قبل الرحيل

قبل الرحيل

قبل 8 سنوات

تعودنا في مجتمعاتنا العربية أن لا نقدّر عمل الأشخاص إلا بعد رحيلهم فنقرأ ونسمع ونرى عن حفلات تكريم للمبدع والفنان والناشط والمسؤول المخلص .. ولكن بعد وفاته .. 
فماذا يفيدهُ ذلك التكريم وما الذي يضيفهُ إلى عمله ؟


نحن هنا في مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات لا نطلب تكريماً ولا إحتفالاً بنا من قبل أي جهة أو جماعة لأننا لم نصل إلى مرحلة الإبداع في ما نقوم به من عمل وإنما هو واجب علينا مثلما هو واجب على الجميع وبإمكان أي شخص القيام به . 


وبقدر ما نحن بحاجة إلى مساندة الجميع لنا في ما نقوم به من نشاط وعمل سواء كان توعوي أو مكافحة أو حتى معالجة لمشكلة ظاهرة المخدرات المنتشرة في مجتمعنا والتي وللأسف الشديد ونقولها بحسرةٍ شديدةِ غير مبالغين أن المخدرات وصلت إلى مدى اكبر بكثير من تصورات الجميع والجميع سيدفع فاتورة صمته عليها .


المخدرات لا تؤذي فقط الأشخاص المتعاطين لها بل تصل أذيتها وأضرارها إلى المجتمع ككل أشخاصاً ودولةً وممتلكات خاصة وعامة فمع انتشارها تنتشر الكثير من الجرائم مثل القتل والسرقة والنصب والاحتيال والانتهاكات الجنسية ضد الأطفال والضعفاء من السكان في أي مجتمع .


وهذا الكلام أصبح الكل منا يعايشه يومياً ولو حتى برؤية الأشخاص المتعاطين للمخدرات وأشكالهم المزرية في الشارع أو من خلال تأثير ذلك على تربية وثقافة أطفالنا فنجد أن الطفل في مرحلة التعليم الابتدائي يعرف أسماء أنواع المخدرات قبل أن يعرف أسماء الحيوانات إن لم يكن متعاطياً لبعض الأنواع الخفيفة منها مثل الفوفل والتمبل والشمة فالطفل في هذه السن يحب التقليد ونجده يقلد أباه أو أخاه الأكبر أو الأشخاص اللذين يراهم في الشارع ومن ثم ينقل هذه الثقافة معه لأقرانه في المدرسة والملعب . 


هذا الأمر نحن صادفناه خلال حملاتنا التوعوية في المدارس خصوصا في مدارس العاصمة عدن والتي توجد فيها مناطق يسكنها المهمشين اللذين ينخرط أطفالهم مع أطفالنا في مدارس واحدة وتجد أن الطفل المهمش يأتي من بيئة يكثر فيها تعاطي أنواعاً كثيرةً من المخدرات بحيث يصبح تعاطي الطفل للبعض منها أمراً اعتيادياً أو أمراً تهييئياً له لمرحلة البلوغ والنضج .


وإزاء كل ذلك وأكثر مما يحدث في بلادنا جراء انتشار المخدرات وخصوصاً بين الشباب ووصلت إلى حد الفتيات والأطفال فهل سنجد من يدعم نشاطنا فعلياً وليس بالكلام والدعوات ؟ ..
- الأسرة عليها واجب مراقبة ومتابعة أبنائها وسلوكياتهم .
- المسجد عليه واجب إرشاد الناس وخصوصاً الشباب وتوضيح رأي الشرع والدين وحكمه في المخدرات .
- الإعلام عليه أن يسخر برامجه أو حتى البعض منها لإتاحة الفرصة من خلال تقديم بعض الفقرات التوعوية الموجهة للمجتمع حول أخطار وأضرار المخدرات .
- الدولة والسلطات عليها أن تسخّر إمكانياتها لمن يعملون في مجال مكافحة المخدرات والتوعية من أخطارها .
- الأمن عليه واجب الضرب بيد من حديد وعدم التساهل والتهاون مع كل من يثبت تورطه في ترويج وتجارة المخدرات وتأمين الحدود لعدم إدخالها إلى البلاد .
- رجال الأعمال ورجال الخير عليهم المساهمة في إنشاء مركز أو مستوصف لمساعدة من وقعوا في شر التعاطي والإدمان على المخدرات .
- الأهالي في الحارات والشوارع عليهم واجب محاربة ظاهرة التعاطي في أركان الحارات وتسليم كل من يقوم بذلك لرجال الشرطة والأمن فهؤلاء تواجدهم خطر على كل شخص في الحي أو الحارة سواء كان طفل أو امرأة أو حتى رجل .


هذه هي أشكال الدعم والتقدير التي نطلبها من الجميع والتي لا نعتقد أنها مطالب مستحيلة أو تعجيزية طالما توفرت النوايا الحسنة لديكم فعلاً للنهوض بالمجتمع والخروج من دوامة الضياع التي نعيشها فليس أخطر علينا في هذه المرحلة من أعمال تدمير أبنائنا وبناتنا بواسطة نشر المخدرات بينهم .


فلا تضعوا العثرات أمام خطواتنا وتصعبوها علينا بإهمالكم .. فبعد رحيلنا لن تنفعكم كلمة كانوا ..... ولو كنّا 
سعاد علوي
9/7/2016

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر