من المهم تعزيز مبدئ الارتباط الوثيق بين الانسان وحياته والتنمية المجتمعية وفهم كيفية جعل هذه التنمية تتمحور حول الانسان وليس العكس, وان نفكر بشكل جدي بان تكون هناك علاقة اتزان بين افراد المجتمع وبين الموارد الطبيعية الممكن استغلالها سواء كانت بالحاضر او المستقبل مع ضمان مستقبل الاجيال القادمة وعدم الاضرار به وبموارده الطبيعية.
التنمية الاجتماعية تعتمد الضمان لجميع شعوب العالم الحصول على فرص العمل والغذاء والتعليم والطاقة والرعاية الصحية والماء واحترام حقوقهم وتوفير كل سبل الراحة والامان .
هناك العديد من الظواهر والمؤشرات التي يتبين من خلالها ان هناك تقدم وعمل جاد في جوانب التنمية المستدامة وتاثيرها على جوانب التنمية الاجتماعية ومنها التقليل والحد من مظاهر الفقر، ونشر مبداء المساواة، وتوزيع عادل للثروات الطبيعة، العمل بشكل جدي على تقدم العملية التعليمية والمساهمة في نشر البحث العلمي بكل جوانب الحياة العملية وذات العلاقة المباشرة بحياة الافراد.
ان غالبية سكان العالم يجزمون ان الانسان هو المسؤول الاول عن ما آلت اليه الامور من مشاكل تهدد حياة العالم باكملة وذلك من خلال الاستخدام السيء والغير عقلاني لكل الموارد الطبيعية او من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة ولما لها من مخلفات ونفايات تساهم في تلوث المياة والهواء و تضر بشكل مباشر بيئة الانسان وتهدد مستقبله للعيش بسلام على هذه الارض ومن المهم حماية الموارد الطبيعية وإدارتها من أجل التنمية المجتمعية بكل انواعها وتفرعاتها, ضمان الاستدامة البيئية وذلك بتركيز الجهود على جعل مبادئ التنمية المستدامة من اولويات وسياسات وبرامج بلدان العالم , من اجل ضمان حياة مستقرة ونظيفة لكل انسان على هذه الارض.
ان اعتماد مبدئ حقوق الانسان سوءا المعيشية والصحية والاجتماعية والتعليمية والبيئية, احترام هذه الحقوق وتعزيزها والحفاظ على كرامة الانسان وكذلك نشر الثقافة بين افراد المجتمع. و تقليص الهوة والفوارق الطبقية بين الاغنياء والفقراء يعد مبداء من مبادء التنمية الاساسية.
لا احد يستطيع التفريق بين التنمية الاجتماعية وبين التنمية المستدامة فكلما زاد التطور في اي جانب من جوانب التنمية اعتقد انه سيؤثر بشكل ايجابي على الجانب الاخر والعكس صحيح, فمثلا التطور في التعليم والثقافة دائما يساعد على الحفاظ على البيئة والمقدرات الطبيعية ويكون التواصل سهلا بين النشطاء البيئيين والمهتمين بشؤون التنمية المجتمعية وبين الطبقات المثقفة والمتعلمة. ان الحصول على رعاية صحية واجتماعية افضل يشعر الافراد بالانتماء للوطن وانه يجب ان يحافظوا على كل مقوماته ومكتسباته ومقدراته. واخيرا يجب فهم العلاقة القوية بين التنمية المستدامة وتاثيرها على العوامل الاجتماعية الاخرى وكيفية الحفاظ على هذا الترابط واستمرارة بشكل افضل لما له من ايجابيات تخدم المجتمعات وتساعد في تطويرها واستقرارها.
