لحظات حاسمة ، قادمة ، هي التي سيتقرر فيها اما خيار السلام واستعادة الدولة والشروع في حسم القضايا السياسية المعلقة والبدء في بناء الدولة وإعادة الإعمار ، او مواصلة خيار الحرب وتدمير ما تبقى من البلد على طريق مجهول لا يعلم احد الى اين سيفضي بِنَا .
الذين انقلبوا على خيار السلام والتوافق والتعايش وبناء الدولة بيدهم الان وقبل فوات الاوان ان يقرروا أياً من الخيارين سيسلكون !!
عليهم ، كما قلنا من سابق ، ان يدركوا ان الحل المفضي للسلام لن يكون في إطار الانقلاب الذي صادر الدولة ... نقطة البداية هي تسوية هذه المسألة بصورة قاطعة وبدون اي مراوغة ، وسيجدون في الجهود الدولية والإقليمية ، وآخرها ربما اجتماع لندن ، ما يوفر للبلد فرصة التسوية على قاعدة مشاركة الجميع في في اعادة بناء هذا البلد الجميل الذي لم يكن حكامه ونخبه وعشاق السلاح والحروب فيه بمستوى جماله .
على الحوثيين ان يغيروا منطلقات فهمهم لمستقبل الدولة في هذا البلد . التاريخ لا يتكرر .. وان تكرر فبصورة هزلية ، ناهيك عن مكر التاريخ الذي يجعل ممن لا يستوعبونه جيدا ضحايا حماقة محاولات اعادة إنتاجه بصورة إرادوية كما حدث في تجارب كثيرة . التاريخ يتحرك الى الامام ويستحضر وقائعه للاستدلال على ان الحياة لا بد ان تفهم في حركتها وصيرورتها ومآلاتها .
لن يبقى اليمن رهينة نزعة انتقامية سيطرت على رئيس حكم البلاد خمس وثلاثين سنة استثمرها الحوثيون ليشعلوا حماقة اعادة انتاج وقائع من تاريخ هذا البلد لتغرق البلد في هذه الحرب المأساوية .
سجلوا للتاريخ ( وعلى هامش ذلك اشتموا كما فعلها قبلكم كثيرون) وهو انكم اذا تمسكتم بخيار الانقلاب للمساومة بقيام دولة طائفية لتكسبوا رهان الأقلية بمعايير مخادعة تضخ إليكم من تجارب اخرى ( في بناء الدولة ) فتأكدوا انكم لن تكونوا في اطارها ، وأكررها مرة ثانية ، غير مجموعة محاربين منهكين ومنهكين للبلد بصراعات لا تنتهي .. .ولن تستقر خيارات هذا النوع من الأنظمة الا على كوارث لا اعتقد ان احدا يجهلها . علي صالح ومجموعته لن يستمروا حلفاء بعد ان تزول أسباب هذا الحلف الانتقامي ، هامشهم أوسع في التعاطي مع "دولة" بمعايير مختلفة عن معاييركم ، ولذلك فان تشكيل المجلس السياسي المشترك وعلى النحو الذي أعلن فهو محاولة لانقاذ شيء مختلف تماما عن الدولة التي لم تعد تعني لحلفكم شيئا . اللهم اشهد !!.