جاءوا بعد ان تيقنوا ان حليفهم مخادع لئيم تحالفهم معه كان خطأ استراتيجي ، شرارات قدرته التدميرية الفوضوية الخلاقة ستتعدى حدود جغرافيته الى عمق بلدانهم ، جاؤوا بعد ان ثبت لهم ان صالح بتقلباته وعدم ثباته وقدرته على التغير والتلون لم يعد يؤتمن ولن يتوانى لمصلحته عن التحالف مع الشيطان ، جاءوا بعد ان تكشف لهم دور ايران في تنفيذ المخطط الدولي لتقسيم الوطن العربي وتحويله الى كوتونات اسلامية طائفية متناحرة ، جاءوا بعد إعلان صنعاء العاصمة الرابعة والدخول بمرحلة الجد وأن المعركة القادمة بعد الجنوب ستكون على ارض الخليج بمباركة الدول العظمى وان الضحايا ستكون من شعب الخليج والخسائر كبيرة في الشجر و الحجر والبشر، جاءوا وليس لديهم حسابات واقعية ولا معلومات استخباراتية لحجم القوة والعتاد المهرب والمكدس في اليمن تحت الارض وفوقة وفي جوف جباله ، جاءوا ومعهم الكثير من مشاعر الإنسانية لتكفر عن ذنب تسبب بفقر ومعاناة والم لشعب في الجنوب صابر متحمل ، جاؤوا فكنا الكرماء معهم حيثما التقت مصلحتنا مع مصلحتهم في لعبة اقليمية دولية المخطط فيها اكبر من ان يواجه ونحن متفرقين .
قدموا لنا بتحالفهم فرصة النجاة من سيف سلط على رقابنا لم يكن بمقدورنا لوحدنا التغلب عليه ومنع ان لا يكون سيفاً مسموما ملطخاً بدمنا يغرس في خاصرة العروبة ، كانوا المنقذ لنا فكنا عونا لهم نرشد صواريخهم ونبتهج لصوت قدوم طائراتهم ، باركنا تواجدهم يطهرون ارضنا وينفذون على ارضنا معركتهم ، يختبرون فيها أسلحتهم ويكتسب جنودهم فيها الثقة والخبرة ومهارات القتال ، وتدافع اليهم شبابنا ورجالنا ليكونوا في الصفوف الاولى أيماناً منهم ومنا ان هذه الحرب وإن نألم منها الا انها ستجعل للجنوب منهم نواة لجيش جنوبي قوي من صلب جيش عظيم أريد لمنتسبيه الموت وأراد لهم الله أن يظلوا أحياء مخلدين بأرواح أبنائهم ، قدموا دماء وارواح شهداء ابرار وقدمنا لهم شعب صلب عنيد مقاومة اسطورية تضحي بالدم والروح لتنتصر لهم ولنا ولعروبتنا الاصيلة .
امتزجت دمائنا بدمائهم لنحمي العروبة من الامتداد الفارسي الذي يهدد أمنهم القومي ومن الطائفية التي وضعت بذورها على ارضهم وتسعى الى ان تسقى هذه البذور بدماء ابناء الخليج لتثبت جذور لها على تربة العروبة تثمر امارات اسلامية متناحرة تنسينا عروبتنا وتضعف الامة الاسلامية وتشغلها بكثرة تناحراتها وانقساماتها ، جاءوا وهم لا يدركون حجم المعركة وكانت حساباتهم مقتصرة على هدف معلن واعتمادهم على تحالفات ضعيفة لم ترتقي الى مستوى الثقة . فلتف الجنوب حولهم وكان أمن وأمان لهم وأثبت بشجاعة مقاومته وثبات شعبه وصموده أنه الحاضنة التي لم ولن يجدوها في شعب الشمال وأنه خير وأصدق الحلفاء لتحقيق نصرهم .
جاءوا لينتصروا فعلمونا ان للعروبة من ينتصر لها وينتصر للمستضعفين وانهم للشهامة والشجاعة عنوان ، وما خذلناهم وبوفائنا سنجعل لهم صفحات تسجل في تاريخ الجنوب بأحرف من نور نعلمه لأبنائنا ضمن مناهج أجيالنا القادمة ، ونأمل أن نكون درساً يتعلمو منه أنهم لن ينتصروا الا بالتفاف الشعوب حولهم ، وأن عليهم أعادة النظر بنا على ما افرزه الواقع في كل التحالفات بشجاعة وجرأة ومسؤولية من خلال مراجعة حساباتهم وخططهم واستراتيجيتهم التي بنيت التحالفات السابقة فيها على الاستهانة بالإرادات العربية والابتعاد عن الخيارات الشعبية بشراء الذمم والتخادم والمصالح الآنية والذاتية ، فأوصلتنا الى ما نحن علية اليوم من واقع سلمنا خيوطة بقصد او بدونه لأعداء الامة العربية .
لازالت ثقتنا بزعاماتنا العربية في الخليج كبيرة في أصلاح ما أفسدته التحالفات السابقة ، وبسعة صدورهم لتقبل دعوة صريحة من شعب في الجنوب حمل الوطن حول عنقه انتماء وهوية ويرفض اليوم الالتفاف عليه ليخنقونه باسم الحفاظ على الوحدة اليمنية والقومية العربية .