السيد محافظ عدن ..بعد التحية
ندرك جيداً بأن الوضع في داخل عدن يحتاج لاصلاحه إلى دولة كاملة بكل مقوماتها ووجود محافظ لن يغير في شيء لأن المعوقات كثيرة وكبيرة جدا.
ولكن ما دمتم قبلتم مسؤولية قيادة هذه المحافظة وفي مثل هذا الظرف فيجب علينا عرض و تقديم كل السلبيات لسيادتكم لأنكم أصبحتم من ضمن المسئولين عنها الآن .
السيد المحافظ أعلموا ان أهالي عدن اليوم لا يعرفون للراحة طريقا.. فقد زادت الاغتيالات.. وحرمة المستشفيات تنتهك..و كبار السن من أهالي المدينة يقفون أذلاء أمام مكاتب البريد وكأنهم ينتظرون منها صدقة .. ذوو الشهداء لم يطرق بابهم أحد . الطلاب في مدارسهم غير آمنين لأنها أصبحت وكرا للبلاطجة وسجنا لكل من خالف رغبات البعض .. الكهرباء عاودت الانقطاع.. والسرقة أصبحت على عينك يا تاجر.. أهالي عدن يا ابن عدن يشترون الدعم المقدم لهم من الغير من السوق السوداء وبأسعار خياليه..
الغاز معدوم والحطب هو الوسيلة الوحيدة لكثير منهم ومنذ شهور وهو مالم تعتده عدن في تاريخها.. الإتاوات أصبحت إجبارية في بعض المناطق.. المال العام يسرق في رصيف المعلا وما خفي كان أعظم..
سيدي المحافظ إما ان حدثتك عن مدينتي الغالية التواهي فدموعي تسبق حبر قلمي لما آل إليه حالها من تدهور مريع ومؤلم.
باختصار (التواهي) أصبحت خارج نطاق التغطية الخدمية والأمنية.. وهناك من يسطو ويسيطر عليها دون حسيب أو رقيب. تغتالها فئة تستطيع فرض قرارها على الجميع.. الجميع دون استثناء.. اقتحموا المباني الحكومية والخدمية وأصبحت ملكيه خاصة لهم..
التواهي تغرق في بحر الإهمال وفي مياه الصرف الصحي والأوبئة تلاحقها في كل مكان.. حاول شبابها مساعدتها وإعادة جزء من بريقها السابق لكن دون فائدة لأنها تحتاج لآليات دولة وإمكانيات الاهالي عاجزة أمام الواقع اللعين..
نلاحظ بأن البعض يحاول خداعكم وتلميع الصورة القاتمة ونقل أخبار تساعد على رفع الروح المعنوية ولكن هذا بحد ذاته قد يتسبب في نقل وضع مغاير لما نحن فيه ويوهم الآخرين بأن الدولة موجودة داخل عدن وقادرة على العطاء والعمل وهذا غير صحيح بالمرة بل يقال انكم حتى انتم لا تستطيعون دخول مدينة التواهي وهذا أمر مزعج جدا ان صدق ..
سيدي ندركم ونعي إنكم لا تمتلكون عصا موسى ولا فانوسا سحريا ولكن هذا قدركم كما هو اختياركم طالما قبلتم العمل مع دولة الوحدة المغدورة ومع حكومة عجزت عن فرض قوتها أمام مغتصب واختارت أن تغترب وتحكم بالريموت كنترول وتركت شعبها يتحمل نتائج أخطائها، بينما الذين عاثوا في الأرض فسادا لازالوا قابعين فيها ولا زالوا يملكون زمام الأمور وقادرين على العبث بأرض الجنوب وشعبه..
سيدي انتم أمامنا الآن وبحكم موقعكم المسئول الأول والأخير عن كل ما يحدث حتى وإن لم تكن سبباً فيه وعليكم تحمل مسؤوليتكم.
الناس في داخل عدن بلغ منها التعب مبلغه فيما الطيور المهاجرة من أبناء عدن ضاقت ذرعا بغربتها وتحن إلى رحلة الرجوع والاستقرار في أحضان مدينتها الدافئة عدن كما عدت إليها أنت بعد طول غياب..