أُعلِن في العاصمة اليمنية صنعاء، مساء الأحد 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، عن تسمية رئيس حكومة الإنقاذ الوطني المرتقبة، بقرار أصدره رئيس المجلس السياسي التابع للحوثيين صالح الصماد وقضى القرار بتكليف الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، بتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
دعوة تشكيل الحكومة سواء أكانت رد صنعاء المباشر على خطوة نقل البنك المركزي الى عدن وما تحمله معها من تباشير تبديد كل دعوة جديدة للسلام , أو سواء كانت حاجة ملحّة لجمع شتات قوم في صنعاء ألجأهم مطر عاصف حال صحوه سيذهب كل منهم في حال سبيله .
لا شك بأن الخطوة بتوقيتها تُعدّ لغما كبيرا سيعيق جهود المبعوث الدولي الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد والذي يعتزم إطلاق مبادرة جديدة للتهدئة عبر زيارة مقررة الى مسقط ومن ثم الرياض .
الرياض التي ستعتبر تشكيل الحكومة في صنعاء بمثابة تكريس لواقع سياسي جديد وقطع للطريق أمام أي تسوية سياسية قادمة يمكن التوصل إليها بين الفرقاء اليمنيين فيما يعتبروها الحوثيون ومن ورائهم صالح ردا أولي مناسب لخطوة نقل البنك المركزي الى عدن .
لماذا حبتور :
على الرغم من المكانة العلمية المرموقة " لبن حبتور" مع حداثة تجربته السياسية لكن اختيار الرجل - بحسب متابعين للشأن اليمني - روعي فيها جوانب أخرى عديدة من بينها " جنوبيته " أولاً وخصوصية علاقته بالرئيس اليمني السابق " صالح " ثانيا وما تمثله محافظة شبوة مسقط رأس بن حبتور من ثقل سياسي واقتصادي وقبلي
هادي حريصون على السلام :
قبل ساعات من إعلان صنعاء تكليف د\عبد العزيز بن حبتور بتشكيل حكومة إنقاذ كان الرئيس هادي في اجتماع مطول مع المبعوث الأممي الى اليمن وخلال اللقاء اكد الرئيس تطلعه الى سلام جاد لا يحمل في طياته بذور حرب قادمة بما يؤسس لمستقبل أمن لليمن أرضا وإنسانا.
مستعرضا محطات السلام المختلفة التي ذهبت إليها الحكومة للتشاور بنوايا صادقه نحو السلام استجابة لدعوات الامم المتحدة والمجتمع الدولي التي قال بأنها " للأسف جوبهت بالتعنت والصلف والاستكبار من قبل " الانقلابيين " الذين لا يعوّلون أو يعيرون اهتماما لدماء اليمنيين التي يسفكونها في عدوانهم السافر على الشعب من الأطفال والعزل الأبرياء "
براجماتية :
لا شك بأن تشكيل الحكومة في صنعاء يفرض واقعا موضوعيا هو الأقرب بمعطيات نتائج الحرب جنوبا وشمالا .
وبحسب مراقبين فنقل البنك المركزي الى عدن كان الخطوة الأولى لاحتمال طول أمد الحرب وإشارة واضحة بأن حسم المعركة عسكريا عبر دخول صنعاء بات أمر متعذرا وعسيرا .
وفي حال تم إعلان تشكيل حكومة بن حبتور في صنعاء مقابل وجود حكومة بن دغر في عدن فملامح المستقبل المرسوم ليمن ما بعد الحرب بأياد اقليمية ودولية تجلّت على الأرض غير مكترثة بهوى وآمال وتطلعات وتصريحات ما فتئ يرددها على مسامعنا فرقاء الحرب ليلا نهارا .
واقعا يمنيا يقول بقوة : إن الأرض لا يرثها عباد الله الصالحون إن لم يكن فيها صالحون .
المصدر / موقع "عدن العاصمة ".