الفيل (نيلسون*) وبعض دراويش حركتنا الوطنية الجنوبية التحررية .

الفيل (نيلسون*) وبعض دراويش حركتنا الوطنية الجنوبية التحررية .

قبل 9 سنوات

 عندما كان عمره شهران  وقع الفيل الأبيض في فخ الصيادين في أفريقيا ؛ وبيع في السوق لرجل ثري يملك حديقة حيوانات متكاملة .. قام المالك على الفور بإرسال الفيل إلى بيته الجديد في حديقة الحيوانات ؛ وأطلق المالك على الفيل اسم نيلسون .. وعندما وصل المالك مع نيلسون إلى المكان الجديد ؛ قام عمال الرجل الثري بربط إحدى أرجل نيلسون بسلسلة حديدية قوية ؛ وفي نهايتها كرة كبيرة مصنوعة من الحديد الصُلب ؛ ووضعوا نيلسون في مكان بعيد في الحديقة ؛ وما إن أفاق نيلسون حتى شعر بالغضب والامتعاض الشديد بفعل المعاملة الشديدة التي تحيطه ؛ وعزم على تحرير نفسه والتخلص من هذا الوضع ؛ وبعد عدة محاولات يائسة - فكلما حاول أن يتغلب على الوضع الذي هو فيه يشعر بمزيد من الألم الشديد والمعاناة بفعل السلسلة والكرة الحديديتين – فما كان منه بعد أن تعب إلا أن نام واستراح ..

 

وفي اليوم التالي استيقظ نيلسون ليكرر نفس العملية التحررية دون جدوى ؛ وهكذا مراراً وتكراراً .. حتى يتألم ويتعب ويستريح وينام ؛ وبعد أن فشلت جميع المحاولات .. واعتاد نيلسون على الواقع الذي هو فيه ؛ قرر (...) القبول والتسليم بواقعه وما يحيط به ؛ فلم يعد يحاول التحرر والتخلص .. وبذلك يكون استطاع المالك أن يبرمج نيلسون كما يريد تماماً .

 

وذات ليلٍ ؛ عندما كان نيلسون نائماً تم تغيير الكرة الحديدية بكرة خشبية ؛ فكانت تلك فرصة ذهبية من الممكن لنيلسون فيها التحرر والتخلص ؛ إلا أن ذلك لم يحدث ؟! حيث أن نيلسون لم يعد يحاول ! بسبب انه قد بُرمج عصبياً ودماغياً .. على أن أية محاولة ستكون فاشلة وميئوس منها ؛ وبفعل الجراح التي ألمت برجله والآلام التي لحقت به ، وجملة الظروف الموضوعية التي أحاطته ؛ لم يعد نيلسون مقتنع بجدوى أية محاولة .

 

ورُغم أن مالك الحديقة يعلم يقيناً أن نيلسون قوي للغاية ؛ حد أنه يمكن أن يبادر إلى مفاجآت غير متوقعة ؛ وفي الوقت ذاته يدرك مالك الحديقة نتيجة حقيقة البرمجة التي تلقاها نيلسون على يده ؛ والتي جعلت من نيلسون لا يعتد بقدراته ولا يعتقد بقوته الذاتية ؛ إذن فقد غدا يعتقد في نفسه اعتقادات خاطئةٍ ويفكر بطريقة سلبية .

 

وفي ذات نهارٍ ؛ زار الحديقة فتىً صغيراً مع والدته ؛ وسأل مالكها «هل يمكنك يا سيدي أن تشرح لي كيف أن هذا الفيل القوي جداً لا يحاول سحب الكرة الخشبية للتحرر والتخلص من الأسر !؟» فأجابه المالك «بالطبع يا بني أنت وأنا نعلم أن نيلسون قوي جداً ؛ ويستطيع تخليص نفسه في أي وقت ؛ ولكن الأهم هو أن نيلسون أصبح لا يعلم ذلك ؛ ولا يعرف مدى قدراته الذاتية » إنتهت .

 

العلاقة ومفاد القصة :-

 

إن مفاد الاستشهاد بهذه القصة مشاراً فيها لبعض الشخوص في الحركة الوطنية الجنوبية التحررية ؛ هو أن البعض قد أصبحوا مبرمجين تقليدياً (سياسيا وثوريا وإجرائيا ) بحسب الايعازات ؛ على فكرة بعينها أو طريقة معينة في السلوك أو الفهم أو في التحليل والتقييم والتقويم للأمور والحياة والواقع المحيط بنا ؛ إذ لا يرون غير تلك القوالب التي برمجوا عليها أو اعتادوا على التعاطي مع الواقع من خلالها .

 

مثلا :-

 

ثمة خلاف فيما يتعلق بذهاب المقاومة الجنوبية الوطنية التحررية .. للمشاركة في معركة تحرير الشمال .. وهل مشاركتها صحيحة أم خطأ ؟ وإذا كانت خطأ فكيف يمكن احتوائها في ذات الإطار الجنوبي الوطني التحرري ؛ والاستفادة منها ؟ إذا علمنا أنها عمليا هي مُشارِكة فعليَّا في خطوط النار على الأرض ..! فأن بحث مسألة مشاركتها من عدمها مسألة مفروغ منها زمنيا ومنطقيا ؛ وقد تم تجاوزها بفعل مشاركة قيادات ورموز المقاومة الجنوبية وافرادها التي حُفرت في ذاكرة معركة تحرير المناطق الجنوبية؛ وهي الآن هناك تقود المعارك وتحقق الانتصارات؛ لا بل تجاوزناها بقوافل الشهداء والجرحى وا وا وا الخ .. وبالتالي يفترض بالخطاب السياسي والاجتماعي الوطني التحرري الجنوبي أن يتحرك بعيدا ليتجاوز سلبية الفيل (نيلسون) باحتواء الفعل المتقدم عملياً؛ بتأطيره وتقعيده في إطار الرؤية الجمعية والمصلحة القومية وعلى رأسها مصلحتنا التحررية في الجنوب؛ وبالتالي ايقاف التمنع نظرياً ومغادرة دائرة الجمود الرمزي وضيق الأفق السياسي .. الذي (حتماً) سيعني عمليا في يوما ما (أنه كان بمثابة تخلٍ واستغناء عن المقاومة الجنوبية التحررية مفهوما وتطبيقا ومردودا ) ابتداءً من عدم تسوير جهودها وتضحياتها وابعاد كل ذلك بحسابات رياضية دقيقة . واقتضاءً لتربص الخصوم لها ولنا وبها وبنا ؛ وبالتالي انتهاءً بضرب اسفين وكسر عظم بين المقاومة ومجتمعها السياسي والاجتماعي التحرري .

 

يا أُلائك النفر توقفوا عن حرمان مقاومتنا الشريفة المشاركة في معركة تحرير الشمال .. كفوا عن حرمانها من صكوك الوطنية التي تشتغلون عليها ايها التيار (المشبوه القابع في المنصات وخلف الواتسات تحديدا) ذلك التيار الذي يحاول التخفي وراء المزايدات والمناقصات الثورية في بعض البيانات والكتابات المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعية .. وعليكم أن تدركوا أن المقاومة الجنوبية التحررية؛ ولكونها تحرريَّة فهي تشارك في معركة تحرير الشمال ضمن قرار استراتيجي عربي إسلامي تاريخي؛ ونحن فخورين أن نكون جرءاً منه ؛ وثمة تفاهمات تمت (بعيدا عن موجَّهات الواتسات والفيسات) وقد تمت مع قيادات ورموز المقاومة الحقيقة وعلى رأسها القائد الأستاذ / عيدروس الزبيدي ؛ وبعيدا عن لغة المقايضات ؛ وتأتي في إطار وحدة القرار والمصير والكرامة العربية في مواجهة المشروع (ألصفيوأمريكي) في المنطقة؛ ومقاومتنا تمثل الجزء الأهم في كل هذه التفاهمات ؛ بغض النظر عن الخيانات التي يرتكبها الإصلاحيين هناك في حق المقاومة .. فذلك يعود لحسابات النباهة الأمنية والتوبهات العسكرية .. خصوصا إذا علمنا أن هذا التيار أقل من أنه يقدر على فكرة المقاومة التحررية الجنوبية فضلا عن أنه لن يقدر القضاء على مجسمها أبداً بإذن الله .. واذا ثبت كيدهم للمقاومة الجنوبية فعلينا ان نفهم ان ذلك ياتي في اطار الضغط على دول التحالف العربي في اتجاه عدم الرهان على المقاومة الجنوبية.. وبالتالي ابتزاز التحالف ومقايضته.. والقول بتبرير منع المقاومة عن المشاركة في تحرير الشمال بفعل خيانات (الاصلاح / المؤتمر) فذلك وهمٌ وإيهام ساذج وخداعٌ براق لا وجاهة له وهو يصب في مصلحتهم تماما.

والغريب العجيب عندما تقوم بعملية فرز للمواقف والاتجاهات وفق اللغلة والمفردات المستعملة والمعطيات والتحركات على الأرض تجد أن بعض أُلائك يتفقون حد التماهي مع تكتيكات ( الحوثي/ عفاش/ إيران) !!!! ثالوث الشر بالإجماع في المنظور العربي والاسلامي؛ والذي مقاومتنا جرءاً منه .

 

ياأُلائك كيف يمكن فهم بيان 14 أكتوبر 2015 الأخير؟! عجيب أمركم ياأُلائك !!! فاقل مايوصف به ذلك البيان أنه كان بيان (غبي ركيك) حاول ارضاء صنعاء (عفاش/ الحوثي / ايران) باستخدام لغة الحياد ولو جملة لا تفصيلا . ومن حيث هو نفسه حاول التمييز بين المقاومة الجنوبية و الحركة الوطنية التحررية (...) لا بل ومنح (ضمنيا) ما تسمى بالشرعية حق التصرف في المقاومة الجنوبية معترفاً بها على نفس المسافة -سياسيا وإجرائيا- التي بين منصة البيان والقوى التحررية من ناحية والمقاومة الجنوبية التحررية من ناحية ثالنية والشرعية من الناحية ثالثة . مطالبا الشرعية بـ(عدم الزج بالمقاومة في معاركة خارج تراب الجنوب) .. وتلك هي الفضيحة بجلاجل والتي تعتري بعض سياسيي المنصات ومحرري البيانات والواتسات على حد سوى؛ فإنه لمن الغبن ان تتولى تحرير بياناتنا وموجهاتنا العامة عقولٍ وأيادٍ مرتعشة وتفتقر إلى ادنى مقومات الخبرة والكياسة والنباهة السياسية؛ فيا لتطفلها ويا لسخرية الاقدار منا .

 

ومع ذلك فمقاومتنا الجنوبية التحررية الشريفة مشاااااركة طوعا ولم ولن تأبه لهرطقاتكم وهذيانكم.. كدليل صادخ انها لا تنقاد ابدا لمنصاتكم وكنتوناتكم ودكاكينكم التي تسمونها زورا وبهتانا بـ مكونات ((الحركة الوطنية التحررية الجنوبية) البريئة منكم وعبثكم ) .

 

قلد اصبحنا فعلا لا ندري ما إذا كانت لبعضهم مهام كلفوا بها ليخترقوا الحركة التحررية وتعويقها من داخلها وباسم التحرر والتحرير والوطنية ؟! وكيف تم ذلك !! مستغلين تدني حالة الوعي العام عند عموم الجماهير المغلوبة على أمرها ، التي تنظر إلى الواقع من حيث نظر إليه زعيم المكون الفلاني او العلاني والذي هو هنا في مقام (نيلسون)؛ باعتقاده السلبي؛ فعلا فمعظمهم أصبحوا سجناء لتلك البرمجة والاعتقادات السالبة ؛ والتي تحد من قدراتهم وتُعَمِّيْ على مكنوناتهم الذاتية والتراكمية . ذلك اذا صدقت نواياهم.

 

ومنه وعليه :- فانا ادعوا وبالحاح شديد الى استظهار الاغلاط السياسية والفكرية بل والاملائية؛ التي إعترت البيان الاكتوبري الاخير؛ والعمل على تجاوزها في البيان النوفمبري القادم بعد ايام؛ وبالتالي الخروج ببيان سياسي سداسي ابعاد.. وبحيث :

 

1 - لا يُغْفِل ضرورة عدم المفارقة والتمييز بين المقاومة الجنوبية؛ ومحيطها في الحركية الوطنية التحررية والاتزام الادبي والاخلاقي والسياسي بها؛ والتاكيد على واحدية قرارها ومصيرها ومسارها .

2 - الانتظام السياسي المسؤول في نفس المسار والقرار العربي في مواجهة اية مخاطر ومهددات تتهدد المصالح العربية والاسلامية؛ وفي اطار استراتيجية ضرورة التلازم بين المقاومة الجنوبية التحررية والتحالف العربي؛ والتمييز بينه وبين الشرعية باستراتيجية أخرى تفيد بالتوازي .. وفق التفاهمات السياسية والاستراتيجية التي تمت بين قيادات ورموز الحركة والمقاومة الوطنية التحررية وقيادات التحالف العربي.

والخ و3 4 و 5 و 6 ..

 

أخيراً : .. أنت وأنا وكل إنسان على هذه المعمورة ؛ نحتاج فيما نحتاج إليه ؛ نحتاج إلى اتخاذ القرار أولاً في الاتجاه الصحيح ؛ تحديداً في اتجاه تغيير الاعتقاد التقليدي السلبي واستبداله بآخر ايجابي يساعدنا على الخلاص والتحرر من الرتابة والقبول التسليم بالواقع أو المنطق التقليدي ووهم القناعات السالبة .

إن علينا تحديدا أن نعلم أن التغيير أولاً يبدأ من الذات – أي من طريقة التفكير والتعاطي مع الواقع – لنصنع ثورة ذهنية تجعل من تفكيرنا منتجاً ومشاركاً ، بدلاً عنه منكفئاً ومستهلكاً .

__________________

* ) القصة بتصرف - أنظرها في قوة التحكم بالذات ؛ للكاتب والمحاضر العالمي ؛ الدكتور : الفقي ( إبراهيم الفقي رحمه الله) الناشر المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية ؛ نشر في كندا يناير 2000م.

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر