انتقلت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، صباح اليوم، إلى داخل المناطق الملتهبة الواقعة شمال محافظة الضالع، وذلك للتحقيق في جرائم الحرب والانتهاكات التي طالت المدنيين هناك.
حيث قام أعضاء اللجنة الوطنية ومساعديهم بالنزول الميداني إلى داخل هذه المناطق الواقعة على الحدود ما بين "مريس" بمديرية قعطبة، ومديرية دمت، والتي لاتزال تشهد معارك واشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني من جهة، ومليشيا الحوثي والمخلوع صالح من جهة ثانية.
وتمكن أعضاء اللجنة من مقابلة الكثير من الضحايا وأهالي الضحايا الذين طالتهم انتهاكات متعددة ومتنوعة، منها: القتل، والتهجير، والاعتقالات، والإخفاء القسري، والتعذيب الجسدي، والألغام، وتفجير منازل المواطنين بعد تفخيخها، او استهدافها بالصواريخ وقذائف المدافع. وكان اعضاء اللجنة قد زاروا صباح اليوم مبنى إدارة أمن مديرية قعطبة الذي لم يسلم من الخراب والدمار، حيث تم قصفه وتحويل جزء كبير منه إلى ركام.
وسمحت السلطات الأمنية في قعطبة لأعضاء اللجنة بمقابلة أسرى الحرب المتحفظ عليهم داخل سجن إدارة الأمن، وعددهم اربعة مقاتلين يتبعون مليشيا الحوثي، حيث قاموا بتفقد احوالهم وحث القائمين على السجن بتحسين ظروفهم داخل السجن والسماح لهم بالتواصل مع اهاليهم. وعلى صعيد متصل، نفذ اعضاء اللجنة، عصر اليوم، زيارة ميدانية إلى منطقة "سُليم" الواقعة غرب قعطبة، حيث قاموا بالتحقيق في جريمة مقتل شخصان وجرح 3 آخرين بانفجار لغم ارضي اثناء مرورهم على متن سيارة على الطريق العام في شهر مارس 2015.
وداخل مدينة الضالع، زار اعضاء اللجنة مبنى المجمع التربوي الذي تعرض للتدمير الكلي نتيجة تعرضه للقصف المباشر، كما حققوا في جريمة قصف أحد المنازل المجاورة للمجمع ما أدى إلى تدميره كليا، وحققوا ايضا في سقوط عدد من القتلى والجرحى بفعل القذائف التي كانت تنهال على الاحياء السكنية داخل المدينة اثناء فترة الحرب.
هذا وكان من المفترض أن يختتم أعضاء اللجنة الوطنية برنامج نزولهم الميداني إلى محافظة الضالع يومنا هذا الجمعة، إلا أن كثرة الانتهاكات التي شهدتها المحافظة اجبرتهم على التمديد يوم آخر حتى يتسنى لهم التحقيق في بقية الانتهاكات والجرائم وبعدها سيعودون إلى مقرهم الرئيسي في العاصمة عدن.