بذلوا جهدهم لطمسها عن المشهد بل لجعلها منسية وعندما نتحدث عنها نسبقها بكانت ، فلا حاضر هي ولا مستقبل ، ارادوها ماضي لا يعود بحقدهم ، ارادو دفنها في النسيان فلا تذكر..
خسروا وكسبت هي الرهان! كيف لدولة كدولة اليمن الديمقراطية الشعبية ان تكون في غياهب التاريخ!
وهي التي لم يسبقها احد وكانت الاولى في كل مجالات الحياة ، اقتصاد ، رياضة ، سياسة و أمن جيشها ذاك الذي كان درعها المنيع والذي تميز بقيادات عسكرية فذة لا غبار عليها كان جيش قوي ومسلح بتسليح روسي ايام الاتحاد السوفييتى وكانت هناك فرق الصاعقة المدربه تدريب نوعي والمسلحة بسلاح متطور وتدريب نموذجي في ذلك الوقت لقد كان جيشنا متشبعا بالولاء الوطني نموذجا في العلاقات الرفاقية بين القادة والمرؤوسين ، وهذا ما مكنه من حماية الحدود البرية والجوية والبحرية لدولة الجنوب وتأمين الأمن والطمأنينة للمواطنين ، بل كان أيضا جيشا منتجا شارك في بناء الوحدات السكنية وحفر الأبار وزراعة الارض وشق الطرقات ، كان جيشا ذو ولاء ديني ووطني ،
المؤسسة العسكرية كانت اولى مؤسسات الدولة التي تعرضت للهدم المباشر والممنهج بعد دمجها بالمؤسسة العسكرية التابعة للجمهورية العربية اليمنية قادتها انتهوا ما بين اغتيالات واخفاء قسري وتسريح، فبعد حرب 94 تم إقصاء أكثر من 65 ألف عسكري بمختلف الرتب و إلغاء كافة وحدات الجيش الجنوبي ومؤسساته التدريبية ومسح هويته وهياكله و أسماء وحداته وفقآ لمخطط إلغاء دولة الجنوب ونهب كل ثرواته ومقدراته، لقد أضعفوها وجعلوا منها مؤسسة خاوية على عروشها ينهش ماتبقى منها مرتزقة القوم! لم يكتفوا بذلك فكانت الاغتيالات تطال القيادات العسكرية طيلة السنوات التي تلت الوحدة مرورا ب عام 2007 (بدايات الحراك السلمي في عدن) ولم تنتهي بل استمرت الى لحظة كتابتي لهذا المقال .
كل هذا التدمير لم ينتج عنه ما ارادو فهاهي نواة الجيش الجنوبي تلوح في الأفق معلنة ان ارواح قياداتنا الذين قتلتموهم لم تمت بل هاهي تحاربكم بأرواح عجوزه واجساد شباب! في كل قيادي قتلتموه نبتت من دمه روح ثورة لم تكن بحسبانكم، من طلائع الثوار المقاومين حتى حتم ثم المقاومة الجنوبية ، كانت محاولات مستميتة من قيادات جنوبية لازالت تتذكر القسم والعهد التي اتخذته على نفسها في حماية وحفاظ الدولة المنهوبة، امتزجت خبرتهم العسكرية مع حماس الشباب فكونو لحمة عسكرية اربكت قبائلهم الظالمة في حربهم على الجنوب في 2015 وهزمتهم شر هزيمة ، وباللباس العسكري رفع علم الجنوب في القمم في اول اعلان للنصر كأنهم ارادو أن يخبرو العدو بكل وضوح نحن هنا نحن اعددنا لكم، وفي الذكرى ال 45 لتأسيس جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية( ج ي د ش) رأينا في وجوه ما تبقى من القيادت العسكرية وعيون ماحولهم من عساكر شباب عزيمة إصرار ووفاء فوصلت الرسالة بالتمام الى الجميع (أن الجيش الجنوبي يمرض لكنه لا يموت) .