أن دعوة اللواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن إلى تشكيل المجلس السياسي الجنوبي لم تاتي من فراغ بل هي نتيجة حتمية لنضالات شعبنا من أجل الوصول إلى هدفه المنشود التحرير والاستقلال، وهو أيضاً مطلب شعبي تفرضه الظروف الموضوعية والذاتية لنضالات شعبنا منذ فترة طويلة والذي تكلل بطرد الطغاة من معظم مناطق الجنوب وقد أصبحت اليوم العاصمة عدن بيد أبنائها الأحرار.
وهاهو اليوم أبن الجنوب البار عيدروس الزبيدي يصرخ إليكم ويناديكم لتوحيد الموقف والهدف من خلال تشكيل المجلس السياسي للجنوب، الذي سيمثل شعبنا في أي مباحثات قادمة مع المجتمع الدولي والإقليمي، وينبغي علينا جميعاً إلتقاط هذه الدعوة بروح وطنية صادقة، وبوعي وإدراك عميق لأهميتها نظراً لمخاطر المرحلة والمؤمرات التي تحاك ضد شعبنا في الجنوب، وبالتالي لابد من الأسراع إلى تشكيل المجلس بتمثيل وطني لكافة المحافظات الجنوبية، من القيادات النشطة والفاعلة في الحراك والمقاومة الجنوبية ومن الأكاديمين ورجال الفكر والساسة والخبرة والشباب والمرأة المؤمنين بالتحرير والاستقلال بعيداً عن التنظير والهلوسة والتسابق الأهوج المربك لأي عمل سياسي.
لقد أثبتت التجارب السابقة للجنوبيين فشلها بسبب النزعات الفردية والتصرفات المتهورة (غير العقلانية)..دعونا نكون واضحين وصادقين مع أنفسنا ومع الآخرين إذا أردنا فعلاً تحرير الوطن وإستعادة الجنوب علينا أولاً أن نحرر عقولنا من مخلفات الماضي ونعالج أنفسنا من الأمراض المتخلفة (حب الذات والأنا والقبيلة والحزبية والتعصب الأعمى في الرأي) والتي أصبحت مستعصية عند البعض! كونها معيقة لأي توافق جنوبي .
وكما هو معروف بأن أي ثورة تواجهها ثورة مضادة، وهناك طابور خامس نشط وفعٌال بين صفوفنا يرفع نفس الشعارات الثورية ويعمل على عرقلة أي تقارب جنوبي! وهم من ينظرون ويشككون ويعترضون وينشرون الإشاعات ضد أي عمل يهدف إلى وحدة الصف الجنوبي، وإخراج الجنوب من أزمة القيادة، ليتمكن شعبنا من تحقيق تطلعاته نحو التحرير والاستقلال..
المجلس السياسي الجنوبي هو الفرصة الوحيدة أمامنا اليوم في مواجهة التحدي وصد المؤامرات على القضية الجنوبية وبالتالي علينا أن نقدم التنازلات لبعضنا بما يخدم الجنوب وقضيته العادلة، ونعطي الفرصة للقوى الثورية المخلصة والصادقة في تشكيل وقيادة المجلس في هذه المرحلة الثورية التحررية، وينبغي علينا جميعاً الوقوف خلفها ودعمها سياسيا وإعلاميا وشعبيا من أجل الوصول بسفينة التحرير والاستقلال إلى بر الآمان بإذن الله تعالى، ليأتي يوماً جديد يشع منه النور والأمل بعد ليل دامس ومظلم تجرع فيه شعبنا ويلات ومعاناة قاسية من قبل الطغاة والفاسدين، ليأتي دور الشعب الحقيقي بعد التحرير والاستقلال في إختيار قياداته بنفسه عبر صناديق الاقتراع ودستوره الجديد، والتنافس الحر بين الأحزاب وفق برامجها الانتخابية في ظل وجود الدولة والنظام والقانون وليس في مرحلة التحرر الوطني..