ما لم استطع أن فهمه وأنا اتابع الحملات الإعلامية التي تكاد تخرج من بوتقة واحدة رغم أن وسائل الاعلام التي تستهدف الشيخ الشايف تتبنى كل منها خطاب معادي للآخر .
فالحوثي المعروف بخصومته مع حزب الإصلاح يجعلني أتساءل ما هي المخاوف التي تجمع الطرفين حتى يسخر كل منهما وسائله إلاعلامية لاستهداف هذا الرجل ربما أتفهم موقف الحوثي بصفة الشيخ الشايف فضل الوقوف مع شرعية الرئيس هادي والوقوف مع الدولة اليمنية ليجعل من الجوف حلقة من نار يكتوي بها الحوثي وجماعته , فضلا عن نفوذه الكبير لدى القبائل وخصوصا قبائله من بكيل في صنعاء وعمران وصعدة والجوف وحجة , ورفضه الانصياع للمشروع الحوثي .
بينما لم استطع أن استوعب لماذا تتحامل عليه وسائل الإعلام المعرفة بقربها من بعض قيادات جماعة الاخوان مستفيدة من الاتهامات التي تسوقها جماعة الحوثي وصالح عبر أعلامها للشايف . فهل أصبح اعلام الحوثي وصالح هو مصدر الاخبار الذي تعتمد عليه وسائل اعلام الاخوان , ام ان الهدف المشترك لهذه القوى الدينية ( حوثي - اصلاح ) هو ما جمعهما , وهو ما يجسد مخاوف حقيقية لهذه القوى الراديكالية من الشايف ونفوذه القبلي الذي رفض سابقا مشروع الاخوان , واليوم يرفض الحوثي .
وبقراءة بسيطة مقارنة بين الشايف وخصومه من قيادات الاخوان التي اعتمدت على معلومات الحوثي لمهاجمته , سنجد أن هذه القيادات هي من تخلت عنها قبائلها مفضلين الحوثي عليهم ليتركوا بلادهم ويولون هاربين بعكس الشايف الذي يستهدفونه .
و انا هنا لم أسعى للدفاع عن الشايف أو تسويقه , فهو كغيره عمل مع صالح ودافع عن فساد صالح , وحصل على حصته في فساد النظام السابق وان كانت اقل من قيادات الاخوان . لم اكتب مقالي هذا بهدف تنميقه بل ما اثار غرابتي , هو سر توحيد هذا الخطاب بين ( الحوثي والاخوان ) رغم أن المفارقة كبيرة بين الشايف وغيره ممن تقف قبائلهم مع الحوثي باولادهم .
وارضهم تعد ممر لهم , في حين تخوض قبائل الشايف معارك طاحنة ضد الحوثي وصالح . فالجوف التي تقع ضمن نفوذ الشايف وفيها أبناء عمومته هي من تقف برجالها ونساءها إلى جانب الحكومة الشرعية , بينما قبائل من يهاجمون الشايف تستعرض يوميا على شاشات الحوثي وصالح بالنكف لمؤازة المليشيا ضد الشرعية . علينا أن نتساءل كيف لهؤلاء أن يستمدون معلوماتهم من قنوات الحوثي الا إذا كانوا ضمن نسق واحد ؟ .. وهل فعلا هناك عداء بين الحوثي والاخوان ؟ .. ام ان ما يجمعهما من اهداف اكثر مما يفرق بينهما ؟ والشواهد كثيرة .
لا يستغرب ان تكشف لنا الايام اجندات خفية لهذه الكيانات المتسترة بعباءة الدين وتمارس الدجل , ,فيما تظهر العداء للاخر , غير انها تتوحد في أفكارها الارهابية , وعدائها لكل من يرفض مشاريع دجلها وتضليلها واستخفافها بعقول البسطاء وجرهم الى محارق إرهابهم .
