قتلنا اليأس إلى الأبد حين حررنا عدن

قتلنا اليأس إلى الأبد حين حررنا عدن

قبل 8 سنوات

في الذكرى الأولى لتحرير عدن .. جمعنا شتات ذاكرتنا المثقلة بأحداث الحرب و الثورة اعدنا ترتيبها و سردها مجدداً ، تطايرت أسماء شهدائنا و تألقت في اول الاحداث تلتها ابتسامات الجرحى و شموخ مقاومتنا تلك الذكريات كانت قد فقدت الأمل بالحياة في إحدى المرات تحت قصف و اجتياح غادر .

كنا نسترق النظر في وجوه العابرين من الشوارع و الحارات لمواجهة الاجتياح الثاني لأرضنا و مدننا و اختزنت ذاكرتنا ملامح القتلة جيداً فهؤلاء  باقون في جحيم ذاكرتنا خالدون  نقتلهم الف مرة باليوم و نتمنى لو أن قصاص الدنيا يطولهم على عجل .

 

عام من الحرب يعود بهيئة " يوم "  ليحكي لنا قصص طويلة عن الفداء و الصمود و الثبات ، عن نساء و اطفال و شيوخ و شباب انطلقوا لنصرة هذه المدينة ، عام حمل في قلبه اسماء مهيبة لمئات الشهداء منهم من حمل السلاح لأول مرة و منهم من اسعف الجرحى لأول مره و ماجدات كثر   وضعوا بصمتهن على صفحات يوم النصر لأول مره ، كنا سعداء بما حققه اجدادنا في نوفمبر و اكتوبر لكن سعادتنا في تحرير عدن لا مثيل لها  .

 

في تلك الأيام المؤلمة تعددت الطرق و اصبح الموت واجب حربي ، امراض فتكت بنا و جوع كافر و شحة في المياه ، اتذكر أن هنالك نسوة عدنيات دعمن جبهات المجد بنصف ما يمتلكن من قوت يومهن وتجار جنوبيون وضعوا ثروتهم رهن إشارة المقاومة الجنوبية وشباب قدموا أرواحهم لنبقى على قيد الحرية و الحياة .

 

شباب كانوا هم سلاح الموت الشامل حملوا اسلحتهم الشخصية في وجه الدبابات و العربات المصفحة منهم من حمل السلاح للمرة الأولى مجبرا ليخاطب غزاة البطش ، من منا ينسى شعور الطمأنينة الذي كان  يجتاحنا مع اصوات طلقات الالي الصيني وهي ترد على جنون القذائف و البي أم بي !؟

كانت تحدثنا عن البقاء و محبة الارض أن هنالك من يدافع عنا ببسالة و عزيمة وأن جيوش الحقد لن تمر إلا ممزقتا و منهكة على جثامين ابناء المدينة .

 

من منا نسى قائد المعركة الأولى وشهيدها الصمدي و الفدائي الذي دفع حياته مقابل إخراس الدبابة التي قتلت الطفل انس و ارعبت المدنيين في مدينة المعلا و ذلك الشاب الذي تبادل الطلقات مع الدبابة لتتبعه إلى مدخل الحارة  في القلوعه و عشرات الشهداء الذين امتلأت بهم منازل كريتر على غفلة من سقوط قصر المعاشيق و شوامخ دار سعد وجعوله التي جعلوا منها مناطق موت للغزاة ، وتضحية التواهي بقائدها البار علي ناصر هادي ،  من نسى مرارة النزوح و الخوف و القهر و العجز امام فارق القوى   .

 

في ذكرى تحرير عدن ينتابني شعور ( الفخر ) أن مدينتنا المسالمة لم تسقط ابداً ولم تستسلم قاومنا بكل السبل بالقتال و الصمود و مع انكسار كل جبهه رفضنا التعايش مع الأعداء ، عدن كانت ومازالت وجهة احرار شعب الجنوب لم تحتفل بمفردها حين تحررت بل اشتعلت كل المدن الجنوبية لأجلها .

 

سنروي للأجيال أنا تماسكنا في اقسى المراحل كنا الدولة و الشعب و القيادة ، الان بعد عام من التحرير امامنا تحديات عميقة في الحفاظ على هذا النصر و تحقيق النصر الأكبر باستعادة دولتنا الجنوبية  .

 

سنتذكر طويلاً أن تلك الترسانة العسكرية الماكثة في شمال اليمن كانت تخطط لإبادتنا جميعاً بكل قوتها لكن حال التدخل الخليجي و حظر سماء اليمن و إسقط طائرات صنعاء الحربية ، خيل لنا جميعاً انها حرب شبيه لحرب سوريا ولكن رحمة الله وسعتنا لتنصفنا على المعتدين و ستبقى خطوات المقاومين على رمال عدن  تحاكي و اقع المجد الجديد و سنكتب على ابواب مدينتنا اسماء من عادوا اليها مدافعون عن جعفر محمد سعد سهم عدن الذهبي و كتيبة سلمان الحسم وكل فرد ترك كل شئ ليعيد لنا عدن البهية  .

 

مهما تحدثت لن اروي كل التفاصيل التي سكنتنا في الذكرى  الأولى لتحرير عدن فقلب كل مواطن عدني وجنوبي  يختزن صور و ذكريات تعكس قيمة هذا اليوم الاسطوري و ارضنا التي ارتوت بدماء الاحرار من ابناء الجنوب و التحالف ستبقى عصية الذل و الانكسار و ستجدد العهد للشهداء  .

 

المجد و الخلود لشهداء الجنوب في السلم و الحرب سنبقى على دربهم سائرون .

اللهم اجبر كسر قلوب اهالي الشهداء و اشفي الجرحى ،،   .

 #Noor_Surib 

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر