الأخذ في الاعتبار البعد السياسي-الإيديولوجي للظاهرة الإسلامية، محذرة من أن مفاهيم مثل "التطرف السريع" و"ذئب منفرد" تتجاهل مثل هذا التحليل وتحول المعركة ضد إرهاب الجهاد إلى مواجهة ضد عصابات.